أفعال تخريبية تلتها صحوة متأخرة وسلبية

02:51 2022/08/29

شهد الوطن خلال العقد الماضي سلسلة من الفتن والكوارث والأزمات والحروب العبثية والاعمال التخريبية التى بدأت بخروج صناع الفتن وأحزاب وجماعات رياح التغيير لإسقاط النظام الذي أسقط بالفعل وعمت بدلاً عنه الفوضى والخراب والدمار.
وبعد إسقاط النظام، قرروا الاعتذار لشركاء الفوضى فتحركوا شمالاً إلى صعدة لتقديم الاعتذار لقيادة الجماعة الحوثية عن حروب السلطة والنظام لجماعتهم بسبب تمردهم عن الدولة وخروجهم عن النظام.
وتحركوا جنوباً لتقديم الاعتذار لقيادة الانفصال على مواجهة السلطة والنظام لهم وتصديها لمشروعهم الانفصالي وتمردهم على الوحدة اليمنية.
ثم اتجهوا خارجياً للمطالبة بإدراج اليمن تحت البند السابع والوصاية الدولية. وبالفعل تحقق لهم ما طلبوا وتم إدخال اليمن تحت البند السابع. وسقطت عنها الشخصية الاعتبارية والأهلية القانونية وأصبحت بدون سيادة وتحكم بالوصاية الخارجية للدول الرباعية.
ثم تفرغوا لعملية التغيير والاستئصال والإقصاء، وبدأوا بهيكلة المؤسسة الأمنية والعسكرية التي مزقوها شر تمزيق واستبدلوها بمجاميع ومليشيات غير نظامية.
وتوالت الأحداث إلى أن اختلف الشركاء على تقاسم السلطة وعلى مخرجات ونتائج الحوار الوطني إلى أن سقطت عمران التي باركت سقوطها قيادة السلطة، وتلتها العاصمة صنعاء التي تم الإعلان فيها عن اتفاق السلم والشراكة الذي باركته الأطراف المتنازعة والأمم المتحدة والدول المجاورة 
واستمرت الاختلافات والمماحكات إلى أن اشتعلت الحرب بين ورثاء النظام، فسقطت الجمهورية وسقطت معها كل مقومات وقواعد الدولة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية  وما كان من أطراف الصراع إلا استدعاء أطراف خارجية. فاستدعت قيادة وأحزاب الشرعية دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وبالمقابل طلبت الجماعة الحوثية العون والمساندة من الجمهورية الإيرانية، ليتم إهلاك الشعب وتدمير الوطن ومؤسساته وبنيته التحتية بطريقة إجرامية ممنهجة.
وبعد هذا كله سمعنا عن صحوة ضمير وعن تباكي أطراف الصراع على الدولة والنظام والوحدة والجمهورية، وعلى الجيش ومؤسسات الوطن ومشاريع ومنجزات الثورة، وعلى الكرامة والسيادة وعن التدخلات الخارجية.
ولكن وللأسف الشديد فإنه وبالرغم من أن هذه الصحوة جاءت متاخرة، فإنها بنفس الوقت لم تكن صحوة حقيقية وإنما هي صحوة سلبية تعبر عن وجهة نظر أمراء الحرب والمستفيدين من طول أمدها، والذين صحوا ليبحثوا عن شماعة لتعليق كل ما قاموا به من أعمال وممارسات إجرامية وتخريبية والتى مازالت مشتعلة وممتدة منذ أكثر من عقد من الزمن.
ومع هذا كله، فإننا مازلنا نوجه لهم دعوات السلام ونداء العقل في تخطي سلبيات الماضي الذي كان أساساً من صناعتهم وبطولاتهم، والتركيز على الحاضر والتوجه لإنقاذ الوطن والتوافق على الحلول التي تضمن عودة النظام والجمهورية وتضمن للشعب حياة آمنة ومستقرة، وتضمن للجميع الحرية والعدالة والمساواة دون تفرقة أو تمييز أو عنصرية.