Image

منهج يعكس الضحالة الفكرية والذهنية والشاعرية عند عصابة الحوثي

شعراء مناسبات عصابة الحوثي أصبحوا ضمن الشخصيات الوطنية والتاريخية اليمنية! هكذا تعبث عصابة الحوثي بكل شيء. وقديما قالوا إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت. هذا المثل ظل كما يبدو ينتظر أن يتجسد واقعا معاشا، حتى جاءت تلك العصابة فتجسد بأوقح صوره عبرها. 
 
معاذ الجنيد المليشياوي الحوثي الذي وجد لشعره رواجا كبيرا في أوساط الجهلة والزاعقين وأصبح أشهر من نار على علم، كان في أحسن أحواله مجرد هاو تستدعيه هذه المدرسة أو تلك لتمثيل دور مهرج يضحك الطلاب ضمن فقرات إذاعة مدرسية تنسيهم عناء طابور الصباح. 
 
لكن هذا الشاعر الزاعق وجد نفسه فجأة وقد أصبح ضمن الشخصيات التي تدرس في المناهج التعليمية، ربما بدلا عن البردوني أو المقالح أو الفضول أو غيرهم من الشعراء اليمنيين الكبار. 
فالشاعر عند عصابة الحوثي مناسباتي بالدرجة الأولى.
 
هم هكذا ينظرون إلى الشعر. فلكثرة مناسباتهم طيلة العام يحتاجون لشاعر كمعاذ الجنيد حاضر مع كل مناسبة ومستعد أن يرصف كماً متفاوتا من الكلمات الموزونة يقولها بزعيق يسمونه انفعالا، ثم تنتهي الفعالية بزعيق الصرخة ويعود الهاتفون أدراجهم من حيث جاؤوا. 
 
كل هذا يظل مقبولا عند المجتمع، باعتبار أن معاذ الجنيد هو التعبير الحقيقي عن مستوى الضحالة الفكرية والذهنية والشاعرية عند عصابة الحوثي، فهذا في النهاية جهدهم ومستواهم، ولهم أن يحتفوا بهذا النوع من الشعر كما يشاؤون، ولدرجة أن المجتمع لا يستغرب إن سمع من تلك العصابة أنه إذا كان للشعر إله فهو معاذ الجنيد، لأن ذلك مبلغهم من الشعر والشعور. لكن أن يصبح معاذ الجنيد ضمن الشخصيات الهامة والجامعة التي يتم تدريسها في المناهج الدراسية، فتلك وقاحة ما بعدها. 
 
ما الذي تريده عصابة الحوثي من تلك الوقاحة التي أقدمت عليها؟ ولماذا هذا الإصرار من قبلها على تغيير المناهج، وتكريس شخصياتها الهزلية والكاريكاتورية في الأجيال؟ 
أما الذي تريده فهو أن التعليم أصبح مهزلة.