Image

الجمعة الأولى من رجب الحرام.. ذكرى سقوط أدعياء الدين الزائف

في أول جمعة من شهر رجب الحرام 1432هجرية، الموافق 3 يونيو 2011، سقطت الأقنعة عن أدعياء الدين والدنيا، بعد تخطيطهم لارتكاب جريمة القرن، تفجير مسجد دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء، ومحاولة اغتيال قيادة الوطن وزعيمها.

سبقت الجريمة التي يتذكرها اليمنيون بكل أسى وحزن وحسرة، إشعال فوضى في إطار ما سمي حينها "الربيع العربي"، الذي قادته التنظيمات الإرهابية في عدد من الدول العربية ومنها اليمن، بتمويل مباشر من الدول الراعية للإرهاب العالمي "قطر – ايران – تركيا".

ومن فوضى الساحات وما رافقها من تغرير لشباب في مقتبل العمر، وقتل عدد منهم بعمليات قنص في صنعاء وتعز وغيرها من ساحات الفوضى، مرورا بتدمير ونهب مؤسسات الدولة في منطقة الحصبة، إلى جانب تدمير منازل المدنيين في حرب عبثية، استهدفت مقدرات الدولة في تلك المنطقة الحساسة مقتل حينها، ومع استمرار صمود كيانات الدولة في التصدي للفوضى، خططت عناصر الفوضى الارهابية في ساحاتها المشبوهة، للجريمة البشعة في جامع دار الرئاسة.

من ساحات الفوضى

يتحدث الشاب عبدالرحمن مفيد، أحد أعضاء ساحة جامعة صنعاء، أنه، ليلة ارتكاب الجريمة في دار الرئاسة، شهدت الساحة التي تديرها عناصر الإصلاح بمشاركة عناصر ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، حركة غريبة وتحركات لقيادات الساحة، ما بين جامع الجامعة ومقر الفرقة الأولى مدرع سابقا التي كان يقودها أحد أركان الجريمة علي محسن الأحمر.

ويتابع مفيد: كنا مجموعة من الشباب المطالبين بالتغيير قبل ان تأتي عناصر الإخوان والحوثي، وتبدأ تنفيذ أجندتها الدخيلة على الساحات حينها، لكننا كنا متأكدين أن شيئا سيتم بعد ليلة الخميس 2 يونيو وهي ليلة أول جمعة من شهر رجب الحرام، حيث تم تجميع عناصر الإصلاح من قيادات الساحة وتوزيع "كتيبات حول الجهاد"، ومن بعدها توزعت تلك العناصر على عدد من الخيام للحديث عما تتضمنه تلك الكتيبات، وبطريقة تشوبها الريبة والشكوك.

الشاب عماد القدسي، هو الآخر تحدث حول ليلة ارتكاب الجريمة، بالقول، أنه كان مع عدد من المسؤولين على تنظيم الدخول والخروج من وإلى ساحة الجامعة من جهة شارع العدل، كان يأتيهم من منسقية ما سمي بالثورة، توجيهات بالسماح لعناصر ملثمة ومن حجم أجسامها وهيئتها تبدو أنهم ليسوا يمنيين، بالدخول إلى الساحة باتجاه مقر جامعة صنعاء.

وفي ظهيرة يوم الجريمة "الجمعة"، وبعد وقوع تفجير دار الرئاسة تم الاحتفال من قبل تلك العناصر مع عناصر الإصلاح والحوثيين بشكل خاص وكبير، فيما انسحب من الساحة الكثير من الشباب المغرر بهم والمطالبين بتغيير حقيقي، بعد معرفتهم بالمؤامرة ضد اليمن، وليس للمطالبة بالتغيير السلمي.

وكانت شاهدات سابقة صادرة عن ساحات الفوضى الإخوانية – الحوثية، تحدثت عن مؤامرة تم اعدادها في مقر الفرقة الأولى مدرع وجامعة الايمان التي كان يراسها القيادي الإخواني عبدالمجيد الزنداني، والواقعة في محيط الفرقة من جهة الستين الشمالي، وان تلك المؤامرة نتج عنها تفجير جامع دار الرئاسة ومحاولة اغتيال قيادات الدولة بمن فيهم الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح.

ذكرى قاتمة

وخلال الفترة الماضية اتضحت كثير من الحقائق حول الجريمة، خاصة بعد اطلاق سراح المتهمين فيها من قبل سلطات الاخوان والحوثي في صنعاء، ومحاولة اغلاق ملفها، مرورا بالعمليات التي استهدفت اليمنيين ومنها الحروب الدائرة حتى اليوم، فضلا عن تدمير مؤسسات الدولة الخدمية وغير الخدمية، وعلى رأسها المؤسستان العسكرية والأمنية.

وأصبحت ذكرى أول جمعة من رجب في ذاكرة اليمنيين ذكرى قاتمة بالسواد لدى أبناء الشعب اليمني، والأشقاء العرب وعدد من الاصدقاء الأجانب ذوي التوجه الحر، والذين يعتبرون تلك الجريمة بأنها أبشع جريمة إرهابية شهدتها اليمن والمنطقة، رغم ما تلاها من جرائم إرهابية بحق بلاد كانت تعرف يوما من الأيام "بالسعيدة".

ومع استمرار الجرائم التي ترتكب بحق اليمن واليمنيين من قبل نفس العصابة الارهابية، تعد جريمة "تفجير دار الرئاسة" ومحاولة اغتيال رموز اليمن، من أبشع تلك الجرائم التي توالت على اليمنيين، ودفعت بهم إلى البحث عن لقمة العيش في براميل القمامة التي ترمى فيها بقايا طاعم تجار الحروب وتجار المخدرات.

جريمة دينية

ويرى العديد من اليمنيين، في جريمة الجمعة الأول من رجب الحرام، أنها جريمة دينية استهدفت المسلمين الآمنين المقبلين على أداء صلاة الجمعة في أحد بيوت الله الذي يضم المئات من المصاحف، والتي أحرق العديد منها، وأزهقت أرواح برية تم قتلها بدون ذنب.

والمتتبع إلى حركات التنظيمات الإرهابية الدموية في اليمن، "الاخوان والحوثيين"، يرى بوضوح تشدق تلك الجماعات وتلبسها بالدين الحنيف زورا، وتتخذ منه الاسلام السياسي عباءة لتحقيق مكاسب سياسية ومصالح شخصية، وتنفيذ أجندة مشبوهة لصالح تنظيمات ارهابية مصنفة عالميا.

وما بين "السرقة والنهب، والمصادرة والفيد واباحة المحرمات، وهتك اعراض، وقبلها سفك الدماء وقتل الأبرياء وخيانة الشعوب والدين"، تعيش تلك الميليشيات الارهابية، وتواصل تدمير البلاد بشكل ممنهج، خدمة لدول حاقدة على اليمن، مولت بدفع مبالغ مهولة لتدميرها ومازالت تدفع لتأتي على ما تبقى من جسد "السعيدة الطاهر".

 أنبتت قصور وفلل

ووفقا لعدد من المصادر المطلعة والمتتبعة للشأن اليمني، فإن مخططي المؤامرة ومنفذي الجريمة الأولى لها، باتت لديهم مكاسب مالية ومادية كبيرة في دول المنطقة، تجسد وفقا لإحصائيات وتقارير، بالعقارات والفلل والشاليهات والبارات والمطاعم المنتشرة في مدن تركية واوروبية، وعربية.

وتحتل عناصر حزب الإصلاح "ذراع الإخوان في اليمن" المرتبة الأولى بين زعماء الجريمة والإرهاب في اليمن، في شراء تلك العقارات، بعد أن استمرت ومازالت في ممارسة نهب الثروات اليمنية المخصصة لشراء السلع الأساسية لليمنيين " كالدقيق والقمح والأرز وحليب الأطفال والأدوية".

واليوم، وبعد كل هذه الأمور التي اتضح زيفها، بدأت تتشكل قوى وطنية حقيقية في بعض المناطق اليمنية لمناهضة إرهاب تلك العصابات الإجرامية، ولو أنها بشكل سري حاليا، لكنها ستكون الشرارة الأولى التي ستعيد إلى سماء اليمن اشراقة شمسه النظيفة، الحارقة للجراثيم البشرية التي تعيش على دماء ومعاناة البسطاء من اليمنيين.

وتنتظر القوى الثورية الحقيقية في اليمن حاليا، وتتحين الفرصة لبدء تنفيذ وصايا قائد الثورة "ماضي وحاضر ومستقبل" الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، في الحفاظ على الجمهورية والوحدة والدستور، ومكاسبها وإعادة بناء ما تضرر نتيجة حقد نفوس تلك العصابات الإرهابية التي لن يكون لها مكان بين شرفاء اليمن.