Image
  • Image
  • 10:26 2023/09/01

الجهل والتعليم..ما أول شراره لحربهما في اليمن ؟

يقول الفيلسوف الأمريكي ستيفن كوفي : "من أكثر المظاهر المُقلقة في أكثر المجتمعات هو الجهل، فالجهل هو السبب الأول لتأخر وتخلف الأمم، فكل فرد من أفراد المجتمع عليه أن يواكب العلم والمعرفة ويتطور من أجل أن ينهض بوطنه، لأن تقدم الأوطان من تقدم أبنائها ، فيجب أن يحارب الجهل من كل المقاييس حتى لا يتسبب في تدمير الأمم".

وقال مارتن لوثر كينج :" لا شي في العالم أخطر من الجهل الخالص والغباء المتعمد، أما العلم فنتائجه عظيمة وقد ألّف العلماء والفلاسفة والفقهاء مئات الكتب والتعريفات عن فضائل العلم ونوره وتحسين حياة الطالب  الذي  يسلك طريقة".

فبعد مرور تسع سنوات على  الحرب العسكرية القائمة على رؤوس اليمنيين تبدا حربًا جديدة ،أو من باب التوضيح، انتكاسة تاريخية للشعب اليمني بمغادرة كوادر المعلمين من وظائفهم للبحث عن فرص عمل خارج إطار التعليم لمكافحة الفقر، لما يستر بيوتهم بعد أنهيار روأتبهم التي لا توفر قيمة كيس سكر أو دقيق، وسط عجز التربية والتعليم في الجمهورية اليمنية عن وضع حلول جذرية لوقف أنهيار التعليم المتلاشي عام بعد عام،  فنتيجة تدمير التعليم تنفذه الفصائل التي تحكم اليمن. فكل فصيلة من الفصائل أتخذت موارد الإقليم التي تسيطر عليها لحساباتهم ومآربهم الشخصية، تأركين وراءهم المعلم الذي يعأني من ويلآت الصراع ومتناسين أن ذلك على حساب الأجيال القادمة.

"الوأسطة أو "الرشوة هي أول شرارة للجهل في اليمن بعد تخاذل أجهزة الرقابة والمحاسبة والشؤون القانونية في عملهما لمعاقبة المرتشيين والمخالفين للأنظمة واللوائح الإدارية، والمقصرين في تطبيق النظام العام للدولة وفرض هيبتها "للمسؤول أولاً . لكن النتيجة عكس ذلك. أنتشر الفساد والواسطه والرشوة في مؤسسات الدولة بشكل مباشر حتى تحطمت أركان الدولة  بكل أطيافها وقواتها العسكرية والأمنية والدبلوماسية والمؤسسات الأقتصادية والبنية التحتية، ناهيك عن تدمير الدراسات العليا والجامعات والمعاهد ومراكز العلوم والمعارف، وأنتشار العصابات المسلحة الجاهله التي لا تؤمن بحقوق المواطن وحرياته وتطبيق الدستور الذي يحفظ حقوق الشعب والدولة.

سيطرة الجهل على الأجيال القادمة  سيؤدي الى المزيد من إشتعال الحروب والفوضى والعصابات المسلحة والقتل وانتشار المخدرات والشبو والخمر وعقوق الوالدين والزنا وعادات غير اخلاقية، ربما يتخذها الطفل لعدم معرفته بعوقبها الوخيمة وعدم إستيعاب عقله لما يتعرض له من استغلال عاطفي لعدم معرفته وتعليمه العلوم النافعة التي  ترشدة لاجتناب الطرق السيئة التي تؤدي الى الهلاك ودمار الأسرة و المجتمع اليمني.

يجب على أصحاب القرار بكل محافظات الجمهورية اليمنية  أن يضعوا حداً  لوقف الانهيار الذي تتعرض له لوزارةَ التربية والتعليم ومعالجة القضايا المدرسية مثل زيادة الرواتب ووضع تحفيزأت مالية للمعلمين القدماء و طباعة الكتب  التي تعاني المدارس من أنعدامها، إلا بالأسواق  السوداء يصعب على الطالب شراؤها وغياب كوادر المعلمين وأنتشار المعلمين البدلاء الذين ليس لهم كفاءة للتدريس وتفعيل اللجان للمراقبة على دراسة المنهج ومدى إستيعاب الطالب وضبط دوآم المعلمين وغيرها من المشاكل التي يجب مراقبتها أثناء التدريس.

رسالتي إلى أرباب البيوت، أن يحافظوا على تعليم أبنائهم لِحسن الأخلاق والطاعة والآداب الحسنة وحِسنَّ التعأمل مع الآخرين وتقوى الله والمحافظة على الصلاة وقول الصدق، حتى ننتصر بذلك على الجهل والعادات السيئة التي أقتحمت افكارنا واجيالنا الطلاب، نسأل من الله العلي العظيم أن يردنا اليه مرداً جميلا ويزيدنا علماً ونوراً وثباتاً، وأن يهدينا على الصراط المستقيم ويأخذ بناصيتناء الى ماهوا خير لنا في الدنيا والآخرة.