Image

جريمة الإخوان في استهداف زعيم ساجد بين يدي خالقه

يحتفل الشعب اليمني بجمعة رجب سنويا، ذكرى دخولهم في دين الله أفواجاً. فقد اعتادوا على إحياء جمعة رجب، كونها الحدث الأبرز لتجديد ولائهم وارتباطهم بالإسلام واستحضار الفضائل التي ساروا عليها منذ إيمانهم بالرسالة المحمدية. 
 
ورغم عظمة تلك المناسبة الدينية، إلا أن إرهابيي القرن الخادي والعشرين أرادوها فتنة واقتتالا بين اليمنيين، ليستقبلوا روحانية المناسبة بإراقة الدماء التي حرمها الله في الأشهر الحرم.
 
إرهابيون اتخذوا من جمعة رجب نقطة الصفر لانطلاق جريمتهم الإرهابية في بيت الله، والمستهدف اليمن بزعيمه الرمز الشهيد على عبدالله صالح وإغراق اليمن في بحر من الدماء.
 
إنهم الاخوان المسلمون (الإصلاح) عينهم على السلطة، ومن أجل السلطة قدموا اليمن قربانا لدول إقليمية كان من مخططها زعزعة أركان الدولة ونظامها الجمهوري عبر جائحة "الربيع العربي" أو كما يطلق عليه بالربيع العبري.
 
ساحاتهم فشلت في تحقيق مخطط تدمير الأوطان المستقرة بشعار "ارحل" وذابت في نفوس قياداتها وعلى رأسهم عبد المجيد الزنداني وحميد الأحمر وعلي محسن اليأس في أن يقودهم قطيع الشباب المغرر بهم إلى القصر الجمهوري والاستيلاء على السلطة وتحقيق أهدافها الانقلابية عبر الفوضى وتعطيل أجهزة الدولة وإسقاط النظام الديمقراطي الذي أرسى دعائمه الزعيم صالح رحمة الله عليه. 
 
ذلك اليأس دفع قوى الشر من القيادات الإخوانية لأن تلجأ إلى نهج تنظيم القاعدة في الاغتيالات باستهداف رئيس الجمهورية الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح وكبار قيادات الدولة آنذاك في جامع دار الرئاسة، بعدد من التفجيرات عبر الأيادي الإخوانية الإجرامية في مخطط أعد له بإحكام أراد استهداف زعيم بحجم على عبدالله صالح وهو ساجد بين يدي خالقه مع عدد من القيادات في صلاة الجمعة، وأي جمعة، إنها جمعة رجب التي يعزز إحياء ذكراها القيم والمبادئ باعتبارها جزءا من موروثهم الثقافي. 
 
كان وقع الحدث كالصاعقة عند اليمنيين كافة، باستثناء الساحات الإخوانية - الحوثية والتي أثبتت ضلوعها بالجريمة حينما كان خطيب ساحة الستين يبشر بمفاجأة، فكانت تلك الحادثة الماساوية التي قلبت اليمن عاليها واطيها حينما أقدمت تلك القيادة المتطرفة على جريمتها النكراء وفجرت الجامع بمن فيه، ليتم ارتقاء شهداء على رأسهم الشهيد عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى آنذاك رحمة الله بالإضافة إلى عدد من الجرحى وفي مقدمتهم الزعيم الشهيد على عبدالله صالح رئيس الدولة. 
 
وكادت الفتنة أن تشق طريقها لتدمير اليمن، إلا أن الزعيم رغم حالته الحرجة من الإصابة، أبى أن تنقاد اليمن إلى المجهول، وخرج للشعب اليمني يحذر من الانجرار إلى الاقتتال والفتنة. وقال لهم مطمئنا: أنا بخير مادمتم بخير. عبارة تحمل مدلولات عظيمة من قائد همه الوطن وسلامة شعبه. 
 
سوف تظل جمعة رجب نقطة سوداء في جبين الإخوان نتذكر من خلالها جرمهم كلما حلت المناسبة بأنهم قتلة مأجورون يضعون مصلحة التنظيم الدولي فوق مصلحة بلدهم وبتفجير دار الرئاسة زرعت أول بذرة للارهاب والتطرف الذي نحصد ثماره اليوم. وبعد أن كان الوصول إلى كرسي الرئاسة عبر صندوق الاقتراع، أصبح بعد حادثة جامع الرئاسة عبر الانقلاب والاقتتال، والوطن والمواطن من يدفع الثمن. 
 
ستبقى جمعة رجب شاهد عيان على إرهاب الإخوان - الحوثيين الذين أوصلوا اليمن إلى حافة الهاوية وما آلت إليه الأوضاع بعد انقلاب الحوثي على الشرعية والنظام الجمهوري. وكانت عصابة تفجير دار الرئاسة وراء انهيار الدولة واستقدام مليشيا الحوثي لتدمر بقايا الدولة وأصبح التخادم على المكشوف لإسقاط النظام شعار نكبة 11 فبراير التي أوصلت رياح التدمير إلى كل قرية وبيت.