Image

تفاعُل كبير من فئات الشعب بذكرى ثورتهم الخالدة.. مليشيات الحوثي تفشل في طمس ثورة 26 سبتمبر من ذاكرة اليمنيين

شهدت الأيام الاولى من شهر سبتمبر  الجاري، تفاعلًا كبيرًا من اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بقدوم ذكرى ثورة 26 سبتمبر من العام 1962، التي يعدونها ثورة اليمنيين الوحيدة في التاريخ المعاصر.
وعبر الآلاف من اليمنيين، في سيل جارف من المنشورات والتغريدات والكتابات والتعليقات، كل حسب وجهة نظره، عن مدى اعتزازهم وفخرهم بذكرى ثورتهم التي اطلقوا عليها أوصافًا عديدة تؤكد جميعها بأنها راسخة في ذاكرة اليمنيين جيلًا بعد جيل.
ومن هذا المنبر الصحفي الحر "المنتصف" نوجه تحية إجلال لأبطال ثورة 26 سبتمبر، ومن سار على دربهم بأني اليمن الحديث الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، الذي حقق جميع أهداف الثورة الخالدة وعلى راسها "اعادة توحيد اليمن".

احتفاء يعانق السماء
ومع بداية الشهر الثوري "سبتمبر" تزاحمت التفاعلات على مواقع التواصل وفي الفضاء الالكتروني، مسجلة " حالة ثورية" فريدة من نوعها، اعتبرها العديد من المراقبين، بأنها ردود وثورة سبتمبرية مستمرة في وجه الأئمة الجديدة "مليشيات الحوثي" القادمة من وراء التاريخ الحديث بأفكارها وعقيدتها المتخلفة.
وحملت تلك التفاعلات التي رصد "المنتصف"، قطرة منها، العديد من الرؤى والأفكار والأهداف والطريقة التي يجب الاحتفاء بها هذا العام بثورة 26 سبتمبر، في جميع المناطق اليمنية دون استثناء.

ثورة هدمت إرث أسود
يقول احد اليمنيين:" ان ثورة 26 سبتمبر الخالدة أعادت الاعتبار للإنسان اليمني، وهدمت أرث "أسود من العبودية والاستبداد"، ولا زالت تحتل أهمية كبرى، لا سيما وشعبنا يعيد ملاحم النضال السبتمبري، في مواجهة مخلفات الكهنوت الإمامي في شكله الجديد، ممثلاً في مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، التي تسعى لإسقاط النظام الجمهوري وإعادة عقارب الساعة للوراء.
ومما حملته تلك التفاعلات الإحتفائية بذكرى ثورة 26 سبتمبر الـ 61، والتي تضمنت العديد منها "دعوة جميع اليمنيين بمختلف تكويناتهم ونشاطهم ووظائفهم، وجميع المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية ومنظمات المجتمع المدني، للاحتفال بهذه الذكرى طيلة أيام شهر سبتمبر".

لا عودة للعهد البائد
وعلى هيئة رفض مطلق وقاطع، تناولت تفاعلات اليمنيين، تأكيدات وعهود بأنهم ولا وطنهم اليمن الحبيب سيعود إلى ما سموه " عهود الامامة والكهنوت البائد"، وانهم جيل بعد جيل سيظلون متمسكين بأهداف ثورة 26 سبتمبر والنظام الجمهوري، ولن يرتضون لهما بديلًا.
كما تضمنت العديد من التفاعلات الدعوة للخروج إلى ساحات وشوارع واحياء المدن والقرى، كي يتم دفن "النظام الهاشمي الفاسد وأتباعه" الذين يتطلعون لسلبنا إنجازات ثورة 26 سبتمبر العظيمة وكل مكتسباتنا الوطنية".

من قلب العاصمة
ومن قلب العاصمة صنعاء، التي انطلقت منها شرارة ثورة 26 سبتمبر في العام 62، بتدمير قصر البشائر حيث كانت تحاك المؤامرة على شعبنا من قبل الكهنة من آل بيت حميد الدين، منها انطلقت تفاعلات حرة للاحتفال بهذه المناسبة وبذكراها الـ 61، لتؤكد للعالم بأنها ستظل وابناء اليمن حرة ووفية لقيم ومبادئ وأهداف الثورة اليمنية المباركة، هذا نص إحدى أهم تلك التفاعلات:
"أقسم بالله ان الشعب اليمني كاره لهذه الميليشيا الإجرامية ونفذ صبر الجميع، مئات الآلاف ضحى الحوثي بهم لأجل سلطته وجشعه، ولو عندنا قيادة شرعيه زي خلق الله تحمى وتدعم من يقاتل الميليشيا، سيظهر أبطال من كل قرية وشارع للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر".
إنها المرارة التي يعيشها سكان مناطق الحوثيين من هذه الجماعة الباغية، التي تريد إعادة عجلة التاريخ من الحاضر المنير بالعلوم والتكنولوجيا، إلى عصر التخلف والجهل والمرض، والبدع والشعوذة، واستعباد اليمنيين.
وفيما نعتبره ردًا على التفاعل السابق، رصدنا هذه التغريدة لأحد اليمنيين من على منصة "إكس": (اقترب عيد ثورة ٢٦ سبتمبر، سنعتبره استفتاء شعبي لرفض وجود هذا المستوطن الحوثي القادم من وراء التاريخ.. سيكون هذا العيد أعظم الأعياد وسنوصل رسالة للدنيا أن اليمنيون يرفضون وجود هذه الجائحة الغربية "الفارسية الحوثية"، ستسمع الدنيا أصواتنا ، " لن ترى الدنيا على ارضي حوثيًا".
وهذا تفاعل آخر :" ثائرون وعلى درب الثورة نحن سائرون، فقد أيقنا أن الشعوب إذا أرادت الحياة فلا بد أن يستجيب القدر. 26 سبتمبر موعدنا ومن ميدان التحرير سننطلق نحو استعادة ثورة 26 سبتمبر المباركة والانتصار لها".
ورغم انها دعوات قد تتحقق او لا، فإنها تشكّل تقييمًا لرغبات اليمنيين في التخلص من الحوثيين، السلالة الخمينية القادمة من كهوف صعدة، حاملين رؤية فارسية – ايرانية، تقوم على (العبودية) والنهب والسلب والتدمير لكل ما يخدم اليمنيين في حياتهم اليومية.
وفي هذا الإطار، نشير إلى أحد منشورات النائب في البرلمان، الغير شرعي في صنعاء، "أحمد سيف حاشد" على منصة "إكس"، والتي قال فيها: "لنستعد للاحتفاء بالعيد الـ 61 لثورة ٢٦ سبتمبر بشكل لم يسبق له مثيل.. اشتروا الأعلام الوطنية، واجعلوها خفاقة ترفرف على أسطح منازلكم، وفوق دقلات واريلات سياراتكم ،الـ ٢٦ من سبتمبر هو عيد ميلاد كل يمني ويمنية، تشكر تشكر يا يوم الـ ٢٦ من سبتمبر".

قفزة الألف عام 
وفي هذا الاطار ينقل أحد اليمنيين ويدعى "موسى عبدالله قاسم"، مقولة لأحد أبطال ثورة 26 سبتمبر (عبدالله السلال)، عن رايه في ماهية ثورة 26 سبتمبر، فقال السلال إنها "قفزة الألف عام في ليلة واحدة".
لكم أن تتخيلوا مدلولات هذا الوصف العميق لمن عاش سنوات السجن الرهيب في زنازين الكهنوت السلالي، وعايش ظلم وإرهاب العصابة السلالية العنصرية لجموع الشعب اليمني، وقرأ تاريخ الكهنوت وعذابات اليمنيين في حقبه المختلفة!
إن جلال الثورة وعظمتها تتجلى في هذا الوصف الخالد، لأن الثورة السبتمبرية كانت بحق قفزة أبناء اليمن الميامين فوق جبال من جرائم القتل والسحل والتشريد التي مارستها العصابات الهاشمية الدخيلة ضد أبناء اليمن وأحراره وثائريه على مدار ألف عام، منذ توغل السفاح "يحيى الرسي" وأعوانه الطبريين إلى يمننا العزيز.


مساعي الفشل 
وحول مساعي مليشيات الحوثي الإرهابية في طمس وتدمر مكتسبات ثورة 26 سبتمبر المباركة، وعلى رأسها مكتسبات التعليم التي تحاول تلك الجماعة المتخلفة، تكريس الجهل والخرافة بجميع الوسائل، عبر تحريف مناهج الدراسة في التعليم الاساسي والجامعي، ورفض صرف مرتبات المعلمين، وتغيير أسماء المدارس، وتنظيم المراكز الصيفة الطائفية.
كما عمدت الجماعة الإرهابية، على إلغاء الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر، التي أطاحت بالنظام الإمامي، وأعلنت قيام النظام الجمهوري، وقامت  بإلغاء أهداف الثورة من الصفحة الأولى لصحيفة الثورة الرسمية، واستبدلتها بمقولات لقيادات حوثية. 
كما قامت بالتلاعب بأهداف ثورة سبتمبر في المناهج الدراسية من خلال إلغاء فقرة "إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات" من كتاب التربية الوطنية للصف الخامس الابتدائي، والعمل على تنشئة جيل جديد يعادي الجمهورية، والمدنية، وكل قيم التسامح، والديمقراطية، والسلام.
وعلى سبيل المثال، جرى تغيير اسم ميدان السبعين إلى ميدان الصماد (نسبة لصالح الصماد)، القيادي في الحركة والذي شغل منصب رئيس المجلس السياسي، وقُتل بغارة جوية للتحالف العربي في إبريل 2018).
وتغيير اسم جامع الصالح الذي بناه الرئيس  الشهيد الزعيم، إلى اسم جامع الشعب، نكاية بالمواقف الوطنية التي سطرها الزعيم في مقارعة الامامة والاماميين حتى استشهد في سبيل ذلك.

فشل ورفض 
وفي هذا الاطار، يرى مراقبون للشأن اليمني، "ان مليشيات الحوثي فشلت في تحقيق أهدافها المعادية لثورة  26 سبتمبر، التي يقوم فكرها على معاداتها أصلًا، وطمس ذكرها باعتبارها الثورة التي قضت على مشروعهم الطائفي.
وأشار المراقبون، إلى إن "اليمنيين يرفضون هذا التوجّه الحوثي، ويمكننا ملاحظة ذلك في ما ينشره سكان مناطق سيطرة الحوثي على مواقع التواصل الاجتماعي من آراء واعتراضات على خطوة كهذه واستهجانها".
وتابع: "كما يمكننا قراءة ذلك الرفض علناً وبطريقة غير مباشرة في تفاصيل المناسبات الاجتماعية كحفلات الزواج، أو التخرج، التي باتت تُفتتح دائماً بالسلام الجمهوري، وفي الخلفية تظهر صورة الطير الجمهوري وهو الشعار الرسمي للجمهورية اليمنية.