Image

السودان.. تورط مافيا حوثية في انتشار حشيش "النوتيلا" الأفغاني

 كشفت مصادر مطلعة تورط تجار المخدرات "نزلاء" بسجون سودانية في عمليات اتجار بالمخدرات وهم رهن الاحتجاز، وقالت إن الحشيش الأفغاني الشهير بـ"النوتيلا" يتصدّر قائمة المخدرات الأكثر ترويجاً بالسودان، يليه "الآيس كريستال" و"الكبتاجون".

وأعلنت الشرطة السودانية، توقيفها مروج حشيش أفغانيا بضاحية دار السلام بشرق النيل.

وقالت الشرطة اليوم الاثنين، إنّها نصبت كميناً مُحكماً للمُروِّج، وأسفرت عملية الدهم عن ضبط 10 كلغ من الحشيش الأفغاني، و100 غرام من مُخدِّر الآيس كريستال، و1000 حبة كبتاجون كانت مُجهّزة للتوزيع، كما ضبطت ميزاناً إلكترونياً، واقتادت المتهم إلى النيابة للتحقيق قبل إحالته إلى المحكمة.

انتشار كثيف

يشار إلى أنه في الآونة الأخيرة هناك انتشار كثيف للمخدرات تقف خلفه مافيا المخدرات الدولية في البلد الإفريقي الذي يُعاني اضطرابات أمنية وأزمات اقتصادية وأزمة سياسية، ما يجعل السؤال: هل بلغت مافيا المخدرات بالسودان مرحلة الجريمة المنظمة؟

وكشفت معلومات تحصلت عليها صحيفة "الانتباهة" السودانية، النقاب عن أخطر أنواع المخدرات المنتشرة حالياً بالخرطوم والطرق التي تهرّب بها إلى البلاد، وذكرت مصادر مطلعة أن هنالك أربع شخصيات معروفة في ولاية كسلا بشرق السودان تُسيطر على عمليات تهريب وترويج هذه الأنواع الخطيرة من المخدرات، ولفتت المصادر إلى تصدر مُخدِّر (النوتيلا) قائمة المخدرات الأكثر ترويجاً بالبلاد، وتلاها (الآيس كريستال)، ثم (الكبتاجون) و(الترامادول) في المرتبة الثالثة، وعزت المصادر تراجع (الآيس كريستال) للمرتبة الثانية بعد أن كان بالمرتبة الأولى لارتفاع أسعاره وتراجع العرض وانتشار أنواع رديئة منه، كما عزت ذات المصادر تصدر مُخدِّر الحشيش الأفغاني أو ما يُعرف بـ(النوتيلا) المرتبة الأولى بسبب دخوله البلاد بكميات ضخمة وتنافس التجار على ترويجه وانخفاض أسعاره التي تتراوح ما بين (4 - 6) آلاف جنيه للغرام الواحد، بجانب أهم سبب وهو أن (النوتيلا) باتت تُضاهي في قُوتها مُخدِّر (الآيس كريستال) الأصلي.

وتزايدت مخاوف الأسر السودانية من ظاهرة تفشي المخدرات.

 

وذكرت تقارير صحافية محلية عن ارتفاع مُعدّلات تردد المُدمنين لمراكز العلاج.

استهداف ممنهج

وأبانت المصادر أن أجزاء من شرق السودان وتحديداً كسلا أصبحت مُستهدفةً من قِبل (مافيا) المُخدّرات العالمية التي تنشط في ترويجها بالدول العربية والإفريقية، ولفتت المصادر إلى أن أربع شخصيات معروفة بولاية كسلا باتت تمثل أخطر الأذرع التي تُسيطر على تجارة المخدّرات وتحديداً "النوتيلا والآيس كريستال والكبتاجون".. وأصبحت تستغل كسلا كمخزن رئيسي للشحنات الواردة إلى البلاد ومن ثَمّ يتم توزيعها إلى العاصمة السودانية الخرطوم وبقية ولايات السودان.

يشار إلى تورُّط شخصيات نافذة أثناء حكومة الرئيس المخلوع ذات القناع الإخواني في تسهيل عمليات إدخال المُخدّرات للبلاد وجعلها معبراً لكثير من الدول المجاورة، فضلاً عن التوزيع داخل البلاد.

وأشارت المصادر إلى تورط عصابات عناصرها من سوريا ومصر واليمن، وقام بعض عناصر تلك العصابات بتأسيس واجهات لهم تتمثّل في إنشاء محلات (ليموزين) ومتاجر قطع غيار سيارات "اسبيرات" وغيرها من الواجهات التي يستخدمونها كستار لإدارة تجارة المخدّرات، وأشارت المصادر إلى تورُّط تُجّار مُخدّرات نزلاء ببعض السجون في إدارة تجارة المُخدّرات من داخل السودان ومُزاولة أنشطتهم.

ممرات آمنة

وكشفت المصادر أن أخطر أنواع المخدرات المنتشرة حالياً وبكثافة في الخرطوم هي الحشيش الأفغاني أو ما يُعرف بـ(النوتيلا)، حيث يُضاهي مفعوله مخدر (الآيس كريستال) الفتّاك، إلا أنه تصدّر القائمة بعد أن أصبح سعر الغرام منه يتراوح ما بين 4 - 6 آلاف جنيه سوداني، أضف إلى ذلك أنه بات أقوى من (الآيس)، وأن هنالك وفرة فيه، بينما تراجع (الآيس كريستال) للمرتبة الثانية بسبب نُدرته وارتفاع أسعاره وانتشار أنواع رديئة منه.

عصابات الحوثي

بحسب معلومات موثوقة، فإن الحشيش الأفغاني تقوم بإحضاره عصابات (مافيا) مخدرات أفغانية لها علاقة بعصابات حوثية تنشط في المجال، ويصل من أفغانستان بلد المنشأ إلى اليمن، ثم تقوم عصابات حوثية تستغل مراكب صيد أو قوارب بنقله عبر البحر الأحمر إلى الأراضي السودانية وبالتنسيق مع عصابات تنشط في شرق السودان يتم استلامه وإحالته إلى مخازن تخص التجار الأربعة المعروفين بولاية كسلا، ومنه يتم توزيعه بالتجزئة إلى تجار ومُروِّجين أقل شأناً.

كما أشارت ذات المصادر إلى أن (الآيس كريستال) الأصلي يتم تصنيعه في مصانع إيرانية، ويتم نقله بالتنسيق مع العصابات الأفغانية من إيران إلى اليمن ومنها بذات الطريقة إلى السودان.

وأشارت معلومات خطيرة تحصلت عليها "الانتباهة" إلى أن عوائد كل هذه الأطنان من تلك المخدرات يتم تحويلها عبر الواجهات وأولئك التجار إلى أموال بالعملات الأجنبية، ثم يتم تسليمها للتجار الأساسيين خارج السودان، إما عن طريق العصابات التي تحضرها أو بطرق أخرى لها علاقة بالواجهات التجارية وأنشطتها التي تمارسها أذرع (المافيا) في السودان.