حقائق دينية عظيمة .. حجبتها اجتهادات وتفسيرات بشرية ..!!

10:18 2023/06/20

سوء التقدير وسوء الفهم وسوء التفسير ، من أبرز الممارسات التي قادت الحضارات والمجتمعات البشرية نحو الكثير من المألآت السلبية ، فالكثير من الحروب والصراعات والخلافات بين البشر كانت بسبب سوء التقدير وسوء الفهم وسوء التفسير ، وحتى النصوص السماوية المقدسة لم تسلم من ذلك ، حيث تم إخضاعها للتفسيرات والاجتهادات البشرية ، والتي حجبت الكثير من الحقائق العظيمة الواردة فيها ، والتي حملت في طياتها كل الخير والسعادة والصلاح والرحمة والهداية لبني الإنسان ، وهذا الأمر وارد لأن الفهم والتقدير والتفسير أمور تخضع للعديد من العوامل الطبيعية والعقلية والنفسية وغيرها ، فطبيعة البشر التحيز للنفس وللمصلحة وللمذهب وللطائفة وللسلطة ، وكذلك الحال بالنسبة للعقلية البشرية فهي محدودة الفهم والعلم بحدود الزمان والمكان ، والنفسية البشرية كذلك ليست مستقرة بل في حالة متقلبة ومتغيرة ومضطربة ، نتيجة تأثرها بالعوامل البيئية والدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والصحية المحيطة بها ..!! 
 
فالتعصب بكل أشكاله وكذلك الغضب حالات نفسية تقود إلى سوء الفهم وسوء التقدير وسوء التفسير ، لذلك قال الفقهاء المتعصب لا رأي له ، والرسول عليه الصلاة والسلام أوصى المسلم بعدم الغضب ، ونهى القضاة والحكام عن إصدار الأحكام أثناء الغضب ، لما لذلك من تأثيرات سلبية على تصرفات وقرارات الإنسان ، وكذلك الحال فيما يتعلق بتفسير النصوص السماوية المقدسة ، فإنها حتماً سوف تتعرض للتحريف والتشوية إذا قام بتفسيرها متعصب أو غاضب أو مضطرب نفسياً أو حاقد أو متطرف أو متشدد ، فإذا كانت الحيادية والموضوعية والمصداقية من أهم شروط الحصول على نتائج مقبولة في البحوث العلمية ، فإن الحاجة إليها والالتزام بها أكثر أهمية في المجتهد والمفسر للنصوص السماوية المقدسة ، وهناك العديد من المفسرين الذين التزموا بتلك المبادئ ولكنهم كانوا يتعرضون للمضايقات سواء من المتعصبين المذهبيين أو من السلطات الحاكمة ، لأن تفسيراتهم كانت تتعارض مع الفكر الديني والمذهبي للمتعصبين ومع المصالح السياسية والسلطوية للحكام ..!! 
 
وعلى العموم أياً كانت التفسيرات ومهما تسبب بعضها في حجب العديد من الحقائق العظيمة التي جاءت بها الأديان السماوية ، إلا أن الرحمة بالبشر وصلاح أحوالهم وهدايتهم وسعادتهم  ، والتعارف الإيجابي والتعايش السلمي فيما بينهم ، وحماية الحقوق والحريات الإنسانية حقائق ثابتة نصت عليها وأقرتها الأديان السماوية ، وكل ما يدعوا إلى الإيجابية والفضيلة والخير والصلاح والرحمة والتعاون والتعارف والتعايش السلمي وحماية الحقوق والحريات هو من الدين ، وكل ما يدعوا إلى السلبية والرذيلة والشر والفساد والقسوة والعنف والكراهية والقتل ليس من الدين ، وهذه أبرز وأعظم حقيقة جاءت بها الأديان السماوية ، مهما حاول بعض المفسرين المتعصبين والمتشددين والمتطرفين من مختلف الأديان والمذاهب حجبها والتغطية عليها ، فلا يمكن ومن غير المعقول أن تدعوا النصوص الدينية السماوية المقدسة للسلبية والتطرف والتشدد والعنف والقتل والكراهية ..!!