Image

المهاجرون الأفارقة .. طرق ريفية بديلة في تنقلاتهم، وقرويون يخشون نشرهم للجريمة

لا تزال الهجرة الغير شرعية للاجئين الأفارقة الذين يتخدون اليمن محطة عبور، مستمرة ومحفوفة بالمخاطر إلى دول الخليج وأوروبا من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية، إلا ان تفويجهم بشكل متتالي ضاعف من المشكلة الإنسانية، في ظل حالة الحرب وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في اليمن، التي تعاني هي الأخري نزوحًا وتهجيرًا داخليًا بسبب الحرب التي أشعلتها عصابة الحوثي منذ العام 2014م، وتسببت في تشريد أكثر من 5 مليون نازح يعيشون في مخيمات النزوح.

مصادر حقوقية أكدت، أنه نتيجة انتشار النقاط في الخطوط الواصلة بين المحافظات، وإغلاق المنافذ وجد المهاجرين أنفسهم عرضة للابتزاز من قِبل تجار البشر بمنطقة طور الباحة، ومناطق تقع تحت سيطرة المليشيا، التي تقوم باحتجازهم بأحواش ومعسكرات، بغرض تجنيدهم  بصفوفها، ونقلهم إلى جبهات القتال .

وبينما الشرعية أصبحت عاجزة عن السيطرة على التدفق الكبير للمهاجرين الذين يصلون السواحل اليمنية في المهرة وشبوة والخوخة وابين، وجدت مراكز الحجز غير قادرة على استيعابهم، إلى جانب  التكفل بتزويدهم بالطعام والماء، الأمر الذي يدفعها بغض الطرف عنهم، وتركهم يواصلون مسيرتهم باتجاه السعودية التي تعتبر ملجأهم الأخير من الهجرة الغير شرعية.

مراقبون أكدوا، أن  قضية الهجرة تمثل ضغطاً على الحكومة الشرعية في النواحي الاقتصادية باعتبارها معنية بتسهيل حياتهم، وتقديم الخدمات لهم في ظل عجزٍ أو تخلٍّ أو غفلةٍ كبيرةٍ من المنظمات المسؤولة عن المهاجرين الذين بلغ تعدادهم أكثر من 77 ألفًا من الأفارقة، عبروا منذ مطلع العام الجاري خليج عدن وصولاً إلى اليمن، ونتيجة لتعرّضهم للملاحقات والابتزاز والاستغلال عمد الكثير إلى تغيير مسار رحلته.

هذا، وشوهد  عشرات من اللاجئين في بعض القرى اليمنية كالحاصل في مديرية الشمايتين محاقظة تعز، الذين هروبوا من الحملات الأمنية التي شُنَّت ضدهم في عدن وشبوة والمهرة، و وجدوا من مدينة التربة منطقة انطلاق إلى محافظات أخرى بالمرور من طرقات جبلية وعرة  تستغرق ايامًا مشيًا على الأقدا.

ويشعر أبناء تلك المناطق بالقلق من وصول أفواج المهاجرين إلى عزلهم، حيت يخشون احتمال ارتكابهم جرائم كالذي حدث في اكثر من محافظة، منها مقتل صاحب مزرعة على يد مهاجر بمأرب، ومصرع مهاجر أثيوبي غير شرعي بعد ساعات من ارتكابه جريمة قتل لامرأتين وإصابة اثنين آخرين من أسرة واحدة في محافظة شبوة.

وفي إحصائية لمنظمة الهجرة الدولية، أعلنت وصول أكثر من 97 ألف مهاجر أفريقي إلى اليمن، خلال العام الماضي 2023م.

وقالت المنظمة في تقريرها الصادر الأحد: إن مصفوفة النزوح (DTM) سجّلت وصول "(97,210) مهاجر أفريقي إلى اليمن من 1 يناير وحتى 31 ديسمبر من العام الماضي، ورصدت وصول 1,679 مهاجر أفريقي إلى اليمن في شهر ديسمبر 2023م، وبزيادة بنسبة 13% عن نوفمبر الماضي (1,465) مهاجر" ، وأن المهاجرين المسجلين في ديسمبر، "دخل معظمهم اليمن عبر سواحل محافظة شبوة، وذلك بعدد 1,569 مهاجر".

وتوقع تقرير أممي صادر عن منظمة الهجرة الدولية، أن يتجاوز عدد المهاجرين الأفارقة إلى اليمن حاجز 160 ألفاً خلال العام الجاري كأعلى رقم خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتتزايد أعداد المهاجرين غير الشرعيين إلى اليمن كل عام خلال فترة الحرب بشكل مُضاعف عبر عصابات التهريب.

وعلى الرغم من التنسيق مع منظمة الهجرة الدولية والاتفاق على أن تقوم المنظمة بإنشاء مركز للإيواء و5 مراكز استقبال للمهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول إفريقيا خارج العاصمة عدن في مناطق: "رأس عمران، وشقرة، وخور عميرة، وأحور" ، إلا أن تلك المراكز لا تكفي، وظلت الفجوة تتسع والاشكالية تتعقد اكثر في عام جديد.