Image

في جلسة نقاشية واسعة.. مدير ثقافة تعز يضع موجهات المرحلة

نفذ مكتب الثقافة في تعز، جلسة نقاشية ولقاءا موسعا، مع عدد من المثقفين والأدباء في تعز، بهدف بحث الأولويات الثقافية للمرحلة القادمة.

وقال وكيل المحافظة المهندس رشاد الاكحلي في كلمة السلطة المحلية نيابة عن محافظ المحافظة، أن تعز تتميز بموروث ثقافي متنوع ويجب أن ناخذ من تلك الثقافة مايناسب مجتمعاتنا وأن نوظفها توظيفاً صحيحا لبناء المجتمع على اسس سليمة متوازنة.

مؤكدا دعم قيادة السلطة المحلية لمخرجات هذه الجلسة النقاشية وما ستبلور فيها من مقترحات وتوصيات بعين الاعتبار والخروج برؤية ثقافية تخدم المحافظة .

وقال عبدالله العليمي مدير عام مكتب الثقافة، أن أي حراك ثقافي لا يُحدث تصحيحا في الوعي والسلوك، ولا يحقق نتائج مستدامة، سيكون حراكا مشكوكا فيه.

وأكد أن مكتب الثقافة لن ينفصل عن قضية تعز الحقيقية، داعيا مثقفي تعز لحشد جميع الأصوات نحو عدوها ممثلا بمليشيا الكهنوت «وهو ليس عدو تعز فقط بل عدو الثقافة أينما كانت وأينما ولدت».

ودعا الأصوات الثقافية إلى نبذ التطرف والتطرف المضاد، موضحا «قد تكون حالة الانقسام والاختلاف طبيعية لكنها في مرحلة غير طبيعية، ومستقدمة من الماضي الذي قدمت منه الإمامة».

وقال أن اللقاء الموسع الذي دعا إليه المكتب برعاية محافظ المحافظة يهدف إلى اشراك المثقفين والمبدعين جميعا في قراءة الواقع الثقافي الراهن وتحديد أولويات المرحلة.

مشيرا إلى أن المكتب يبدأ نشاطه من الصفر، كما ثمن جهود فريق مكتب الثقافة في مختلف المراحل، داعيا الحاضرين إلى« الاسهام الفاعل في تقديم رؤى ومقترحات تخدم تعز وثقافتها».

ونوه أن مكتب ثقافة تعز سيتكئ في نشاطه القادم على أمرين «المخزون البشري المثقف والمتطلع والإرث الثقافي الحضاري الرهيب».

وقال «تتكئ تعز على إرث ثقافي كبير، باعتبارها اللبنة الثقافية والفنية الأولى في الساحة الوطنية، كما تستند تعز على مخزون بشري رهيب ومبدع، لكنه محكوم بفوضوية محلية وأخرى كونية» في إشارة واضحة إلى  فوضى الحرب في مقابل فوضى القرية الكونية الواحدة التي تقضي على التنوع الثقافي.

واعتبر أن الثقافة في تعز تعيش حالة من  الفجوة والفراغ، بين مخزونها البشري وإرثها الحضاري، مؤكدا أن ردم الفجوة هي وظيفة الثقافة الأولى «انطلاقا من مفهوم المسؤولية الاجتماعية الخلاقة، المفهوم الأول الذي قامت عليه ثقافة اليسار، والمسؤولية الدينية الأخلاقية كمفهوم لليمين».

ووضع عدد من الموجهات للمرحلة القادمة من بينها «حشد الدعم لترميم وتجهيز المركز الثقافي وتجهيز مبنى التراث بالباب الكبير بالتعاون مع المكتب المختص، وتسهيل تفعيل الاتحادات الثقافية، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في الفنون والتوجه نحو انشاء معهد للفنون، والتنسيق مع الجامعات والمدارس لإضافة مناهج فنية ضمن حصص الأنشطة».

كما وضع «ثقافة الطفل والثقافة الرقمية» من بين موجهات العمل للمرحلة المقبلة، ناشدا التفاف الأدباء والفنانين والمثقفين لتحقيق التدخلات المنشودة.

وقال أن المكتب سيستند في نشاطه، على الأصوات الثقافية الحية في تعز، والرؤى والدراسات لنخبة الأكاديميين للخروج ببرامج بعيدة المدى «ولتحقيق ذلك سيكون علينا أن نستند إلى قاعدة بحثية ورؤى أكاديمية مختصة» مؤكدا أن « ثاني طموح لمكتب الثقافة هو دفع السلطة المحلية ومختلف الجهات الداعمة نحو انشاء مركز تعز للدراسات الفكرية والثقافية».

كما أكد أن قطاع الثقافة في تعز أمام مهام جسيمة «وهي جسيمة لأنها تضعنا في مواجهة مسؤولية معالجة التداعيات الخطيرة لثقافة الهدم والخراب الحوثية على الجيل وعلى التنوع والإرث الثقافي».

كما وعد بأن المكتب سيضع من بين أولوياته «تشجيع تنفيذ أعمال وبرامج ودراسات وأنشطة  مختصة بالتراث الشعبي، توثيقه وقراءته وتنقيته من الخروقات السلالية وتجديده، غناءًا وممويلا وأهازيجا ولبسا ورقصا وتوشيحا وموالدا وتصوفا».

وقال «سنحرص على تقديم مختلف الدعم للفرق الفنية المنتشرة في تعز والتي بقيت دون احتواء وكذا معامل ومشاغل الحرف اليدوية».

وشدد على أهمية التوجه الجمعي نحو استعادة حقوق المثقفين والأدباء التي أهدرت خلال الحرب وحفظ حقوق ضحاياها من مثقفين ومفكرين وكتاب.

كما دعا المشاركين إلى تقديم المقترحات والرؤى في عصف ذهني سيعمل المكتب على أخذه في الاعتبار وتنظيمه بما يضع تصورا كاملا لموجهات المرحلة المقبلة.

وقدم عدد من المثقفين والأدباء، خلال الجلسة، رؤى مختلفة ومتسقة لما ينبغي أن يكون عليه أداء المكتب في المرحلة المقبلة، وما تنتظره الأصوات المثقفة من المكتب والسلطة المحلية.