اليمن بلاد المليون ملازم والمليوني عقيد

11:57 2022/12/17

في سابق السنوات كانت السلطة الحاكمة تتجاوز بعض القوانين العسكرية وتمنح رتبة أو رتبا فخرية لضابط أو ضابطين أو لبضعة ضباط في بعض محافظات الجمهورية، وكانت أحزاب المعارضه آنذاك تنتقد السلطة الحاكمة، وتعتبر هذا العمل جريمة عسكرية تخالف النظام والقانون والدستور وأمرا معيبا وفسادا لا يمكن ان تفعله سلطة حريصة على الوطن والمواطن وعلى سمعة ومكانة المؤسسة الامنية والعسكرية. 
 
واليوم، وفي عهد التصحيح وحكم المصححين وسلطات أهل السنة وأحفاد الرسول الحريصين على الوطن وعلى عباد الله المسلمين، تُصرف الرتب العسكرية بدون عدد ولا حساب وبدون معايير ولا مقاييس. 
 
أليوم وبين كل فترة وأخرى، تصدر الأوامر والقرارات بصرف مئات أو آلاف الرتب العسكرية للموظفين المدنيين وللأساتذة التربويين وللمشرفين الأميين ولبائعي القات وأصحاب البقالات والأطباء والإعلاميين والممرضين. 
 
اليوم تمتلئ أكتاف الصغار والكبار المتعلمين والأميين العقلاء والمعتوهين بالنجمات والطيور التي لا تتسع لها أكتافهم ولا تتناسب مع اعمارهم ولا مع خبراتهم ولا مع تخصصاتهم ومستوى تعليمهم. 
اليوم لم يكتف بعض الفاسدين المتنفذين برتبة عقيد فيمنحون أنفسهم رتبة عميد. 
 
لقد تحولت عملية صرف ومنح الرتب العسكرية إلى مهزلة يتم التلاعب فيها بطريقة معيبة ومخزية، ويتم صرفها لأصحاب الوساطات وأقارب هوامير الفساد وقيادات الأحزاب والجماعات ولأئمة المساجد ورجال الدين وخطباء المواقع والساحات. 
 
والخطورة أن هذه المسخرة لم تتوقف عند هذا الحد بل تجاوزته إلى أبعد من ذلك بكثير، فقد تم منح الرتب العسكرية للمجرمين فأصبح أصحاب السوابق وخريجو السجون وخبراء ميادين الإجرام ضباطا برتب تتناسب مع مستوى ومكانة سلطة القادة والحكام المؤمنين وأولياء الله الصالحين.