أفشلت جميع الجهود والوساطات .. مليشيات الحوثي تواصل تعميق معاناة اليمنيين بإغلاقها الطرق

واصلت مليشيات الحوثي الارهابية " وكلاء إيران"، اللعب على مشاعر اليمنيين المتلهفين لرفع المعاناة عنهم من خلال فتح الطرق المغلقة من قبل الجماعة منذ 10 سنوات،  بإعلانها، الجمعة، فتح الطريق الرابط بين صنعاء ومأرب.


ونقلت مصادر اعلامية يمنية، عن القيادي الحوثي المنتحل صفة مدير أمن مأرب عبدالله رهمة، تأكيده بان الطريق الرابط بين مأرب وصنعاء عبر مديرية صرواح مفتوحا امام حركة السير، في حين تؤكد مصادر اعلامية عربية توقف جهود الوساطة بشأن فتح الطرق نتيجة تعنت الحوثيين. 
وتستغل مليشيات الحوثي الارهابية المناسبات الدينية وحركة المواطنين بين المحافظات لزيارة اقاربهم كما حدث بداية شهر رمضان وحاليا عيد الفطر المبارك، لإطلاق مبادرات وتصريحات متعلقة بالطرق، لتحقيق مكاسب ضيقة تخدم اهدافها العسكرية والسياسية.


وكان وكلاء ايران في اليمن "الحوثيين" أعلنوا في فبراير الماضي فتح طريق فرعي بين صنعاء ومأرب عبر مديرية صرواح، وهي طريق غير صالحة لمرور جميع المركبات فيها نتيجة وعورتها، وذلك في اطار متاجرة الجماعة بمعاناة اليمنيين لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية واقتصادية.

تحميل المسؤولية 
وتبادل طرفي الصراع في اليمن التهم بشأن عرقلة فتح الطرق، الا ان الشواهد على الواقع تؤكد بان مليشيات الحوثي هي المعرقل الرئيسي لجهود فتح الطرق الرئيسية خاصة طريق تعز – الحوبان، ومأرب – صنعاء عبر نقيل نهم، وطريق الضالع – صنعاء، والراهدة – لحج، وعقبة ثرة بين البيضاء وأبين، وطريق حرض – حجة، وغيرها من الطرق التي اغلقتها الجماعة منذ 10 سنوات.

توقف جهود الوساطة 
وتواصل مليشيات الحوثي ممارساتها العدائية التي تفاقم معاناة ملايين اليمنيين من خلال إصرارها على إغلاق الطرق الرئيسية، وهو ما تسبب في إعاقة حركة تنقل الجماهير والبضائع بين المحافظات المختلفة.
وكشفت صحيفة "الاتحاد" الاماراتية، عن توقف جهود وساطة فتح الطرق المغلقة منذ أكثر من 10 سنوات بسبب تعنت جماعة الحوثي التي وضعت شروطاً تعجيزية لفتح طريق مأرب نهم صنعاء.
ونقلت الصحية عن مصادر يمنية، تأكيدها أن جماعة الحوثي تستغل ملف الطرق لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية على حساب معاناة ملايين اليمنيين الذين يجدون صعوبة كبيرة في عملية التنقل، إضافة إلى تعثر حركة نقل البضائع والسلع الغذائية، وهو ما يفاقم تداعيات أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن.
وترى المصادر، بأن إعادة فتح الطرق ضرورة ملحة، وخطوة أساسية لأي حل للأزمة الاقتصادية والسياسية التي يشهدها اليمن، إضافة إلى كون ذلك أهم وأبرز خطوات تخفيف تداعيات الأزمة الإنسانية التي يُعاني منها الشعب، شمالاً وجنوباً، لا سيما أنها بلغت حداً لا يمكن السكوت عليه بأي حال.

تعنت وحجرة عثرة 
وكانت الوساطة المحلية اليمنية تأمل في إعادة فتح طرق رئيسية بين محافظتي مأرب وصنعاء وفتح طرق تعز خلال شهر رمضان المبارك، ولكن وقفت جماعة الحوثي حجر عثرة أمام جهود الوسطاء، وسعت إلى إخفاء عدم رغبتها بفتح الطرق من خلال إعلانها عن افتتاح طرق بديلة غير رئيسية لا تحقق الهدف المطلوب في التخفيف من الأعباء.
ووفقا للمصادر اليمنية، فإن الشعب اليمني هو الذي يتحمل تداعيات الأزمة، ويتجسد ذلك بشكل واضح في الغلاء الناتج عن إغلاق الطرق وصعوبة نقل البضائع والسلع، فضلا عن كون القضية انسانية وتحظى بأولوية واهتمام لا تقبل التراخي فيها.

مبادرات للمتاجرة 
وسبق أن اعلن طرفي الصراع في اليمن عن مبادرات فتح طرق سبقت شهر رمضان المبارك، كانت عبارة عن متاجرة بمعاناة المواطنين، والتنصل عن ممارسة أي جهود حقيقية فيما يتعلق بفتح الطرق المغلقة منذ 10 سنوات.
وفي هذا الصدد تم الاعلان مبادرات حكومية لفتح طريق مأرب – صنعاء عبر نقيل نهم، ردت عليها الجماعة الحوثية باعلان فتح طريق فرعي بين صنعاء ومأرب عبر مديرية صرواح غرب مأرب، وهي طريق بديل يمر عبر خولان إلى مديرية صرواح لا تتسع لمرور ناقلات البضائع وحافلات الركاب.
كما تم الاعلان عن مبادرة فتح الطريق الرئيسية الرابطة بين مدينة تعز ومنطقة الحوبان شرق المدينة عبر منفذ منيف، لترد الجماعة الحوثية باعلان فتح طرق فرعية تربط شارع الستين بشارع الخمسين ومنه الى مدينة النور بتعز وهي طريق غير صالحة لمرور المركبات بجميع احجامها، وهي طريق عسكري يخدم اهداف الجماعة القتالية.

تعميق المعاناة الانسانية
وتواصل جماعة الحوثي الارهابية تعميق المعاناة الانسانية لليمنيين من خلال رفضها جميع المبادرات والوساطات المحلية والدولية والاقليمية لفتح الطرق، او حتى اطلاق الاسرى وصرف المرتبات، وهي لا تهتم بأي خطوة أو مبادرة تخفف من معاناة اليمنيين، بل بالعكس تعمل على ممارسات مزيد من الأعمال العدائية والاجرامية ضدهم.
وأوضحت دراسة لمركز الدراسات والإعلام الاقتصادي اليمني أن جماعة الحوثي ألحقت أضراراً بالغة بنحو 29% من إجمالي شبكة الطرق داخل المدن، وتعرض نحو 500 كيلومتر من الطرق للتدمير الكلي، و50% من شبكة الطرق في مدن الحزم وتعز وصعدة ومأرب لضرر بالغ.
وفي السياق نفسه، تعمدت جماعة الحوثي إفشال الاتفاقات الأممية المعنية بفتح الطرق بين المحافظات، ومن بينها اتفاق ستوكهولم العام 2018 الذي نص على رفع الحصار عن محافظة تعز، وفتح الطرق بين الحديدة والمحافظات المجاورة.