العنصرية الطبقية والسلالية الحوثية وجهان لعملة واحدة.. ملاطف الحميدي أنموذجا

09:54 2022/11/27

ملاطف الحميدي شاب من صنعاء ذاع صيته في مونديال قطر لكأس العالم لكرة القدم، ملهبا حماس الجماهير المشجعة بالطبل الذي على إيقاعه يرقص اليمنيون رقصة البرع المشهورة. ينشر فيديو يوضح فيه اسمه ولقبه والمنطقة التي ينتمي لها، ما يشير إلى تعرضه لتنمر إن لم تكن ضغوط أجبرته على أن يخرج للناس مبينا اسمه الحقيقي ولقبه، منزه  الآخرين من المنقصة التي يرونها لحقت بهم!
 
بسبب المهنة التي يزاولها ملاطف، والتي قد تلحق بهم الدونية في نظرهم من قبل الفئات الاجتماعية فيكونون محل الشماتة والازدراء والتعيير.
 
آفات وعيوب وتناقضات المجتمع اليمني، والعنصرية الطبقية الضاربة في أعماقه تحت مسميات مختلفة، هي محصلة أمد طويل من الحضور الشكلي للدولة؛ ما جعل حق المواطنة لكل اليمنيين أمرا بعيد المنال، وهو ما يفسره التمترس والتخندق خلف الألقاب التي يلهث وراءها البعض لتمنحه كما يتوهم سطوة التميز على الآخرين.
 
يشن الكهنوت الحوثي حربا منذ ثماني سنوات على الشعب اليمني  بمبرر الاصطفاء السلالي المؤيد من السماء، ممارسا سلوكا عنصريا نازيا. في المقابل، القبائل التي تحارب تحت راية السلالة الحوثية تنتهج سلوكا استعلائيا على ما دونها من الفئات الاجتماعية التي تحترف عددا من المهن تتكسب من ورائها لقمة العيش الحلال.
 
في نظر العنصريين والطبقيين أن تحمل بندقيتك وتقتل وتسرق وتنهب وتسطو، فأنت شريف بن شريف، طاهر من سلالة طاهرة مطهرة، وأن تحمل لقبا يزعم أنه من سلالة المجد، فأنت مقدس نقي ذو عز لا يرام، ولو كنت مجرما آكلا السحت ناهبا حقوق الناس متطفلا تقتات من عرق جبين غيرك، لا تعرف من الأخلاق إلا اسمها، ومن القيم والمبادئ إلا شكلها.
 
أن تحترف مهنة تعتاش منها، فلا تقطع طريقا ولا تسطو على مال عام  أو خاص، وتعيش حياة المدنية كاسبا رزقك من عرق جبينك، فأنت في نظر العنصريين والطبقيين في مرتبة دنيا، في قاموسهم أنت ناقص في أدنى درجات السلم الاجتماعي.
 
إن الاستبداد الفاشي المتطرف الأصولي أصاب اليمنيين منذ أمد طويل، مكرسا الطبقية والبربرية؛ ما جعل أمامنا مضمارا طويلا من النضال والكفاح لتحرير عقولنا من وهاد التعنصر والطبقية المقيتة  كاستحقاق إنساني، يمنحنا قوة الإرادة في منازلة الاستعلاء الحوثي وموجبات النصر لدحض مشروعه.