Image

مصر تشدد على رفض أي تدخلات خارجية تعيق حل الأزمة السودانية

شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على أهمية التعامل مع النزاع في السودان، باعتباره «شأناً سودانياً خالصاً»، رافضاً تدخل أي أطراف خارجية في الأزمة، بشكل «يعيق جهود احتوائها».

واستقبل شكري، الاثنين، المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو، الذي يزور القاهرة في إطار جولة إقليمية تستهدف التشاور حول سبل إنهاء الأزمة في السودان، وفق بيان للمتحدث باسم الخارجية المصرية.

وأعرب شكري للمبعوث الأميركي عن ترحيب مصر بتوليه منصبه، وحرصه على زيارة القاهرة في أول جولة خارجية له بعد توليه منصبه، وما يمثله ذلك من إدراك لما تمثله مصر من رقم فاعل ومحوري في حل الأزمة في السودان.

وأحاط شكري المبعوث الأميركي بالاتصالات المصرية مع الأطراف السودانية المختلفة، والجهود الدبلوماسية التي قامت بها مع القوى الدولية والإقليمية والمنظمات الأممية والدولية، سواء عبر مسار دول الجوار أو غيره، لنقل رسائل أساسية مفادها ضرورة وقف التصعيد والتوصل لاتفاق مستدام لوقف إطلاق النار، والحفاظ على تماسك الدولة السودانية ومؤسساتها ونسيجها الاجتماعي، بالإضافة إلى حض المجتمع الدولي على توفير كل المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة لسد احتياجات الشعب السوداني.

وأكد شكري أهمية أن تشمل أي عملية سياسية مستقبلية كافة الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة الداخلية السودانية، على أن تتم تلك العملية في إطار مبادئ احترام سيادة السودان، ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها ومنع تفككها.

وأشار شكري إلى جهود الدولة المصرية لتقديم الدعم اللازم للشعب السوداني منذ بدء الأزمة، واستقبالها لأكثر من نصف مليون مواطن سوداني، بالإضافة إلى أكثر من 5 ملايين سوداني آخرين يعيشون في مصر دون تفرقة بينهم وبين المواطنين المصريين، منوهاً بحرص مصر على الاستمرار في تقديم الدعم الإغاثي والتنموي والخدمي للسودان في محنته الحالية.

تناول الجانبان خلال اللقاء -وفق بيان الخارجية المصرية- الجهود المصرية الحالية لتهيئة المناخ السياسي في السودان، والتي تعكس حرص مصر على التواصل مع كافة الأطراف السودانية الفاعلة، تأكيداً لمبدأ شمولية العملية السياسية.

ونقل بيان الخارجية عن المبعوث الأميركي تأكيده إدراك الإدارة الأميركية لأهمية دور مصر، وتأثيرها في المنطقة، ومحورية دورها في أي حل مستقبلي للأزمة السودانية. وحرص المبعوث الأميركي على الاستماع إلى تقييم وزير الخارجية المصري بشأن السبيل الأمثل للخروج من الأزمة الحالية في السودان، تأسيساً على ما تتمتع به مصر من خبرة وفهم عميق لتعقيدات المشهد السوداني، وعلاقتها التاريخية بالفئات الاجتماعية والسياسية المتنوعة على الساحة السودانية.

وأشار المتحدث إلى أن الجانبين اتفقا على مواصلة التشاور والتنسيق بين البلدين خلال المرحلة القادمة؛ حيث أكد وزير الخارجية على أن الولايات المتحدة، لما لديها من قدرة وتأثير، تستطيع أن تقدم الكثير لدعم السودان ومساعدته على الخروج من محنته الحالية.