Image

ما وراء تصاعد العمليات الإرهابية في أبين؟

عاودت الأعمال الإرهابية تطل برأسها مؤخرا وبقوة في جنوب اليمن وخصوصا في محافظتي (أبين وشبوة) بعد فترة من الهدوء النسبي خدمة للاخوان المسلمين ومليشيا الحوثي الارهابية التابعة لايران.
 
يأتي هذا التصعيد في إطار التحالف الذي ظهر مؤخرا للعلن بين مليشيا الحوثي من جهة، وتنظيمي "داعش" و"القاعدة" من جهة أخرى، خصوصا بعد أن قيدت الهدنة الأممية نوعا ما مليشيا الحوثي من عملياتها القتالية. 
 
وفي جديد الأعمال الإرهابية، انفجرت اليوم دراجة نارية مفخخة، على جانب الطريق العام بين مدينتي لودر والعين بمحافظة ابين (جنوب اليمن). 
 
مصادر محلية أكدت أن دراجة نارية مفخخة انفجرت قرب حاجز ىمني في مديرية لودر بالقرب من مصنع الكور للغاز، مشيرة إلى أنه لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية.
 
يأتي هذا بعد أيام من استشهاد 21 جنديًا من قوات "الحزام الأمني" بهجوم لتنظيم القاعدة استهدف نقطة أمنية في مديرية أحور بمحافظة أبين، فيما لقي المهاجمون وعددهم 8 أشخاص مصرعهم جميعا.
 
من جهتها، أعلنت قوات الحزام الأمني اليوم سيطرتها على مواقع هامة لتنظيم القاعدة في أبين.
وقال المتحدث باسم الثوات المقدم محمد النقيب، في تغريدة: "استكمالا لعملية سهام الشرق، تسيطر قواتنا المسلحة الجنوبية على واديي النسيل وموجان، حيث تتواجد معاقل العناصر الإرهابية" دون تفاصيل إضافية.
 
وواديا موجان والنسيل مواقع مهمة يتحصن فيها عناصر تنظيم القاعدة في سلسلة جبال المراقشة شرقي زنجبارعاصمة أبين، استعصت السيطرة عليها رغم الحملات الأمنية المتعددة التي نفذتها قوات الجيش التابع للحكومة الشرعية، أو القوات الامنية.
 
وينتسب إلى المنطقة زعيم تنظيم القاعدة في أبين جلال محسن بلعيدي المرقشي المكنى بأبي حمزة الزنجباري، أحد أبرز عناصر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي قُتل بطائرة مسيّرة مطلع يونيو/ حزيران 2016، مع 2 من مرافقيه.
 
وفي 22 أغسطس/ آب أعلنت الحكومة الشرعية في عدن انطلاق عملية عسكرية أسماها "سهام الشرق" لمكافحة ما وصفوه بـ"التنظيمات الإرهابية" في أبين.
 
وأمس السبت، أعلنت الشرعية انطلاق عملية عسكرية أخرى في محافظة شبوه (جنوب شرق) تحت مسمى "سهام الجنوب" لتطهير المحافظة من عناصر تنظيم القاعدة.
وبحسب مراقبين، فإن تصعيد تنظيم القاعدة لعملياته يأتي ضمن اتفاق مبرم بينه وبين ميليشيا الحوثي الارهابيه بعد إطلاق المليشيا عددا من الإرهابيين من سجون الأمن السياسي في صنعاء الذين ألقي القبض عليهم قبل الانقلاب في إطار صفقة سرية.
 
وتهدف مليشيا الحوثي من هذه العمليات الإرهابية زرع الخلافات في صفوف خصومها حتى يسهل لها افتراسهم بشكل منفرد. 
وكان قيادي في تنظيم القاعدة قتل في محافظة شبوة أثناء تنفيذه مهمات بتوجيهات من مليشيا الحوثي، فيما أسرت عدد من العناصر الإرهابية في الساحل الغربي لليمن واعترفوا بأنهم أعضاء مزدوجون في تنظيم القاعدة ومليشيا الحوثي ضمن اتفاق مبرم بين قيادات الإرهاب.
 
ووفرت الحرب في البلد الفقير موطئ قدم للجماعات المتطرفة وبينها تنظيمي داعش والقاعدة الارهابيين، لكن الضربات التي شنها التحالف بقيادة السعودية وكذلك الولايات المتحدة أضعفت هذه الجماعات في السنوات الأخيرة.
 
وبث تنظيم القاعدة، السبت قبل الماضي، رسالة مسجلة يناشد فيها موظف في الأمم المتحدة مختطف في اليمن منذ أكثر من 6 أشهر تلبية مطالب الجماعة لإنقاذ حياته، بحسب ما ذكر موقع "سايت" الذي يرصد الحركات الإسلامية المتطرفة.
 
وغالبا ما تشهد مناطق جنوب اليمن انفجارات ناجمة عن سيارات مفخخة أو صواريخ بالستية تتهم القوات الحكومية الحوثيين بالوقوف خلفها.
كما شن تنظيم القاعدة وداعش هجمات على القوات الحكومية أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوفها القوات، خصوصا في مدينة عدن التي تتخذها الحكومة عاصمة موقتة.