Image

مسرحية البحر الأحمر.. حرب بلا دماء

أكدت تقارير أمريكية، بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعيش ورطة كبيرة في ظل تنامي حالات الرفض لسياسته وطريقة تعامله مع التهديدات الإرهابية التي تمارسها ذراع إيران في اليمن مليشيات الحوثي الإرهابية ضد السفن التجارية والملاحة في البحر الأحمر.

ونقلت التقارير عن مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" برنت سادلر، ان لا أحد من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بات يصدق البيت الأبيض وإدارة بادين، فيما يتعلق بالتعامل والضربات التي تشنها القوات الامريكية والبريطانية على الحوثيين.

وأشار في تصريحات صحفية، إلى أن كل ما عملته إدارة بايدن تجاه المخاطر التي تهدد الملاحة والتجارة في البحر الأحمر، لم ترقى إلى مستوى التعامل الذي تم ضد تنظيمي داعش والقاعدة في العراق وسوريا من قبل التحالف الدولي الذي قادته أمريكا هناك، رغم ما لحقته الهجمات الحوثية المنسقة مع إيران من ضرر في التجارة العالمية.

لعبة خفية 

وكانت تقارير إخبارية عدة، أكدت وجود لعبة خفية تمارسها الولايات المتحدة وبريطانيا بالتنسيق مع ايران في المنطقة، رغم الضربات التي تشنها الدولتين على الحوثيين والتي لم يكن لها أي تأثير بعد مرور اكثر من أسبوع عليها، مشيرة إلى استمرار الحوثيين باستهداف السفن والملاحة رغم الوجود الامريكي وحلفائهم في البحر الأحمر.

وحول ما يدور من حديث لبدء عملية برية لتحرير الساحل الغربي لليمن من الحوثيين، من قبل قوات التحالف البحري، تشير التقارير إلى أن ذلك يأتي في اطار المخطط المرسوم لعملية التصعيد في المنطقة بين ايران والولايات المتحدة واسرائيل، والهدف منه اطالة حالة الفوضى في طريق السفن التي تمر عبر قناة السويس المصرية.

وأكدت التقارير بأن إدارة الرئيس الامريكي الحالي تعارض توسيع العملية العسكرية ضد الحوثيين او تنفيذ أي هجوم بري، مشيرة إلى ان بايدن يريد خفض الردع الذي يجري ضد الحوثيين وليس توسيعه، مبررًا ذلك بأن ذلك سيضر بمصالح ايران أكبر حليف لأمريكي بالشرق الاوسط.

حرب بلا دماء.. وذهب انموذجا

واقرت تقارير أمريكية بأن الضربات الامريكية والبريطانية المستمرة منذ ايام على مليشيات الحوثي الارهابية، او التي تشنها الاخيرة على السفن والملاحة في البحر الأحمر، لم تسفك فيها أي دماء من الجانبين.

وأشارت أن ما يجري في البحر الأحمر واليمن، حرب ناعمة بأسلحة فتاكة كالتي نشاهدها في العروض السينمائية، وقارنت القوة التي تمارسها الولايات المتحدة ضد الحوثيين بعملية واحدة نفذتها القوات الامريكية ضد تنظيم القاعدة في خلال اقتحامها قرية بيت الذهب في رداع البيضاء وسط اليمن، والتي خلفت 30 قتيلا من المدنيين بينهم 6 نساء و3 أطفال معظم الجثث كانت متفحمة، فيما تم تدمير القرية بالكامل.

واوضحت، بأن الدوائر السياسية لدى الجانبين الامريكي والايراني ممثلا بذراعها في اليمن الحوثيين، يواصلون اطلاق التصريحات الصحفية المؤكدة بأن الجانبين لا يريدان تصعيد وتوسيع العمليات ولا يرغبان بالتصعيد، الامر الذي يتناقض مع الواقع العسكري الذي رسمت حوله حالة من التهويل لتغطية التنسيق السياسي والاستراتيجي بين تلك الاطراف.