Image

الشهيد الزعيم الصالح .. محقق أهداف ومبادئ ثورة 26 سبتمبر .

استشهد في خندق الألفية الجديدة للدفاع عنها..
الشهيد الزعيم الصالح .. محقق أهداف ومبادئ ثورة 26 سبتمبر .
ـ اعتلى أول دبابة للدفاع عن ثورة سبتمبر في 62 واستشهد، وهو يدافع عن أهدافها في 2017

ـ على مدى مساحة اليمن شواهد تؤكد تحقيقه لجميع أهداف 26 سبتمبر "فلا غطاء للحقيقة"

"بلا منازع أو يختلف حوله أحد"، إنه محقق أهداف ثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة، وحامي مبادئها وراعي تنمية ثقافتها المجسدة في نفوس اليمنيين جيلًا بعد جيل، انه شهيد الالفية الجديدة الزعيم علي عبدالله صالح، استشهد في خندق الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر، من الأئمة الجدد القادمين من خارج التاريخ السبتمبري، في 4 ديسمبر 2017.

الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر 
مع قيام ثورة 26 سبتمبر، إلتحق علي عبد الله صالح هو وباقي أفراد قريته "سنحان" إلى القوات الجمهورية وكان صالح سائق مدرعة، وكُلف بحماية مواقع للجيش الجمهوري في صنعاء. 
رُقي إلى مرتبة ملازم ثاني عام 1963، شارك في الدفاع عن صنعاء بصف الجمهوريين أيام حصار السبعين، تدرج صالح في حياته العسكرية، حيث إلتحق بمدرسة المدرعات في 1964، ليتخصص في حرب المدرعات، ويتولى بعدها مهمات قيادية في مجال القتال بالمدرعات كقائد فصيلة دروع، ثم كقائد سرية دروع، وترفع إلى أركان حرب كتيبة دروع، ثم قائد تسليح المدرعات تلاها كقائد كتيبة مدرعات إلى أن وصل إلى قائد للواء تعز عام 1975، ذلك وفقًا لسيرته الذاتية.

الطريق إلى تحقيق أهداف سبتمبر
تدرج علي عبد الله صالح في رتب الجيش الجمهوري، وبرز نجمه في عهد الرئيس إبراهيم الحمدي، حيث تم تعيينه قائدًا للواء تعز، برتبة رائد، وعقب اغتيال الرئيس احمد الغشمي في 1978،  تولى عبد الكريم العرشي رئاسة الجمهورية مؤقتا، قبل ان يتم إنتخاب علي عبد الله صالح، عضو مجلس الرئاسة رئيسًا للجمهورية العربية اليمنية، بعد أن إنتخبه مجلس الرئاسة بالإجماع ليكون الرئيس، والقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية في 17 يوليو 1978 برتبة مقدم، ليبدأ بعدها مرحلة تحقيق أهداف ثورة 26 سبتمبر كاملة.

محقق أهداف سبتمبر
إنه الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح، سادس رئيس للجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي سابقًا) من عام 1978 وحتى عام 1990، وأول رئيس للجمهورية اليمنية بعد تحقيق أهم أهداف الثورة اليمنية "سبتمبر وأكتوبر" إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، و دافع عنها في 1994.
تدرج خلال فترة حكمه التي إمتدت على مدى 33 عامًا، في العديد من الرتب العسكرية التي منحته القدرة على تحقيق أحد أهداف ثورة 26 سبتمبر ، "ﺑﻨﺎﺀ ﺟﻴﺶ ﻭﻃﻨﻲ ﻗﻮﻱ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﺣﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﻣﻜﺎﺳﺒها".
وبذلك يكون حق حقق اثنين من أهداف ثورة سبتمبر الستة، لنصل إلى الهدف الثالث، " ﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﻌﺐ اﻗﺘﺼﺎﺩﻳًﺎ ﻭﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴًﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴًا ﻭﺛﻘﺎﻓﻴًا"، وهنا سندع الواقع يتحدث عما شهدته فترة حكمه من نهضة اقتصادية، وعمرانية، وزراعية وتدشين صناعة التعدين، وتدشين النفط، والغاز، وتصديرها إلى الخارج عبر أهم منشأة نفطية في اليمن "ميناء بلحاف" بمحافظة شبوة، وتدشين المحطة الغازية في مأرب، لانتاج الكهرباء، وتطوير الموانئ، وتنمية القطاع الزراعي، حيث أصدر قرارًا بمنع استيراد الفواكه في ثمانينيات القرن الماضي، ما دعم المنتج المحلي الذي بات اليوم يغطي جميع الأسواق من مختلف الفواكه ذات الجودة العالية.
وعمل وفقًا لشهادات الواقع، والارقام، والسجلات الحكومية، والتقارير الدولية، على تنمية الصادرات السمكية، والمنتجات البحرية المختلفة، وزيادة عمليات الاصطياد، وتنمية الثروة الحيوانية، وزراعة مختلف اصناف الخضروات، وشجع الاستثمارات المحلية والأجنبية من خلال إنشاء هيئة الاستثمار، وانشاء شبكة متطورة من الطرق الحديثة تربط جميع المدن والقرى اليمنية، وعمل على إنشاء العديد من الجامعات، والمدارس، والمعاهد العلمية المنتشرة في ربوع اليمن، وادخل مختلف التخصصات للجامعات اليمنية، وربطها بأحداث شبكات الاتصالات والانترنت، وشبكة المطارات والموانئ ... الخ.
لن يكفي هذا التقرير لسرد منجزات الشهيد الصالح في مجال تنمية الوطن اقتصاديًا، وثقافيًا، وسياسيًا، واجتماعيًا، وتنمويًا، وأعلى رايته في جميع المحافل الدولية، وصونه من التنظيمات الإرهابية، وحصنه بحماية حدودية وترسيمها.

تحقيق الديمقراطية واحترام المواثيق الدولية
وحول تحقيق هدف ثورة 26 سبتمبر الذي ينص على (ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﺗﻌﺎﻭﻧﻲ ﻋﺎﺩﻝ ﻣﺴﺘﻤﺪ ﺃﻧﻈﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍإﺳﻼﻡ ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ)، فقد جرت أول انتخابات برلمانية في شمال الوطن بتاريخ 5 يوليو 1988، تنافس فيها 1,300 مرشحا على 128 مقعد كمستقلين، وكان إقبال الناخبين فيها بنسبة  77.7%، سبقتها انتخابات هيئات التطوير المحلية في مطلع ثمانينيات القرن الماضي.
وعقب الوحدة اليمنية المباركة، أقر دستور الجمهورية اليمنية، ان الشعب مالك السلطة ومصدرها، ويمارسها بشكل مباشر عن طريق الاستفتاء والانتخـابات العامة، كما يزاولها بطريقه غير مباشرة عن طريق الهيئات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وعن طريق المجالس المحليـة المنتخبـة، حيث جرت أول انتخابات برلمانية عقب الوحدة في 27 ابريل 1993، ليتم إجراء أول انتخابات رئاسية مباشرة سنة 1999م، فترتها اربع سنوات، كما شهدت تلك الفترة إقرار قانون السلطة المحلية.
أما هدف الثورة الذي ينص على "ﺇﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﻮﺍﺛﻴﻖ الأﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﺤﻴﺎﺯ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ، ﻭﺗﺪﻋﻴﻢ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻢ"، فقد شهدت اليمن في عهد الرئيس الشهيد الصالح، التوقيع على جميع الاتفاقات والمعاهدات الدولية التي تنص على احترام حقوق الانسان، والتعايش السلمي، واحترام مواثق الامم المتحدة بمختلف أنواعها، وأشكالها، بما فيها المتعلقة بالمرأة والطفل، وحقوق الانسان، ومعاهدات الحد من التلوث المناخي والبيئي والبحري ... الخ.

قتال الأئمة الجدد
خلال الأعوام التي شهدت فوضى ما يُسمى ب "الربيع العربي" الذي مولته وقادته جماعة الإخوان المسلمين في عدد من الدول العربية، ومنها اليمن، والذي تم بموجبه تنازل الرئيس الشهيد الصالح عن الحكم، في العام 2012. ظل الشهيد الزعيم، يناضل في سبيل الحفاظ على مكتسبات الثورة اليمنية ومنجزاتها، والتي حاولت جماعتي الفوضى الإخوان والحوثيين، السطو عليها، وتدميرها خلال تواجد الزعيم كرئيس لحزب الشعب الجامع "المؤتمر الشعبي العام".
يتحدث العديد من المراقبين للشأن اليمني، أن خلال فترة حكم رؤوس الزعيم لحزب المؤتمر الشعبي العام من 2012 وحتى 2014 عام الانقلاب الحوثي على الدولة، ظل الزعيم الصالح يشكُل سياجًا وحصنًا منيعًا حول منجزات الثورة المتمثلة بمؤسسات الدولة المختلفة، وحاول بشتى الطرق، ومعه الشرفاء من أبناء اليمن منع عمليات السطو، والتجريب، والنهب، والسلب، والتدمير الممنهج، والممول خارجيًا لتلك المؤسسات، بما فيها المؤسسة العسكرية عبر ما يُسمي حينها "الهيكلة" والتي شكلت الطامة الكبرى على اليمن واليمنيين.

التحالف مع الشر
ومع ذلك، وعقب انقلاب مليشيات الحوثي في سبتمبر 2014، على الدولة نتيجة الاختلاف على تقاسم الثروة، والسلطة مع شركائهم في فوضى 2011، حاول الزعيم الصالح المحافظة على مكتسبات الثورة ومؤسساتها، من خلال الدفاع برجال الدولة من حزبه "المؤتمر" للشراكة مع الحوثيين كي يكونوا مراقبين ومحافظين على مؤسسات الرئاسة، والجيش، والامن، والبنك المركزي، وجميع مؤسسات الدولة، إلا أن مؤامرة الحوثيين وحقدهم على ثورة 26 سبتمبر 1962، وعلى رموزها ومناضليها، دفعهم إلى الانقلاب على الشراكة مع حزب المؤتمر، والقوى الوطنية الأخرى، للتفرد بالحكم، وتحقيق مطامعهم، وأهدافهم التي تشكّل أهداف إيران في اليمن، والمنطقة.
ففي  28 نوفمبر 2017، أعلن صالح فض تحالفه مع الحوثيين، اتهمهم بالخيانة، ما أدى لنشوب معارك ثورية امتدادًا لمعارك الأحزاب من ثورة 26 سبتمبر، في العاصمة صنعاء، بين الجيش اليمني بقيادة الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، وبين ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، انتهت في 4 ديسمبر 2017، عندما فجر الحوثيون منزل صالح مما أسفر عن استشهاده مع عدد من قيادات حزبه، وأفراد من الجيش الذين خاضوا معركة الثورة الجديدة ضد الحوثيين.
في الوقت نفسه، احتفل زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، بخبر وفاته، ووصفه بأنه "يوم سقوط المؤامرة الخائنة"، الأمر الذي يؤكد حقيقتهم التي خدعوا بها اليمنيين من خلال رفع مظالم العشب في حركتهم المتمردة ضد الدولة في 2014، لتنجلي الحقيقة بأنهم جاءوا محاولين إعادة حكم الائمة لليمن.

كان جمهوريًا سبتمبري 
وبشهادة الشعب اليمني أجمع، واعدائه قبل اصدقائه، سجل الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، تاريخيًا ناصعًا إمتزج بالنضال للدفاع عن أهداف الثورة اليمنية المباركة، وتحقيقها والحفاظ على مكتسباتها، وانجازاتها التنموية، والمعنوية، فقاتل حتى استشهد في صنعاء عاصمة الثورة السبتمبرية.
انه "جمهوري حر"، احتفى بذكرى ثورة سبتمبر في مناسباتها السنوية كما يليق بها، العروض العسكرية، وافتتاح المشاريع والمنجزات التنموية، وبالأغاني، والأهازيج، والاحتفالات الفنية والعروض الكرنفالية الشبابية، حتى أن المواطن اليمني كان ينتظر ذلك اليوم ليتسمر أمام شاشات التلفزيون، وخلف الراديو، وفي الميدان، والساحة لمشاهدة الاحتفاء بذكرى التحرر من العبودية، والتخلف والجهل، والمرض، والامامة البغيضة والمقيتة.
لقد شَكَلَ عهد الرئيس الشهيد، سجلًا حافلًا بثقافة التحرر من الامامة، والاستعمار في اوساط المجتمع، وجعلهم ذلك العهد يحملون على أكتافهم وفي أعناقهم مسؤولية حماية الجمهورية، والثورة اليمنية "سبتمبر واكتوبر" المجيدتين.
واليوم، شعبنا يعبر بكل ثقة في شتى بقاع اليمني الحبيب، وبكل حرية واعتزاز بهويته اليمنية، وثقافته السبتمبرية، ويعلن مشروعه النضالي للدفاع عن أهداف ثورة 26 سبتمبر، وانتفاضة 2 ديسمبر، حتي دحر الأئمة الجدد، ولن يرضى بعودة عهود الطغاة، والاستعباد وسيظل النظام الجمهوري هو السائد في كل ربوع يمننا الحبيب..

وكل عام وأنتم تنعمون بمنجزات الثورة اليمنية "سبتمبر واكتوبر".