Image

آخر تطورات مسرحية البحر الأحمر... بدء سفك دماء اليمنيين ودعوة القاعدة للمشاركة في اللعبة وقوات مشاة أمريكية قرب الحديدة

بدأت آثار المغامرة الايرانية عبر ذراعها في اليمن مليشيات الحوثي الارهابية في البحر الأحمر، تنعكس دمويا على اليمنيين، في حين عقدت لقاءات تنسيق بين الحوثيين والقاعدة لبدء تنفيذ هجمات انتحارية في البحر.

أول مأساة مباشرة 
وإلى جانب تسببها بتفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية لليمن، شهدت الساعات الماضية أول مأساة مباشرة على اليمنيين تسجلها الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية، حيث قتل  8 صيادين يمنيين خرجوا طلباً للرزق وعادوا جثثاً عليها آثار طلقات نارية.
وقال مصدر في ميناء الاصطياد بمديرية الخوخة جنوب الحديدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر غرب اليمن، إن الصيادين كانوا في رحلة صيد وأعلن عن اختفائهم منذ أسبوع.
وأشار المصدر إلى أنه تم العثور عليهم بالقرب من "جزر ذو حراب" بالبحر الأحمر وعلى أجسادهم آثار طلقات نارية و تم التعرف عليهم من خلال هوياتهم ومقتنياتهم الشخصية.
وبتعرض صيادو السواحل الغربية خاصة من سكان المناطق المحررة من محافظة الحديدة لمخاطر جمة فاقمها عسكرة الحوثيين للبحر الأحمر ما أدى لفقدان العشرات منهم بسبب البيئة الخطرة التي يضطرون للعمل فيها.

تهديد مباشر لليمن
وفي هذا الصدد، اختزلت تقارير غربية، ما قد تسببه هجمات مليشيات الحوثي في البحر الأحمر، إلى جانب افشال جميع جهود السلام، بانها ستقود اليمن ان تصبح خارق القانون الدولي، وسيدفع اليمنيون ثمن ما يجري مما تبقى من قواتهم اليومي ومن دمائهم.
وشددت التقارير، على أهمية مراعاة احتياجات الشعب اليمني الاقتصادية والمعيشية والصحية وغيرها من الخدمات، وعدم دفع اليمن إلى صراع إقليمي أوسع من خلال هذا السلوك التصعيدي.
واوضحت بأن مهاجمة سفن الشحن الدولي أمر غير قانوني وخطير ويتعارض مع القانون الدولي ويهدد الاستقرار في اليمن، وكذلك المكاسب التي تحققت في العامين الماضيين لدعم جهود السلام وإنهاء الحرب.

مراقبة اممية لليمن
وفي هذا الصدد أكد المبعوث الأممي لليمن في تصريح صحفي، بأن الأمين العام للأمم المتحدة والهيئات المختصة بالأمم المتحدة يراقبون عن كثب، تقارير الهجمات على السفن في البحر الأحمر وباب المندب.
وأكّدت الأمم المتحدة مراراً أهمية ضمان احترام القانون الدولي بالكامل فيما يتعلق بالملاحة البحرية وضرورة ضمان حرية الملاحة، ودق ناقوس الخطر فيما يتعلق بتوسع رقعة العنف وتهديد أمن وسلامة المنطقة.

اليمن والحالة اللبنانية
ويرى مراقبون الوضع في اليمن بأنه يتجه إلى أن يكون مثل الحالة اللبنانية التي أوجدتها مليشيات حزب الله ذراع ايران في لبنان، حيث يعتقد الحوثيون أن بإمكانهم اتخاذ قرارات متعلقة بأمن البحر الأحمر والسياسة الخارجية لليمن من دون التوافق مع المكونات اليمنية... السياسات الخارجية للدولة لا يتخذها طرف معين، هذه يجب أن تحظى بإجماع وطني وتكون متوافقة مع التزامات اليمن الإقليمية والدولية.

دخول القاعدة على خط اللعبة
وفي هذا الصدد، تنقل قناة "سكاي نيوز عربية"، عن مصادر يمنية، ان لقاءات عقدت في صنعاء والحديدة، بين الحوثيين وعناصر تنظيم القاعدة، بهدف إقناعهم بالمشاركة في العمليات البحرية واستهداف المصالح الغربية من خلال، تنفيذ هجمات انتحارية.
وأكدت المصادر أن الحوثيين حاولوا "إقناع عناصر القاعدة بالمشاركة في تنفيذ عمليات تستهدف السفن باعتبارها ضد ما يسمونه العدوان الأميركي".
وبحسب المصادر، فإن اللقاءات التي عقدت شارك فيها رجال دين موالون للحوثيين لإقناع عناصر القاعدة القيام "بواجبهم الشرعي"، وأن عملياتهم "جهادية" في مواجهة ما يسمونهم الأعداء.
وكانت أطراف حكومية يمنية، وجهت اتهامات للحوثيين بتنفيذ سلسلة اغتيالات مؤخرا في عدن استخدم فيها عناصر من القاعدة.
وكانت تقارير يمنية وغربية، اكدت في وقت سابق وجود تخادم وتعاون مشتركة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في اليمن، تجسدت في تنفيذ عمليات قتالية ضد القوات الحكومية ومصالها في المناطق المحررة.
واشارت التقارير إلى امتلاك جهات حكومية أدلة حول وجود ذلك التخادم بين الجماعتين الارهابيتين اللتين نفذتها عمليات تبادل اسرى، فيما تم اطلاق سجناء من عناصر القاعدة كانوا في سجون المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين متهمين بجرائم ارهابية.
وفي هذا الصدد يرى مراقبون بأن دخول تنظيم القاعدة في خط الأزمة في البحر الأحمر، يأتي في اطار التنسيق بين داعمي تلك التنظيمات الارهابية في المنطقة "ايران والولايات المتحدة" حيث تسعى الدولتين إلى إدخال اللعبة المشتركة بينهما في البحر الأحمر إلى لعبة ارهابية.
ووفقا للمراقبين فإنه من المتعارف عليه، ان الولايات المتحدة وايران تستخدم تلك التنظيمات لتنفيذ اجندة خاصة بهما في اطار اضفاء شرعية لتواجد قواتهما ونفوذهما في منطقة الخليج، وحاليا سيتم استخدامها لشرعنة تواجدهم في الممرات المائية الاستراتيجية في المنطقة.

التواجد العسكري قرب سواحل اليمن
وتستمر عملية تدفق القطع العسكرية لعديد من الدول إلى البحر الأحمر، والتمركز قرب السواحل اليمنية، والتي تأتي في اطار أهم الكوارث التي تسببت بها مليشيات الحوثي وايران بحق اليمنيين من خلال عسكرة المياه الاقليمية للبلاد.
وفي هذا الاطار، أعلنت هيئة الأركان الفرنسية، الخميس، تعزيز وجود فرنسا العسكري في مياه البحر الأحمر وخليج عدن، من خلال إرسال سفينة عسكرية ثالثة إلى المنطقة للقيام بمهام "الأمن البحري"، وتحويل إحدى سفنها لتنفيذ دوريات في خليج عدن.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية "إ ف ب"، عما اسمته  ناطق باسم هيئة الأركان الفرنسية، "إن إرسال سفينة ثالثة هي الفرقاطة "ألزاس" "يأتي ضمن رصد هجمات ضد السفن التجارية".
وأضاف الناطق العسكري الفرنسي، أن السفينة "عبرت قناة السويس الأسبوع الماضي للوصول إلى البحر الأحمر للقيام بمهام أمنية بحرية"، مشيراً إلى أن فرقاطة أخرى هي "لانجدوك" التي أسقطت عدة طائرات بدون طيار أطلقها الحوثيون منذ ديسمبر، ستقوم الآن بدوريات في خليج عدن.
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن هناك أيضا سفينة إمداد كبرى هي "جاك شوفالييه" في المنطقة الممتدة من الخليج الى البحر الأحمر مرورا بغرب المحيط الهندي وخليج عدن، موضحة أن هناك بالتالي ثلاث سفن عسكرية فرنسية في هذه المنطقة الحساسة.

ترسانة عسكرية امريكية ضخمة قرب اليمن
وصفت "بي بي سي" البريطانية في تقريرها لها، الحالة العسكرية في البحر الاحمر، في ظل استمرار الهجمات الحوثية على الملاحة فيه، مشيرة إلى ان طاقم القناة حظي بفرصة الصعود على سطح السفينة الحربية الأمريكية "يو إس إس باتان"، المتواجدة قرب السواحل اليمنية.
ووفقا لتقرير القناة، يوجد على متن السفينة 2,400 جندي من وحدة استطلاع مشاة البحرية الأمريكية السادسة والعشرين، وهي سفينة هجومية برمائية محمّلة بالمركبات المدرعة والطائرات النفاثة والمروحيات، التي يتمثل دورها المعتاد في إيصال مشاة البحرية بسرعة إلى الشاطئ.
وكانت "يو إس إس باتان" واحدة من أوائل السفن الحربية الأمريكية التي أعادت تمركزها في البحر الأحمر لمحاولة اعتراض الأسلحة التي أطلقها الحوثيون من اليمن.
وصممت طائرات "هارير" التي يقودها إيرهارت في الأساس للهجمات الأرضية، لكن يمكن استخدامها أيضا لاصطياد الطائرات المسيرة الانتحارية.
ووفقا للتقرير، فإن هناك طائرات "هارير" التي تقوم بدور الدفاع الجوي، وهي مزودة بصواريخ تمكنها من اصطياد الطائرات المسيرة الهجومية أحادية الاتجاه.

قوة لردع أي هجوم 
ونقل التقرير عن قائد مشاة البحرية الأمريكية على متن السفينة "يو إس إس باتان" العقيد دينيس سامبسون، أن هدف نشر العديد من السفن بما فيها مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية "دوايت دي أيزنهاور" في المنطقة، حماية حركة الملاحة والتجارة في أهم الممرات المائية في العالم" باب المندب"، مؤكدا بأن هذه القوة تمسح لهم بردع أي هجوم محتمل للعدو.
وحول احتمالية اتساع نطاق الأزمة لتتحول إلى حرب إقليمية، قال سامبسون: "أعتقد أن خطر إٍساءة تقدير الموقف يظل قائما طوال الوقت، لكن وجودنا مهم. فنحن بمثابة رادع، ومستعدون للرد دعما لمصالح أمننا الوطني ومصالح حلفائنا وشركائنا".
وإلى جانب "يو إس إس باتان" توجد مدمرة الصواريخ الموجهة "أرلي بيرك" التي تم تكليفها بمراقبة الوضع. وزودت هذه المدمرة بالعديد من منصات إطلاق الصواريخ ونظام رادار متطور يوفر البيانات لمركز القيادة المظلم الذي لا نوافذ له بالسفينة. ويقوم نظام الرادار بدور عيون السفينة وآذانها لرصد أي تهديدات والتعرف عليها والرد عليها.

التأثير الاقتصادي للمحيط
اقتصاديا، كثفت مصر اتصالاتها للحد من تأثير التوترات الأمنية في البحر الأحمر على عائدات البلاد الدولارية، وحركة التجارة العالمية. 
وفي هذا السياق، بحث رئيس هيئة قناة السويس المصرية، الفريق أسامة ربيع، مع الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية ، أرسينيو دومينغيز، "تطورات الأزمة، وآليات التعاون لتقليل تأثيراتها في سلاسل الإمداد العالمية وحركة الشحن البحري"، حسب إفادة رسمية لهيئة قناة السويس المصرية، الخميس.
وأكد ربيع خلال اجتماعه مع دومينغيز عبر تقنية "الفيديو كونفرنس"، "انتظام الملاحة في قناة السويس". وقال إن "الملاحة لم تتوقف على الإطلاق ولو ليوم واحد منذ اندلاع الأزمة"، إذ تستمر القناة في "تقديم خدماتها الملاحية بصورة طبيعية، بالتوازي مع استمرار جهود الهيئة في دعم عملائها لتقليل تأثير الأوضاع الراهنة عليهم".

دعم بحري لقناة السويس
بدوره، شدد الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية على "دعم المنظمة الكامل لقناة السويس"، مشيراً إلى أن المنظمة أرسلت رسالة "واضحة" لأعضائها مفادها أن "الملاحة بالقناة ما زالت مفتوحة أمام الجميع، لا سيما في ظل التحديات اللوجيستية والأمنية التي تواجهها السفن التي تلجأ للالتفاف حول طريق رأس الرجاء الصالح، فضلاً عن التحديات البيئية التي يفرضها طريق رأس الرجاء الصالح بوصفه مساراً (غير مستدام) لحركة الملاحة، نظراً لافتقاره إلى الخدمات اللازمة".

تحديات كبيرة
ودفعت هجمات ذراع ايران في اليمن مليشيات الحوثي على السفن والملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، شركات شحن عالمية لتجنب المرور في البحر الأحمر وقناة السويس وتغيير مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
وأوضح الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية أرسينيو دومينغيز أن "الأوضاع الراهنة في منطقة البحر الأحمر تفرض تحديات عدة على حركة التجارة العالمية وسوق النقل البحري، فضلاً عن تأثيراتها السلبية في قناة السويس والموانئ الموجودة في المنطقة".
وكان رئيس هيئة قناة السويس أكد تراجع عائدات القناة بالدولار بنسبة 40 المائة منذ بداية العام مقارنةً بعام 2023، إلى جانب تراجع حركة عبور السفن بنسبة 30 في المائة في الفترة من الأول من يناير الجاري حتى 11 من الشهر نفسه على أساس سنوي.

تحذير من آثار عالمية
وحول هذا الجزئية، أكد الخبير الاقتصادي المصري، الدكتور مصطفى بدرة، بأن آثار الهجمات الحوثية على الملاحة في البحر الأحمر لن تكون على مصر وحدها، بل على دول المنطقة والعالم أجمع، حيث سيتم تلمسها في القريب العاجل.
واشار بدرة إلى أن "ما يحدث للملاحة في البحر الأحمر ليس مسؤولية مصر، وإن تحملت تداعياته، وقال "على المجتمع الدولي أن يدرك أن تداعيات التهديدات الأمنية لا تؤثر فقط في الوضع الاقتصادي في مصر؛ بل يمتد تأثيرها إلى العالم أجمع".

مسارات جديدة 
وفي هذا السياق، أكدت مجموعة التعدين الأسترالية (بي إتش بي)، في إفادة رسمية، الخميس، أن "الاضطرابات في البحر الأحمر تُجبر بعض شركات الشحن على اتخاذ مسارات بديلة". 
ونقلت وكالة "رويترز" عن رئيس قسم خام الحديد البحري في المجموعة، غيرارد أنج، قوله، خلال مؤتمر خاص في سنغافورة، الخميس، إن "نحو 320 مليون طن من السلع السائبة تُبحر عبر قناة السويس، وهو ما يمثل 7 في المائة من تجارة البضائع السائبة الجافة العالمية". 
وأضاف أنه "على المدى القصير، قد يحدث ضغط على إمدادات الحمولات في سوق شمال الأطلسي مما يجعل سوق شحن البضائع السائبة الجافة أكثر تقلباً".

"كوسكو" الصينية 
وضمن آخر الاحترازات الاقتصادية في اطار الشحن البحري عبر البحر الأحمر، علقت شركة الشحن الصينية "كوسكو"، عمليات الشحن عبر البحر الأحمر، في وقت تعطلت فيه الممرات الملاحية بالبحر الأحمر بسبب الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.