الوحدة إرادة و مصير شعب
أيام قلائل وتحل علينا ، الذكرى الـ 34 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية الخالدة في الـ 22من مايو 1990 ،وهي الذكرى التي تأتي في ظل متغيرات وطنية وسياسية كبيرة تشهدها اليمن التي تخوض حرب الخلاص من عصابة الحوثي الانقلابية التي دمرت منحزات الشعب، وشتت ابناءه وحوَّلتهم إلى لاجئين بالداخل والخارج .
إن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية فى الثانى والعشرين من مايو المجيد، وهو اليوم الأغر الذى توج محطات الكفاح الطويلة، وتضحيات ونضالات شعبنا اليمنى الأبى شمالا وجنوبا، وتجسدت فى ذلك اليوم الخالد ثمرة أهداف ومبادئ الثورة اليمنية فى الـ 26 من سبتمبر والـ 14 من أكتوبر.. وعبَّرت عن تطلعات اليمنيين من أجل التحرر من عهود الإمامة والاستعمار والتشطير، وأسدلت الستار على حقبة من الصراعات الدموية والتسلط على رقاب شعبنا المناضل.
إن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية يبقى منجزًا شعبيًا بامتياز، تجاوز فيه شعبنا رغبة المستعمر والكهنوت على السواء وصنع الجغرافيا التى تعكس حضارة شعب عريق ممتد فى شعاب التاريخ ولهذا عبَّر عنه شعبنا العظيم بالترحاب والقبول لحظة ميلاده فى يوم 22 مايو المجيد.
مما لا شك فيه، أن الممارسات الخاطئة والسلوكيات المسيئة، لا تقلل من شأن الحدث التاريخى بقدر ما تعبر عن سوء من ارتكبها فى حق الوحدة والشعب على السواء .
فلن يتخلى اليمنيون عنها ولن يفرطوا فيها ولن يسمحوا لأحد العبث بها او التآمر عليها كونها شرف اليمنيين جميعًا ومستحيل ان يفرط اليمنيون في شرفهم أو يسمحوا لأي كان أن ينتهك الشرف فمهما شابتها من غيوم فهي بمثابة سحابة صيف وستزول..
اليمنيون في كل محفل ومناسبة يؤكدون للعالم أجمع بأن الوحدة اليمنية قدر ومصير شعبنا العظيم مهما برزت من اختلافات في المفاهيم وتعدد في الرؤى وتنوع في الآراء والأفكار ووجهات النظر، فكل هذه الأشياء لا تفسد للود قضية ولا تؤثر على النسيج الاجتماعي الوحدوي اليمني الموحد أرضاً وإنساناً وإيمانا وهوية وانتماءً..
كعادتها، تعيد ذكرى تحقيق الوحدة اليمنية التذكير بالجهود الكبيرة والنضالات العظيمة التي قدمها شعبنا اليمني، وبذلها مع قواه الوطنية، وكان تحقيق هذا المنجز التاريخي الهام، حصيلة نضال وكفاح مجتمعي وتاريخي طويل، خاضه شعبنا اليمني، في شمال الوطن وجنوبه، فهي حبل النجاة الكفيل بالخروج من بئر الانقلاب الذي تحول إلى مستنقع للموت والعداوات والتشرذم والحروب.
فالوحدة اليمنية، لم تأتِ من فراغ، بل جاءت كحصيلة وثمرة لنضالات اليمنيين، وتحقيقا لأهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، واستجابة لنداء الثوار الأحرار، وتجسيدًا لطموحات وأحلام الشعب بكل فئاته، كما أنها لم تكن مجرد نزوة عابرة، او تعبير عن مزاج متقلب، وإنما جاءت تجسيدًا لتطلعات وأهداف وطنية، تمت صياغتها وتبنيها عن وعي وإدراك وتصميم ونضال، ولذا فحريّ بجميع القوى السياسية والشعبية اليمنية استشعار المسئولية الوطنية في سبيل إحياء هذه الذكرى الغالية على قلوب الجميع، والاحتفاء بها، وإعادة الاعتبار لها، من خلال تعزيز قيم الشراكة الوطنية لإنقاذ البلد من كارثة الانقلاب الكهنوتي الحوثي.