مهام حوثية تاريخية خدمة لإسرائيل .. عمليات نهب ونبش ومصادرة وتهريب وبيع .. آثار اليمن تُعرض في مزادات غربية وفي تل أبيب

تزايدت حالات عروض البيع لقطع أثرية يمنية نادرة في مزادات أوروبية وفي الولايات المتحدة وإسرائيل منذ انقلاب مليشيات الحوثي الإرهابية على السلطة، ووضع يدها على كنوز اليمن التاريخية والأثرية، فتكفلت بمهمة خدمة إسرائيل تاريخيًا في اطار التخادم المشترك بين العبرية والفارسية في إيران.

إفشال عملية جديدة 
وفي هذا الاطار، أفشلت السلطات الأمنية في محافظة المهرة اليوم الاحد، محاولة تهريب مخطوطات أثرية يمنية قديمة إلى إحدى الدول عبر منفذ شحن الحدودي مع سلطنة عمان.
وقالت مصادر أمنية، إن المخطوطات الأثرية كانت ستُهرب إلى الخارج من قبل شخص متخصص في عملية التهريب، وذلك أثناء مغادرته للأراضي اليمنية، مشيرة إلى أن المخطوطات الأثرية النادرة جميعها بـ "اللغة العبرية"، وظاهر عليها نجمة داؤود.
وقالت المصادر: "مرت ثلاثة أشهر على عملية إيقاف تهريب المخطوطات الأثرية في منفذ شحن دون إحالة المتهم والمضبوطات إلى النيابة العامة".
وأوضحت المصادر أن إدارة المنفذ ما زالت تحتفظ بالمخطوطات الأثرية دون تسليمها إلى النيابة العامة لفتح تحقيق مع المتهم، والتحقق من المضبوطات. وقالت مصادر عاملة في المنفذ، إن هناك مخاوف من إخفاء ملف القضية والتصرف  بالمخطوطات.

تهريب نسخة التوراة النادرة
وتعيد محاولة تهريب المخطوطات "العبرية" عبر منفذ شحن بالمهرة اليوم، التذكير بما أقدمت عليه مليشيات الحوثي ابان انقلابها بتهريب نسخة نادرة للتوراة إلى اسرائيل، مقابل حصولها على مبلغ مالي وكمية من الاسلحة والذخائر.
وتعود النسخة، مخطوطة التوراة النادرة التي هربتها مليشيات الحوثي لاسرائيل، إلى أكثر من 800 سنة، حيث تم تركها في متحف عدن ابان نقل يهود اليمن إلى إسرائيل عقب نكسة 1967، حيث آثر اليهود تركها في اليمن بلدها الأصلي، على نقلها إلى إسرائيل موطنهم الجديد.
وبعد الوحدة تم نقلها من المعبد اليهودي بمدينة عدن، إلى صنعاء للحفاظ عليها عقب الوحدة اليمنية، قبل ان يسيطر عليها الحوثيون بإيعاز من اليهود المتطرفين في إسرائيل عقب انقلابهم في 2014، وتم تهريبها مع 14 يهوديًا من مدينة ريدة في عمران شمال صنعاء بتسهيلات حوثية إلى إسرائيل.
ووفقًا ل "القانون والاتفاقيات الدولية أعطت الحق للدولة المالكة أن تستعيد الوثيقة، لكنه أوضح أن اليهود لن يعيدوا تلك الوثيقة لأهميتها الدينية".
وتتعرض الآثار اليمنية بين الحين والآخر لعمليات تهريب وبيع في مزادات علنية حول العالم وعلى شبكة الإنترنت دون أي تحركٍ جادٍ للحكومة الشرعية لوقف هذه العمليات.

آثار للبيع في تل أبيب
وفي أغسطس 2023، كشف باحث يمني مهتم بالآثار، أن قطعة برونزية نادرة ضمن مجموعة من الآثار اليمنية ستُعرض للبيع في مزاد علني في تل أبيب في اكتوبر من ذات العام، ضمن قطع أثرية تم تهريبها من قبل مهربي آثار أجانب بالتنسيق مع الحوثيين الذين يتاجرون بالآثار اليمنية منذ أول يوم لدخولهم صنعاء محتلين.
وقال الباحث، عبدالله محسن، إنه سيُعرض في المزاد عدد من آثار اليمن، ومن ضمن المعروضات لوحة برونزية يبرز منها وجهان لشابين وسيمين، مشيرًا إلى أن اللوحة ربما تكون من مناطق تمنع أو العود أو ظفار في اليمن.

عمليات نهب ونبش
ومنذ انقلابها على الدولة، عمدت عناصر الحوثي بمشاركة خبراء اثار يهود وامريكان على نبش العديد من المناطق الأثرية اليمنية المحددة وفقا لخرائط اثرية تم جلبها مع الخبراء والمهربين الاجانب للبحث عن كنوز اليمن التاريخية النادرة والوحيدة في المنطقة.
وتسببت مليشيات الحوثي في زيادة مهولة في أعمال النبش والنهب والتهريب لآثار اليمن، وقد عُرض الكثير منها في مزادات في عواصم ومدن أوروبية وأمريكية.
وكان تقرير استقصائي لمركز بحثي يمني قد حصر ووثق 4265 قطعة أثرية يمنية منهوبة ومهربة، تم عرضها في المزادات الإلكترونية منذ انقلاب الحوثيين، منها 2610 قطع أثرية تم نهبها وتهريبها منذ بدء الحرب في 2015.

عرش تاريخي
ومؤخرًا تداول ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي لصورة قالوا انها لعرش أحد ملوك اليمن التاريخيين فشلت عناصر الحوثي في نقله من محافظة  الجوف، الى ميناء الصليف شمال الحديدة بهدف تهريبه للخارج للبيع.
ويظهر في الصورة العرش بعد تحديد موقعه، وهو جاهز للشحن والتهريب إلا أن حجمه حال دون ذلك وأخر العملية التي يتوقع ان تجري في خضم العمليات القتالية والإرهابية في سواحل البحر الأحمر حاليًا.
وخلال الفترة الماضية عمدت مليشيات الحوثي إلى مصادرة ونهب الأثار والمخطوطات من مقار ومباني مكاتب هيئة الآثار في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، بحجة ان تلك أصنام يجب التخلص منها، وهي ثقافة إرهابية متخلفة تحاول الجماعة نشرها في أوساط سكان مناطق سيطرتها بهدف المتاجرة والتربح بتاريخ أمة وشعب وأجيال و إرث إنساني لا يُقدر بثمن ولا يُتاجر به.
وفي عام 2021 نهبت عصابات محتويات متحف "ظفار" في محافظة إب (وسط البلاد) من بينها مقتنيات أثرية تعود إلى عهد الدولة الحميرية التي حكمت اليمن بين عامي 115 قبل الميلاد و752 ميلادية.

إرث إنساني
وعلاوة على حالة التسيب التي طاولت الإرث الإنساني ومواقعه منذ انقلاب الحوثيين، شكّلت الجماعة عامل هدم إضافي بلغ تهريب القطع الأثرية والمخطوطات والمتاجرة بها خارج البلاد، وهذه المرة في مزاد علني.
في هذا الصدد، عرضت عدد من المتاحف العالمية في مزاد عالمي بيع أكثر من 40 قطعة أثرية "ذهبية وبرونزية" من تاريخ اليمن القديم خلال نوفمبر وحده من العام الماضي.
وعرض "دار مزادات تايم لاين في لندن ما يزيد على ستة آلاف قطعة أثرية من أنحاء العالم منها (110) قطع أثرية مصرية، وأكثر من (40) قطعة ذهبية وبرونزية من آثار اليمن القديم".
فيما تم عرض قطع اثرية يمنية تم المتاجرة بها حوثيًا، في مزادات فرنسا وبريطانيا واليابان وإسرائيل.

معالجات حكومية
في شأن المعالجات الحكومية تؤكد الشواهد بأن الأمر "ليس بالسهولة التي يقوم بها فرد أو مسؤول في الداخل أو الخارج، ولكن هذا يحتاج إلى هيئة متكاملة تتحمل مسؤولية منع خروج الآثار ومتابعتها في حال خروجها".
ومؤخرًا وعبر الحلول المتاحة تم استعادة عدد من القطع في إطار العلاقات الثنائية والاتفاقات مع عدد من الدول، كما حصل مع النموذج الأمريكي عندما أعادت الولايات المتحدة أكثر من 70 قطعة وممتلكاً ثقافياً يمنياً، تسلمتها السفارة اليمنية في واشنطن وكذلك في فرنسا، تم التحفظ على 17 قطعة لحين البت فيها قضائياً".