Image

أهمية استمرار انتفاضة ديسمبر التي قادها الزعيم الصالح..

لحماية الوطن والمواطنين من ثقافة الارهاب الطائفي للحوثيين 
ـ شكلت حالة يمنية فريدة من نوعها في مواجهة أهداف ايران

تؤكد الوقائع التي تشهدها الساحة اليمنية اليوم، على أهمية استمرار انتفاضة الثاني من ديسمبر التي اطلقها الرئيس الزعيم علي عبدالله صالح في ديسمبر من العام 2017، ضد مليشيات الحوثي الارهابية المدعومة ايرانيا، واستشهد مع ثلة من الرجال الشرفاء في سبيل تحقيق أهدافها.
ووفقا لما يشهد الواقع اليمني من تردي في جميع مجالات الحياة السياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية والثقافية والرياضة والاجتماعية والصحة والتعليم والبيئة وحى الحفاظ على تاريخ اليمن من آثار وموروث شعبي ووطني، كل ذلك يؤكد أهمية استمرار انتفاضة الثاني من ديسمبر في مواجهة مليشيات الحوثي الايرانية المتسببة في كل ذلك بالتعاون والتنسيق والتخادم مع بقية الكيانات القائمة في البلاد حاليا.

لماذا يجب استمرار الانتفاضة
في البداية يجب التسليم بأن ما جرى في مطلع ديسمبر من العام 2017 من انتفاضة شعبية ووطنية وعسكرية قادها الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ورفقائه، بأنها حدث وطنيا يرقى إلى مستوى ثورة 26 سبتمبر من العام 1962، فكليمها حملتا هدفا واحدا تخليص اليمن من براثين الامامة المتخلفة البغيضة التي تنتهج سياسة التفقير والتجهيل وحرمان اليمنيين من أبسط مقومات الحياة.

للحفاظ على الثورة والجمهورية
شكلت انتفاضة ديسمبر، انطلاقة وطنية للتأكيد على اهمية الحفاظ على النظام الجمهوري ومبادئ وأهداف الثورة اليمنية، من خلال المحافظة على مؤسسات الدولة القائمة، التي تريد مليشيات الحوثي التفرد بها وتحويلها إلى مؤسسات تخدم مشروع الامامة الجديد الممول من دول اقليمية على راسهم ايران.
فمنذ اليوم الاول لانقلابها واجتياحها للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وضعت ميليشيات الحوثي نصب أعينها الانتقام من النظام الجمهوري الذي قام على انقاض عهد الامامة البائد والمتخلف الذي أذاق اليمنيين شتى أنواع الحرمان، ونكلت به على مدى عقود من الزمن.
فقد عمدت مليشيات الحوثي وفقا لمراقبين للشأن اليمني، للتنصل عن اتفاق الشراكة مع حزب المؤتمر الشعبي الذي نصب نفسه حارسا وحاميا لمؤسسة الدولة، في ظل ما شهدته العاصمة صنعاء واليمن من فوضى عارمة نتيجة الانقلاب الذي جاء بتسهيل من النظام القائم حينها وبعدم وتأييد وضوء اخضر اقليمي ودولي.
ففي منتصف أغسطس من العام 2017، ظهرت نوايا الحوثيين الخبيثة بالاستفراد بالحكم، بعد مشاهدتها صنعاء تتزين استعدادا للاحتفال بذكرى تأسيس المؤتمر وزعيمه الرئيس الشهيد الصالح، فيما ظهر الحوثي متقزم أمامها.
وبعد احتفالية المؤتمر في ميدان السبعين في 24 اغسطس، بدأت مليشيات الحوثي تمارس سياسة الاقصاء ضد مسؤولي المؤتمر والموالين لهم من مؤسسات الدولة للتفرد والاستحواذ عليها، لتحقيق هدفهم بالقضاء على النظام الجمهوري، وهو ما رفضه المؤتمر الشعبي العام وزعيمه الرئيس الصالح حينها باعتباره أهم الشخصيات الوطنية التي عملت على مدى ثلاثة عقود في الحفاظ على مبادئ الثورة وأهدافها ونظامها الجمهورية وحققت الكثير من المنجزات في ظلها، فكانت الانتفاضة مطلبا ضروريا للدفاع عن كل تلك المكتسبات.

حماية التعليم 
وهنا يرى العديد من المراقبين للشأن اليمني أن من بين أهم أهداف الانتفاضة المحافظة على النظام التعليمي المبني على الرؤية الحديثة في التعليم والمكرس للثقافة الوطنية وحب الوطن ونظامه الجمهوري القائم على التعددية والديمقراطية وحقوق الانسان والحريات.
واعتبروا أن الانتفاضة أعادت تقويم المسار في هذا الخصوص في مساعي مليشيات الحوثي الحثيثة للسيطرة على التعليم والعمل على تغيير المناهج لطمس كل ما يتعلق بالجمهورية والثورة، واستبدالها بمناهج تمجد وتقدس عناصرها الارهابية المتخلفة باعتبارهم رموز يمنية بدلا من رموز وقادة الثورة اليمنية من المناضلين الشرفاء.
فكانت الانتفاضة في الثاني من ديسمبر 2017، ضرورية لتقويم المسار باتجاه الالتفاف حول الجمهورية، والوعي بمخاطر المشروع الامامي الذي يستهدف النشء الجديد من طلاب وطالبات المدارس، والتعليم الأكاديمي في الجامعات التي تم تشيديها في ظل النظام الجمهوري عقب الثورة اليمنية المباركة.
واليوم وبعد مرور ستة أعوام على انتفاضة ديسمبر، اظهرت مليشيات حقيقية ما كانت ترمي اليه تلك الانتفاضة من المحافظة على التعليم، الذي عمدت الميليشيات عقب الانتفاضة إلى تغيير المناهج المدرسية لصالح أفكارها المتطرفة، وسيطرت بشكل كبير على الجامعات وبدأت تمارس تزييف كبير في العملية الاكاديمية تصب كلها في خدمة مشروعها الامامي المتخلف.
من أجل ذلك؛ تركز المليشيات الايرانية، جهودها في إطار خطتها الاستراتيجية التي تستهدف بالدرجة الاولى الجانب الفكري من خلال تجريف وتغيير المناهج الدراسية وتفخيخها بالأفكار الطائفية والسلالية العنصرية والهادفة إلى فرض التمييز العرقي واعتبار الحوثي وأسرته سلالة مقدسة، وفرض السلالية والعنصرية كمادة دراسية، بما يحول شمال البلاد إلى أقلية عنصرية تميز نفسها كسادة مزعومين وأغلبية في وضعية العبيد.
ظهر ذلك جليا من خلال استماتتها على كل ما يتعلق بالفكر فاستحوذت على وزارة الاوقاف والارشاد والشباب والرياضة، إلى جانب وزارتي التربية والتعليم التي اسندت إلى احد ابناء الحوثي يحيى الحوثي منذ اول يوم للانقلاب نظرا لأهميتها في التأثير على الوعي المجتمعي.. الامر الذي ادركه وتفطن اليه باني اليمن الحديث ومناضل الثورة وموحد اليمن، الامر الذي دفعه بقوة إلى علان الانتفاضة لمواجهة خطورة المخطط والأجندة الحوثية على النسيج الاجتماعي ومستقبل اليمن. 
حماية الوطن وأمنه 
لقد شكل ملف حماية الجغرافيا اليمنية من مخاطر السطو والتغيير التي يتربص بها اقليميا ودوليا، وحتى محليا، إلى جانب ما شكله انقلاب الحوثيين على الدولة من مخاطر امنية على سكان اليمن، الذي باتوا لا يستطيعون التنقل في اطار المحافظات والمدن والقرى في اطار الجغرافيا اليمنية.
إلى جانب ما شكلها الانقلاب من مخاطر على الملاحة الدولية في المياه الاقليمية اليمنية خاصة البحر الاحمر وباب المندب التي سعت وتسعى ايران للسيطرة عليها وفرض وجودها فيه للتحكم بطرق الملاحة الدولية، والذي بات اليوم فضل قرصنة الحوثيين على السفن التجارية فيها مهدد بالتدويل وفرض الحماية الدولية عليها بحجة حماية طرق الملاحة وطرق الطاقة التي تمر عبره.
لقد شكل الملف العسكري والامني الذي تم استهدافه بشكل مباشر من قبل الحوثيين منذ دخولهم صنعاء، هاجسا كبيرا لدى القائد الاعلى للقوات المسلحة وبناء المؤسسة العسكرية والامنية على النهج الحديث الزعيم علي عبدالله صالح، خاصة بعد ان شاهد خلال السنوات التي تلت انقلاب الحوثي ومنذ فوضى 2011، بأن الهدف هو الجيش والامن، خاصة فيما سمي اعادة الهيكلة ونهب مخازن الدفاع والامن والسطو عليه، وما تلى ذلك من تهديد أمني كبير على حياة اليمنيين من عناصر الحوثي والتنظيمات الارهابية الموالية والمتخادمة معها، كانت ضرورة اطلاق انتفاضة ديسمبر لإعادة ترتيب المؤسسة العسكرية والامنية والحفاظ على حياة اليمنيين وتوفير الامن والاستقرار لهم كما كان في عهد الدولة اليمنية المعتدى عليها في فوضى 2011.

للحافظ على المؤسسات الخدمية
وكما أشرنا في بداية هذه السطور، بأن انتفاضة الثاني من ديسمبر التي قادها الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح في نهاية العام 2017 ضد مليشيات الحوثي الارهابية وشركائها في تدمير اليمن، كانت هدفها الأول المحافظة على جميع مؤسسات الدولة، ومنها ذات الطابع الخدمي على وجه التحديد بعد ان تم تجريدها من مهامها وتحويلها إلى مؤسسات تعمل لصالح المشروع الامامي المتمثل بالحوثيين.
وكما تتحدث الاوساط اليمنية، فإن مليشيات الحوثي حولت النظام الصحي والطبي ومؤسساته لخدمة عناصرها الارهابية، والمتاجرة بها على حساب صحة وحياة المواطنين، كذلك الحال بالنسبة لبقية الخدمات حيث حولت مؤسسات الكهرباء على مشروع خاص يتاجر به لصالح عناصرها الارهابية.
كما فرضت العديد من القيود على الحريات بما فيها شبكة التواصل الاجتماعي وباتت تتحكم بخدمة الانترنت وتراقب الاتصالات، فيما حولت ايرادات مؤسسات الاتصالات ذات المردود الكبير لصالح خدمة مشروعها التدمير من خلال تمويل ما يسمى بالمجهود الحربي لعناصرها الارهابية التي تستهدف اليمنيين بالدرجة الأولى.
ووفقا للأوساط اليمنية، فإن المليشيات حولت جميع مؤسسات الدولة الخدمية وغير الخدمية بما فيها الثقافية والفكرية ووسائل الاعلام الرسمية لخدمة مشروعها الطائفي وتنمية وعي الفكر الارهابي لدى النشء والمجتمع بشكل عام، كما فرضت على موظفي الدولة بعد قطع مرتباتهم لسنوات دورات طائفية تصب في هذا المجال، بعد تجريدهم من الحقوق المالية والادارية واستغلت اوضاعهم المعيشية المتردية لتي تسببت بها لتحقيق تلك الغاية.

خاشية ذكرى الانتفاضة
واليوم وبعد مرور ستة أعوام على الانتفاضة التي حمل قادتها وعلى راسهم الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، هموم الوطن والمواطن اليمني على عاتقها، وكشفت جميع أهدافها وتم اطلاق الوصايا العشر للمحافظة على إرث الجمهورية والثورة اليمنية والوحدة من قبل الزعيم الصالح، باتت تلك الانتفاضة تشكل هاجسا موحشا لدى مليشيات الحوثي الارهابية في كل ذكرى لها.
وتأتي ذكرها هذا العام مع تزايد الزخم الشعبي المتمسك بأهداف ومبادئ الثورة والجمهورية والمتسلح بفكر وشجاعة من قادوا الانتفاضة، والتي تجسدت في رفض الاجراءات الحوثية الرامية لطمس الاحتفال باعياد الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر، كما تجسدت في الرفض العشبي الذي ظهر في عدن محافظات ومواجهة أي اجراءات حوثية في شتى المجالات.
كما أنها تأتي هذا العام متزامنة مع الاعتداءات الاسرائيلية على ابناء شعبنا في فلسطين، في طار الحرب التي تستهدف قطاع غزة، والتي استغلتها مليشيات الحوثي للهروب من مخاوفها وأزمتها الداخلية من خلال اعلانها المشاركة في دعم مقاومة غزة ولو انها في حقيقية الامر انكشفت حقيقة تلك الادعاءات، ومع ذلك تخشى الميليشيات من أي عمليات شعبية واحياء ذكرى الانتفاضة، حيث كشفت مصادر مطلعة في صنعاء عن اجراءات قمعية اعدتها مليشيات الحوثي في سبيل مواجهة أي عملية احتفال لاحياء ذكرى انتفاضة ديسمبر في صنعاء وغيرها من المدن هذا العام.
وتؤكد المؤشرات على الواقع المعاش في اليمن بأن هناك استعدادات شعبية وشبه رسمية بالاحتفال بذكرى انتفاضة الثاني من ديسمبر في العديد من المناطق اليمنية، الامر الذي جعل الحوثيين ينجرون نحو ممارسة القرصنة ويقدمون الطاعة لولي نعمتهم في الاقليم من خلال ابداء الرضوخ لاي مصوغ توافقي للحافظ على ما بقي لهم من كيان اثبتت انتفاضة ديسمبر انه "هش" وأهون من بيت العنكبوت.
ومع كل ذلك، فقد تكشفت حقائق ترسيخ الرؤية والاهداف المنبثقة من تلك الانتفاضة في نفوس جميع اليمنيين الذين تزايدت اعدادهم في تأييدها ومحبة قائدها، والتي تجسدت في الصحيات والتي تتعالى للترحم على عهده في ظل ما تعيشه البلاد اليمن من انهيار خدمي ومعيشي واقتصادي وصل حد المجاعة.