Image

الجيش السوداني يستبعد إقرار "هدنة رمضانية"

قال الفريق أول ركن ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش السوداني اليوم الأحد إنه لن تكون هناك هدنة خلال شهر رمضان ما لم تغادر قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية المنازل والمواقع المدنية.

يأتي ذلك بعد دعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى هدنة في رمضان رحبت بها قوات "الدعم السريع"، ووافق المجلس الجمعة على مشروع قرار قدمته بريطانيا لوقف الأعمال القتالية في شهر رمضان بغالبية 14 صوتاً، بينما امتنعت روسيا عن التصويت. لكن آلية تنفيذ القرار لا تزال غير واضحة.

وأشار العطا، في بيان صدر على قناة الجيش الرسمية على تطبيق "تليغرام"، إلى التقدم العسكري الذي أحرزه الجيش خلال الآونة الأخيرة في أم درمان التي تعد جزءاً من العاصمة السودانية.

واستبعد البيان، أي وقف لإطلاق النار في رمضان ما لم تمتثل قوات "الدعم السريع" إلى التزام تم التعهد به في مايو (أيار) من العام الماضي خلال المحادثات التي أجريت بوساطة سعودية وأميركية في جدة بالانسحاب من منازل المدنيين والمنشآت العامة.

وجاء في البيان أيضاً أنه يجب ألا يكون لقائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، أي دور سياسي أو عسكري بالسودان في المستقبل.

تحرك أميركي

يأتي ذلك بينما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية السبت، أن مبعوث الولايات المتحدة الخاص للسودان توم بيرييلو سيزور أفريقيا والشرق الأوسط في الفترة الممتدة من 11 إلى 23 مارس (آذار) الجاري.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية السبت إن مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى السودان توم بيرييلو سيزور عدداً من الدول في أفريقيا والشرق الأوسط بداية من يوم غد الإثنين وحتى الـ25 من مارس.

وأضافت الوزارة أن الزيارة ستوضح "الأولوية التي توليها الإدارة (الأميركية) لإنهاء الصراع في السودان وتلبية الحاجات الإنسانية العاجلة والملحة للشعب السوداني ورسم طريق نحو تشكيل حكومة مدنية ديمقراطية". وستشمل كلاً من أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي وكينيا ومصر والسعودية والإمارات.

الاستعداد للحوار

وعبرت قوات "الدعم السريع"، في بيان السبت، عن أملها في أن يؤدي قرار مجلس الأمن إلى "تخفيف معاناة السودانيين من خلال إيصال المساعدات الإنسانية وتسهيل حركة المدنيين فضلاً عن استغلالها في بدء مشاورات جادة نحو بدء العملية السياسية التي تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار".

وقالت قوات "الدعم السريع"، "مع ترحيبنا بالهدنة الإنسانية المقترحة نعلن استعدادنا للحوار حول آليات مراقبة متوافق عليها لضمان تنفيذها وتحقيق الأهداف الإنسانية المطلوبة".

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" منتصف أبريل (نيسان) 2023 في ظل توترات في شأن خطة الانتقال إلى حكم مدني. ونفذ الطرفان انقلاباً عام 2021 أدى إلى خروج المرحلة الانتقالية عن مسارها بعد إطاحة الزعيم السابق عمر البشير في 2019.

واتخذ الجيش موقفاً دفاعياً من الناحية العسكرية خلال معظم فترات الصراع، واحتلت قوات "الدعم السريع" مساحات واسعة من العاصمة في الأيام الأولى من القتال.

انتشار الجوع

وتقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليوناً، أي نصف سكان السودان، في حاجة إلى مساعدات، وفر نحو ثمانية ملايين من منازلهم، فيما ينتشر الجوع. وتقول واشنطن إن الطرفين المتحاربين ارتكبا جرائم حرب.

كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى هدنة في رمضان.

وذكر سفير السودان لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن يوم الخميس أن قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الحاكم عبدالفتاح البرهان يرحب بدعوة غوتيريش لكنه يتساءل عن كيفية تنفيذها.

وقالت وزارة الخارجية السودانية إن نجاح أي دعوة لوقف إطلاق النار يتطلب انسحاب "الدعم السريع" من مناطق تشمل ولايتي الجزيرة وسنار وعدة مدن في دارفور معقل قوات حميدتي.