Image

مبادرات فتح طرق تُقابَل بالرفض الحوثي.. ثنائية المراوغة والفوضى.. إنهم "قطّاع طرق"

اثبتت أطراف الصراع في اليمن بعد مرور 13 عامًا على الفوضى التي تسببوا بها في البلاد فيما يعرف بفوضى فبراير 2011، اثبتوا من خلال استخدامهم لـ "ملف الطرق" المقطوعة بين عدد من المدن والمحافظات اليمنية، وسيلة للابتزاز لتحقيق "مصالح ومكاسب آنية وضيقة" على حساب "معاناة اليمنيين" الذي يكابدون منذ بداية الحرب التي فجرتها تلك الاطراف قبل 9 سنوات، للتنقل والوصول إلى وجهاتهم المنشودة.

استغلال للمعاناة 
وكما هو معروف فإن أطراف الصراع وعلى راسها مليشيات الحوثي الارهابية الإيراني, تستغل معاناة اليمنيين التي تسببت بها، لتحقيق أهدافها الضيقة التي تتوافق مع أجندة ايران، ومنها ملف الطرق الذي تحول من ملف وقضية انسانية إلى ملف وقضية ابتزاز ومزايدة لتحقيق مكاسب ميدانية على المستوى المحلي، وتحويله إلى ملف للمساومة لتحقيق مكاسب سياسية على مستوى المشاورات التي ترعاها الامم المتحدة واطراف دولية.
ومع مرور الأيام والشهور والسنوات، تزداد معاناة اليمنيين جراء اغلاق العديد من الطرق الاستراتيجية التي تربط بين عدة محافظات ذات اهمية اقتصادية واجتماعية مثل مأرب وتعز والبيضاء، وخاصة ذات الكثافة السكانية الكبيرة كتعز والحديدة، ومع ذلك ترفض الاطراف خاصة الحوثيين فتح الطرق امام المسافرين والمتنقلين عبرها خاصة المرضى.
فمنذ اتفاق ستوكهولم في ديسمبر 2018 الذي اوقف بموجبها تحرير الحديدة، وتضمن احد بنودها فتح الطرق الرئيسية ومنها طرق تعز، ترفض مليشيات الحوثي ذلك وباصرار غريب ينم عن طبيعة تلك الجماعة التي تحمل حقدا وغيلا كبيرا تجاه اليمنيين.
وتؤكد الشواهد التي تلت ذلك بما فيها المشاورات المستقلة التي جرت في الاردن وجنيف وسلطنة عمان وغيرها من المناطق بشأن محاولة الوصول إلى اتفاق انساني لفتح الطرق في تعز وغيرها من المناطق، بأن مليشيات الحوثي لم تكن يوما مؤيدة او لديها أي مقترحات بديلة لفتح تلك الطرق، كما أكدت انها لم تكن جماعة سلام، خاصة وانها دائما تعمل على المراوغة واللعب على تزييف الواقع على الارض من خلال طرحها مقترحات لفتح طرق بديلة تمر عبر معسكراتها ومواقعها، الامر الذي كان يكشف مدى مراوغتها وكذبها على اليمنيين اولا والمجتمعين الاقليمي والدولي ثانيا.


مشهد الطرق الجديد
وخلال الفترة القليلة الماضية، تسببت مشاهد المعاناة التي يقاسيها اليمنيون عند استخدامهم لطرق بديلة في الصحاري والجبال والسهول والوديان، في رفع الاصوات وتكوين حملات الكترونية للمطالبة بفتح الطرق الرئيسية لتخفيف المعاناة وتسهيل التنقل للمسافرين من جميع الفئات العمرية، والنوع الاجتماعي "ذكور واناث" والمراحل العملية "اطفال وشيوخ وشباب"، فضلا عن تسهيل عمليات تنقل المرضى واصحاب الاحتياجات الخاصة.
وفي تطور لافت استجاب الطرف الحكومي في محافظة مأرب وفي القيادة الرئيسية للقوات التابعة لها، واعلانها فتح الطريق بين مأرب وصنعاء عبر فرضة نهم، فضلا عن استعدادها لفتح جميع الطرق في بقية المحافظات من طرف واحد، كما تم الاعلان عنه الخميس،من قبل قيادة رئاسة هيئة الاركان العامة ممثلة برئيس الهيئة رئيس العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز.

رفض الطرف الآخر
وكما كان متوقعا ، كان رد مليشيات الحوثي على تلك الخطوة والمبادرة التي جاءت تحت ضغوط شعبية ملحة، فقد رفضت الجماعة الايرانية ذلك، وعملت على صياغة مراوغة جديدة بهذا الخصوص.
واعلنت الجماعة عبر القيادي في صفوفها المدعو "علي محمد طعيمان" المعين حوثيا محافظا لمأرب، فتح طريق فرعي من مأرب الى صنعاء، عبر طريق (صرواح- خولان)، وهي الطريق التي تحاول الجماعة إسقاط مدينة مأرب عبرها.
ووصفت اوساط يمنية عدة، مراوغة الحوثيين بأنها مراوغة ثعالب مكارة تحمل في طياتها حقدا دفينا ضد اليمنيين بمختلف اطيافهم وفئاتهم العمرية، خاصة وانها تعمل وتصرح بكل مناسبة تفاوضية تتطرق لفتح الطرق بأن هذا الملف ليس انسانيا وانما ملفا عسكريا،  وذلك للتهرب من المسؤولية والإحراج الذي وضعهم فيه الجانب الحكومي.
وكان عضو مجلس القيادة الرئاسي- محافظ مأرب سلطان بن علي العرادة، أعلن في وقت سابق من عن فتح الطريق الرابط بين مأرب وصنعاء عبر فرضة نهم من جانب واحد.
وذلك بعد ايام قليلة من انطلاق حملة شعبية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت اسم #افتحوا_الطريق، والتي شارك بها مئات الآلاف من النشطاء، وحظيت بتفاعل واسع.
وأكدت المليشيات الحوثية رفضها فتح الطريق الرابط بين مأرب وصنعاء عبر فرضة نهم، من جانبها.
فيما خاطب القيادي الحوثي المدعو حسين الاملحي، المطالبين بفتح الطرق، بصيغة التهديد قائلا: معكم خطين: 1-خط مارب - صروح – صنعاء، 2- خط الصحراء - الجوف – صنعاء.

طرق الحديدة وتعز
وحول المبادرات الحكومية السابقة لفتح الطرق من طرف واحد التي تربط محافظتي الحديدة وتعز ببقية المحافظات و المن اليمنية، كانت مليشيات الحوثي حجر عثرة امام تلك المبادرات بتمسكها واعلانها رفض فتح الطرق، بل وعمدت إلى اعادة نشر عناصرها واسلحتها في كل طريق تعلن الحكومة فتحها من طرف واحد.
ففي الحديدة كانت القوات المشتركة أعلنت العام الماضي اكثر من مرة  فتح طريق حيس – الجراحي، من جانب واحد، بينما لم تتجاوب مليشيات الحوثي مع المبادرة التي خرجت بها سلطات الشرعية.

وعن مدينة تعز المحاصرة منذ تسع سنوات، رفضت المليشيات الحوثية اكثر من مرة، مبادرات شعبية واجتماعية ورسمية واقليمية واممية فتح الطريق الرسمي عبر الحوبان جولة القصر، وتمسكت بمقترحها فتح طرق ترابية فرعية مستحدثة مثل طريق الزيلعي _ صالة _ مدينة تعز، الستين _ الخمسين _ الحصب.
وما أعلن عنه الحوثي الاملحي، هي طرق فرعية، كان الإمام أحمد يسلكها قديما عند قدومه إلى مدينة تعز عبر الدواب، بينما طريق الستين الحصب، فهي طريق استحدثتها مليشيات الحوثي بهدف عسكري لإسقاط مدينة تعز والمواقع العسكرية التي يتحصن خلفها المدنيين.

...قُطّاع طرق
وبين مبادرات الفتح والرفض، تبقى الشواهد مؤكدة بأن اليمن منذ دخولها أتون الفوضى في فبراير 2011 وانقلاب 2014، تحولت إلى غابة صراع بين عصابات اقل ما يمكن وصفها على ضوء معطيات المراوغة لزيادة المعاناة بأنها جماعات "قطاع طرق" يسفكون الدماء وينهبون الممتلكات ويتربعون على عرش العمالة والارتهان لأجندة الإرهاب الخارجي.