Image

إب .. كيف أصبحت منتجعًا سياحيًا للمليشيات؟

إب هي مدينة يمنية، وهي عاصمة اليمن السياحية، تقع على ارتفاع 2050 م عن سطح البحر في الطريق، الذي يصل عدن وصنعاء، وتبعد عن صنعاء العاصمة نحو 180 كم جنوباً، وعن تعز نحو 65 كم.. وهي من أجمل مدن اليمن طبيعة، وألطفها هواء، وأكثرها خصباً..

تقع إب في منطقة جبلية خصبة، كانت تسمى قديماً ( الثجة) ، ينسب مؤرخون أن تسمية إب هي تسمية  ( فارسية)، وتعني غزيرة الأمطار، وهذا الوصف غير صحيح، فيما مؤرخون آخرون ذكروا بأن اسمها مشتق  من شهر آب (أغسطس) الذي  يُسمى في اليمن بسهيل، وهو يرمز لغزارة الأمطار، وهذا أيضًا غير دقيق، غير أن ما أجمع عليه المؤرخون هو ما ورد في قوله تعالى (وفاكهة وأبا) ونظرًا لخصوبة المنطقة فقد اشتق اسمها من القرآن الكريم، وبدلا عن (ابا) تحولت إلى (إب) غير أن البعض يصر على أن الاسم هو اسم (حميريا)، وقد شهدت هذه المحافظة قيام عدد من الممالك الحميرية عليها..

وبغض النظر عن التسميه،ومن أين جاءت، فإن هذه المحافظة تعيش اليوم، ( ويل) القهر المليشاوي الحوثي،،سواء عن طريق الحوثين مباشرة، أو على أيدي وكلائهم من المتحوثين، وهؤلاء هم الأخطر، حيث يتواجدون في إب أو غيرها، ومن وقت سيطرت المليشيات على صنعاء، وفرضت خياراتها على الشعب، عملت على إطلاق أيادي (المتحوثين) الذين اختارتهم بعناية ومن مختلف الطبقات الاجتماعية، ولكن وفق شروط ومواصفات خاصة، أهمها أن يكونوا من المهمشين  خلال المراحل الماضية، ومن الخارجين على القانون في الماضي، ويحملون مشاعر الحقد والكراهية من أوساطهم الاجتماعية، ولديهم نزوع نحو الثأر والانتقام من مجتمعهم المحلي، ويعانون من عقدة الشعور بالنقص، وان ترافق كل هذه المواصفات، حالة جهل يتمتعون به بحيث يقومون بتنفيذ كل ما يطلب منهم دون تردد وإخلاص أعمى للاصلاء  ، وعلى أمثال هؤلاء اعتمدت المليشيات  في تثبيت سلطتها، حتى أصبحوا اليد البطاشة التي تعتمد عليها المليشيات في قهر مجتمعاتهم المحلية، ومحافظة إب مثلها مثل بقية المحافظات المحكومة من المليشيات تعاني من  قهر وتسلط وطغيان المتحوثين، الذين يعملون على إخضاع مجتمعاتهم لسلطة المليشيات، في ذات الوقت يعملون على تلميع وتسويق (الأصل) المليشاوي حتى تمكنوا من خداع الناس الذين أصبحوا ينسبون كل التجاوزات والممارسات الإجرامية للمتحوثين، ويتحدثون بقدر من الإيجابية عن الحوثيين من أبناء صعده الذين كثيرا ما يتداخلوا في العديد من القضايا التي يكون المتحوثين أبطالها، وعلى طريقة المثل العربي (اللي ما يقدر على الحمار، يقدر على البردعة) حتى صار الكثيرون يتحدثون عن مكارم الحوثين وعدالتهم، وعن المتحوثين وجرائمهم..

كثيرا ما تسمع في إب وبقية المدن الواقعة تحت سلطة المليشيات عن رغبة مواطني هذه المدن بحكم الحوثين، وأنهم افضل من المتحوثين، ولا يتردد الحوثيين عن المتحوثين بأنهم طابور خامس، واعداء المسيرة الإيمانية وان نهايتهم مرهونة بنهاية الحرب والعدوان، وان التصدي لهم في الوقت الحالي سيربك الجبهات والمسيرة..!


والمؤسف، أن الناس تنخدع بمثل هذه التبريرات، ويتجاهلون حقيقة أن المتحوثين ما هم إلا أدوات بيد الحوثيين، ينفذون أوامر المشرفين، يسرقون وينهبون لهم  ونيابة عنهم، بل لا يجرؤ متحوث، مهما كانت مكانته، وكان دوره أن يخالف أوامر أصغر مشرف حوثي.

المظالم التي تُمارس في إب المدينة، والقرى تفوق كل ما يحدث في المحافظات الأخرى، بعد أن أصبحت إب نقطة جذب للحوثة على خلفية المميزات التي تتمتع بها المحافظة التي أصبحت فعلا محطة استراحة للحوثيين، الذين يعملون في  تعز والبيضاء والحديدة وذمار ولحج، واتخذوا من إب منتجعًا يقضون فيها استراحتهم ، وفيها تقيم أسرهم، وغالبا أسرهم الجديدة إما القديمة تركوها في ديارهم التي قدموا منها.

إب أصبحت جغرافية مستباحة، ومواطنيها ادأُهدرت حقوقهم، وممتلكات أبنائها عرضة للاستحواذ إذا ما نالت إعجاب هذا المشرف أو ذاك، والانتهاكات تُمارس سرًا وعلانية، وغالبية مرافقها الخاصة صحية وتعليمية صارت في قبضة ( المشرفين القضائين) وبطريقة لم تقم بها أكثر الأنظمة الاشتراكية تطرفًا .