الموظف اليمني المتسول

11:37 2024/01/26

قد يبدو العنوان ساخرًا لكني لم اجدُ غيره لوصف  الواقع الذي يعيشه الموظف اليمني الذي أصبح يتسول راتبه مع نهاية كل شهر ميلادي، ولا يتحصل عليه إلا بعد عناء طويل، وقصة كفاح من صرافةٍ إلى صرافةٍ، حتى المتسول لم يعاني ما يعانيه الموظف في اليمن، أكثر من شهرين والموظفين لم يستلموا رواتبهم التي لا تغطي الحاجيات الأساسية الضرورية،

ومع دخول الحرب عامها التاسع تفاقمت الأزمة اليمنية وأصبح الشعب اليمني يمرُ بأسوأ أزمة إنسانية عرفها التاريخ،  وغياب الرواتب وانهيار قيمة الريال اليمني كلها أسباب ضاعفت معاناة الشعب اليمني، وجعلته يتجرع الأسى والحرمان ويلجأ إلى النفايات كي يوفر قوت أسرته.

وأثناء تجوالي في أحد شوارع العاصمة المؤقتة عدن شاهدت عددًا من الموظفين وهم يفترشون الأرض أمام إحدى الصرافات علهم يجدون خبراً عن رواتبهم، اقتربت منهم دون ان  أبدي صفتي الإعلامية، سألتهم منذُ متى وانتم على هذه الحالة؟، فقال أحدهم: "منذُ شهر تقريبآ ونحن هنا لا تردنا إلا حرارة الشمس، وما أن نصل منازلنا حتى نعود، لا يوجد شيء في بيوتنا، أطفالنا يتضورون من الجوع أمام أعيننا  ولا نستطيع فعل شيء لهم، رواتبنا لا تعادل خمسون دولار أمريكي لكنها تدفع عنا جزءًا من الجوع، إلى متى تستمر معاناتنا وهل هناك من يهمهُ أمرنا؟".

بعدها كفكف الرجل دموعه وانسحب من أمامي وبقيت متسمراً في مكاني لشعوري بالذنب في انكاء جرح هذا الرجل الذي أفنى شبابه لخدمة بلاده وفي الأخير تخلى عنه المسؤولون وأصبح يتسول راتبه من صرافةً إلى صرافةً ولم يجده.