إليكِ اكتب ياغزة..

02:25 2024/04/07

أين أجد الكلام الذي يستوعب كل ما في قلبي، وما في قلبي إلا الوجع ياغزة هاشم الجريحه؟

ها أنا حررت قلمي ليمطر بكائه عليكِ حروفٌ من القلب الذي ملأتهِ حبًا فبات عاجزًا عن مداراةُ ضعفه أمام صمودك وبسالة رجالك وقداسة تلك الأشلاء ونزيف الدماء وأرواح الشهداء وركام المنازل وأنيين الجرحى واحوال المشردين وخيام النازحين ووجع الأمهات والأباء..

إليكِ أكتب يا غزة وأنا أغوص في دهاليز الدموع ربما تتساءلين لماذا خذلانك؟! ولأنني أخشى أن تفوح رائحة الأجابه، فتتبخر منها رائحة العار الذي حل بهذه الأمه فيعلم الناس بأمر المنبطحين من أمتنا المتهالكه والقابعه  تحت الخوف كل الخوف أن يقعوا ولو ليوم عيد الفطرالمبارك رجال حتى يقفون في وجه العدو الصهيوني المحتل والغاشم لأجل إيقاف هذه المجازر اليومية التي يرتكبها بحقك يا غزة لكنهم لا يمتلكون  الجراءه  ما يفوح  من رائحة دماء أبنائك في هذا الشهر الكريم يوجع قلبي من كثر عبق الحب واحساسي بالخذلان لك.

أتعلمين أيتها الصامده الصابره: بأني لم أجد مدينة مثلكِ؟! ليقيني التام أن كل المدن لا تحمل صفاتك المليئه بالشجاعه والشموخ والعزة؛ لا يمكن توافرها في أي شعب أو قوم  قط! فهى بالأحرى صفاتٌ رجال ونساء وأطفال وشباب وبنات غزة حينما أتحدث عنك فأنا أتحدث عن أسطورة نسجتها الأبطال والدماء الزكيه في أرضك ولكنني لا أدري أي عمل في حياتي غير الكتابه عنك استطيع اعمله لأجلك حتى يرزقني الله بكرم نصرتك في مواجهة الكيان الصهيوني تجلت فيها معنى كبير يخبرنا كم أنت عظيمه ياغزة، فلم يلبث  الأحرار كثيرًا حتى وقعوا صرعا في حبهم لك، ولم يكن هذا الحب بدافع التعاطف والشفقه بل كان بصفة الرجوله  والبطوله التي  تصنعينها بتلك المقاومه والإمكانيات المحدودة أمام  أقوى الجيوش والدول  الاستعماريه وأسلحتهم ولأجل ذالك كنت قادره على رفع سقف التحدي والصمود، وكيف لإنسان  يمتلك ولو ذرة كرامه أن لايكون يحب هذا  العنفوان والمجد الكبير الذي تسطرين به التاريخ مجدداً لأجل ذلك، فقط أحببنكِ لأنكِ أنتِ أنتِ فقط عنوان العزه والكرامة والتاريخ..

إن الحديث عن الأرواح البريئه وعدد الشهداء يجعل عيني تغرق بالدموع، ولكني أحيانا أنظر إليكَ بها نظرات منتصر ممتلئ بالعزة والفخر صدقيني يا غزة تهرب مني بعض الكلماتُ ويبقى الشعور بالفخر بما تقدمي لهذه الأمه الهزيله  كأنها تقول لي خذ هذه النظرة وانظر لأبطال غزة أنت بها لِتتطلع على هذا المجد الذي يصنع لهذا ياغزة الأمجاد ياغزة هاشم لا بأس يا عزيزتي ستكونين منتصره بإذن الله رغماً عن خذلان العرب والمسلمين وتحالف  الصهاينة والمشركين.