طهران ـ تل أبيب .. جيم أوفر !!

11:49 2024/04/21

ما إن إنطلقت صافرات الـ إنذار فى إسرائيل إيذانا ببدء الهجوم الإيرانى المرتقب والمعلن عنه مسبقا من قبل إيران ، ضحكت ضحكة صفراء ، فطن إليها مضيفى الذى ظن أنها حرب عالمية جديدة فى الشرق الأوسط بدأت رحاها تدور ، ويمكن أن لاتقل وطأه عن الحربين العالمية ” الأولى والثانية ” ، بهدوء تام ناولته مقال لى يعود تاريخه إلى نوفمبر الماضى 2023 بعنوان : نصر الله .. أنا لا أكذب ولكنى أتجمل !! وما أن فرغ من قراءته والدهشة تعلو وجهه ، وظل مشدوها لفترة ليست بالقليلة .

ضحكت وقلت إيران لم ولن تلعب دورا فى الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل ، ياعزيزى لـ ” ثلاثة عقود ” ونحن نقرأ ونسمع التهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران وتل أبيب ، ولكنه ضجيج بلا طحين ، هم أعداء فى الظاهر أصدقاء فى الباطن ، إيران وإسرائيل ” رأسين فى طاقية واحدة ” ، ياعزيزى وفقا لـ يديعوت أحرونوت : فإن حجم الـ إستثمارات الـ إسرائيلية فى إيران تجاوزت الـ 30 مليار دولار ، وهناك 200 شركة نفط إسرائيلية لها علاقات تجارية مع إيران ، وتستثمر فى مجال الطاقة ، وشركات إسرائيل لها أفضلية فى الـ إستثمار داخل إيران .

وقد تجاوز عدد يهود إيران فى إسرائيل الـ 200 ألف يهودى أغلبهم من رجال المال والأعمال ، وقيادات فى الجيش . ويكفى أن ” ثلثى ” الجيش الـ إسرائيلى هم من يهود إيران ، وأكثر المستوطنات فى إسرائيل يقيم فيها يهود من إيران ، وتعتبرهم إسرائيل مواطنين مهاجرين ، واليهود عامة يقدسون إيران أكثر من فلسطين ؛ وهى مكان يحج إليه اليهود من كل العالم ، وفى إيران مايقرب من الـ 30 ألف يهودى ” . وإيران هى أكبر دولة تضم تجمعات لليهود خارج إسرائيل ” !! .

لسنوات طويلة ظلت الولايات المتحدة الأمريكية تجعل من إيران ” فزاعة ” لدول الخليج بغية أن تظل أمريكا هى ” الألفة ” على المنطقة بأكملها ، والمسيطر على ثرواتها فى مقابل بقاء حكامها على عروشهم ، ولكن كما ذكرت على أرض الواقع ” واشنطن وتل أبيب وطهران ” هم ثالوث الشر فى المنطقة بأسرها ، حلفاء فى الباطن اعداء قى الظاهر ، لعبة قديمة ” قذرة ” من ألعاب الإستعمار إياها ، ومحفوظة عن ظهر قلب .

دوت صافرات الـ إنذار فى إسرائيل وقد أطلقت إيران وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية ” 185 طائرة مسيرة و110 صاروخ أرض- أرض و 36 صاروخ كروز ” الهجوم الـ إيرانى الذى جاء ردا على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق إستغرق 5 ساعات ، جاء محاولة لـ تهدئة الشعب الإيرانى ومن قبل رد كرامته ، وعن الهجوم قالت صحيفة هآريتس الإسرائيلية إنه ” أول هجوم تشن فيه طهران هجوما عسكريا مباشرا على إسرائيل رغم عقود من العداء” بينهما

فى الواقع إنتابتنى حيرة ، استقبلتها بالضحك على مجمل التصريحات التى قرأتها بعد أن تابع العالم لبعد منتصف ليل السبت الماضى فصول مسرحية هزلية هابطة ، نجحت أمريكا فى إسدال الستار عليها سريعا بعد أن إدعت فيها إيران أن الضربة التى وجهت إلى إسرائيل جاءت بشكل دقيق ومدروس وحققت كل أهدافها ، وزاد قائد الحرس الثورى الإيرانى الطين بله وقال : كان بإمكاننا شن عملية واسعة النطاق على إسرائيل ، لكنه حقيقه لم يذكر سبب إكتفاءه بهذه الرشقة من ” صواريخ العيد ” كما وصفها رواد وسائل التواصل الإجتماعى فى مصر .