Image

مرضى الفشل الكلوي بين صراع الموت وعقوبات الحوثي الجماعية بحق أبناء تهامة

يعاني المواطنون في محافظة الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر، منذ اغتصاب مليشيا الحوثي لها، كل أنواع الظلم والحرمان، وأصبحوا محاطين بالموت من جميع الجهات، ولا أحد ناج منه.
 
فهذه المليشيات لاتزال تزج بالأطفال وكبار السن إلى جبهات القتال، وتفرض عقوبات جماعية على أصحاب الأمراض المزمنة، وخصوصاً الأموات الأحياء وهو مصطلح يُطلق على مرضى الفشل الكلوي، الفئة التي تذهب للموت محمولة على نقالة، ولا تنتظر أن يأتي إليها، وينطبق عليهما المثل القائل "الضرب في الميت حرام"، ولكن عند قوم أكثروا في الدنيا الفساد، انتهكوا كل الحرمات، وأذلوا العزيز، وأهانوا الكريم.
 
مرضي الفشل الكلوي حكاية ظلم في الحديدة لا تنتهي، مراكز الفشل الكلوي أصبحت المحطة الأخيرة، كونها لا تقدم بصيص الأمل، ولا تزرع الابتسامة المؤقتة على شفاه المرضى، كما كانت في السابق، بعدما تغيرت المنهجية الإنسانية وانتزعت الرحمة من القلوب، هذه المنهجية التي لم يشهد لها العالم مثيلا، ايديولوجية مشحونة بالفكر الإيراني المدمر، يعيش حوثي واحد مقابل موت مائة مواطن أو اكثر، ترسخت هذه الأفكار في أذهان أفراد الجماعة السلالية الإنقلابية من خلال مخططات شيطانية، والتلذذ بمشاهدة معاناه مرضى الفشل الكلوي وهم يصارعون الموت، بعد نهب المخصصات المالية والاجهزة الطبية، وتحويل الدعم المقدم من الجمعيات والمنظمات الدولية وأهل الخير إلى الحسابات الشخصية للزعماء هذه العصابة السلالية الدموية.
 
لم تهز مشاعرهم الإنسانية ولا شعاراتهم الدينية الخادعة ما يمر به مرضى الفشل الكلوي من مراحل تعذيب مميتة عندما يفقد غسلته للكلو، وتنتشر السموم في جسمه، لتبدأ مرحله الانتفاخ في الجسم، مشاهد لا يقبلها أي إنسان، هكذا هي الحديدة وهكذا هم مغتصبوها.
 
طابور طويل نهايته الموت
عندما نتحدث عن مرضى الفشل الكلوي نتحدث عن الإنسانية وقيمها وعن إنقاذ روح بشر، وإعادة أمل الحياه، إذا كانت للحقائق أن تتكشف لنا وترسم ملامح خيوط الظلم والاستبداد الذي تمارسه الجماعة، فلا بد أن يرويها أصحابها.  إبراهيم (ج. ش) مواطن من أبناء مدينة الحديدة، تعاني أمه من الفشل الكلوي، والذي تحدث إلينا وعيناه سيل من الدموع المحبوسة، كلما تذكر أمه المتوفية في مركز الغسيل بسبب تأخر موعد جلسات غسيلها، حيث كان ينتظر لساعات طويلة جداً في طابور الانتظار بسبب النقص الشديد في الاجهزة، والتي لم يتم صيانتها، ناهيك أن المريض يتكبد دفع مبالغ مقابل شراء الأدوية والمستلزمات الطبية.
 
وقال إبراهيم في حديثه لـ"المنتصف" إن "المركز لا يقدم حتى أقل الخدمات للمرضي، حيث كنا ننتظر لأيام من أجل الحصول على غسلة لأمي بسبب توقف مولد الكهرباء لنفاد الديزل كما يُقال لنا، ونشاهد في كل لحظة مريض يغادر الدنيا، بعد أن يصارع كل أنواع العذاب، تحت أنظار الجلادين ودعوات المظلومين".
 
واتهم عصابة الحوثي بأنها هي من تتحمل المسؤولية الكاملة في موت مرضى الفشل الكلوي، بعدما نهبت وسلبت وسرقة مركز الغسيل الكلوي.
 
هيئة الزكاة تصرف المليارات من اجل عرس جماعي وتتنصل من دعم مركز الغسيل الكلوي
ويتحدث المواطن سعيد، من أبناء الحديدة، وهو أيضاً فقد زوجته في مركز الغسيل، أن "لا قيمة للمواطن عند الجماعة التي شغلها الشاغل جمع الجبايات ونهب المال، وقتل وتشريد المواطن.
 
فبينما يموت المواطن بسبب أبسط الحقوق، تنفق ما يطلق عليها هيئة الزكاة المليارات في إقامة العرس الجماعي للمنتمين لها من حساب المواطن، بينما تتنصل من دعم مركز الفشل الكلوي بالملايين، وتذهب إلى دعم المشاريع الوهمية بالمليارات مثل الزراعة واقامات الندوات والفعاليات".
 
وقال خلال حديثه لـ"المنتصف" إن "الموت من حق المواطن ورغد الحياة لإفراد الجماعة. إذا كانت هيئة الزكاة يتم تمويلها مما يدفع من الزكاة، وتصرف في غير مصارفها الإسلامية التي يثبتها بذخ العيش لإفراد الجماعة، من حقنا كمواطنين أن يقدم لنا ىبسط حقوقنا في الحياه، هذه أموال الفقراء يتم إنفاقها لهم، مثل هذه الجرائم الدينية والإسلامية التي يكون فيها الله سبحانه وتعالي خصمهم في الدنيا قبل الآخرة".
 
المواطن سلعة للموت ولا تقدير لحياته
 وقال المواطن صالح الحجوري، من أبناء محافظة حجة، والذي تعاني ابنته التي أصيبت بالفشل الكلوي، إنه يحضرها من حجة إلى مدينة الحديدة لإجراء جلسة غسيل كلوي لها، وأن الرحلة تكلفه مبلغا كبيرا من مواصلات ومصاريف، وعند الحضور إلى المركز يواجه عقبات كثيرة منها عطل في الىجهزة، نقص المعدات الطبية، مما يضطره لانتظار موعده لأيام.
 
وأضاف أن" المواطن لا قيمة له في نظر عصابة الحوثي، والموت هو ما يستحقه، قطعوا على المواطن كل شريان الحياه وتركوه يصارع من أجل البقاء، مثل ما هو الحال على ابنته التي لا ذنب لها إلا أن الله سبحانه وتعالي ابتلاها بمرض الفشل الكلوي، بينما ابتلى الشعب اليمني بجماعة لا ترحم".
 
واستغرب الحجوري "من الإهمال المقصود في عدم دعم مركز الغسيل الكلوي، على الرغم من تمويل المشاريع التي لا يستفيد منها المواطن مثل رصف الشوارع واقامة الاحتفالات والشعارات الدينية، بينما مريض الفشل الكلوي لا يتوفر له الأجهزة التي لا تكلف جزءا بسيطا من المبالغ التي تنفقها الجماعة في التباهي والتفاخر، وترك المريض يواجه الموت".
 
وتستمر معاناة أبناء الحديدة من ظلم وبطش جماعة الحوثي والتلذذ في إذلال وقهر المواطن، ومهما تحدثنا أو نقلنا ما يعانيه المواطن في الحديدة أو في أي مدينة يمنية تخضع لسيطرة الانقلابيين الحوثيين، فإن هذا غيض من فيض، وإن السعادة في حياة كريمة هي من أكبر الجرائم في زمن الحوثي.