
الحوثيون يبحثون عن جواسيس لإسرائيل بين صفوفهم وحملات اعتقالات واسعه
تثير حملة الاغتيالات الإسرائيلية بحق قادة الحزب اللبناني الشيعي قلقًا داخل عصابة الحوثي، خاصة بعد رحيل حسن نصر الله وضعف نفوذ حزب الله. وتظهر تساؤلات حول دور الحوثيين كمشاركين فعّالين داخل محور إيران في منطقة الشرق الأوسط.
وأكدت المصادر، أن قيادات مليشيا الحوثي تعيش حالة من الريبة والقلق من تواجد جواسيس تعمل لصالح إسرائيل وأمريكا بعد مقتل قيادات من حزب نصر الله والحرس الثوري الإيراني في لبنان وتلقيها تهديدات بتصفية من هم برأس الهرم الانقلابي، وفي مقدمتهم زعيم الإرهاب عبد الملك الحوثي.
وأكدت المصادر، أن العاصمة صنعاء المحتلة تكاد أن تكون خالية من قيادات الصف الأول وان تحركات الحوثيين أصبحت قليلة وحذرة وبسرية حتى من الخبراء العسكريين الإيرانيين باستثناء منتحل صفة سفير طهران الحاكم الفعلي والمسيطر على كافة القيادات الحوثية .
وقال مسؤولون في عصابة الحوثي، إن المليشيا تأخذ على محمل الجد التهديدات الإسرائيلية والأمريكية باغتيال قادتها في صنعاء والمحافظات الأخرى التي تحت سيطرتها.
وأشارت المصادر إلى أن زعيم الحوثيين وقيادته يتحركون ضمن إجراءات أمنية صارمة لعقد الاجتماعات والتنقل بين المناطق. ويتم التواصل عبر دائرة اتصال مغلقة تم تطويرها مؤخرًا.
وعلى نفس الصعيد شنّت عناصر جهاز الأمن الوقائي التابع لمليشيا الحوثي، حملة اعتقالات واسعة استهدفت عدداً من المشرفين الميدانيين في كل من صنعاء ومحافظة حجّة; بحثًا عن جواسيس اسرائيليين بين صفوفهم.
وأفادت المصادر، أن حملة المليشيات جاءت بشكل مفاجئ، وشملت اعتقال العديد من الشخصيات القيادية المشرفة على أنشطة الحوثيين في المناطق المذكورة، حيث تم اقتيادهم إلى مواقع غير معلومة، ولم يتم الكشف عن أماكن احتجازهم حتى الآن.
وأضاف المصدر أن هذه الحملة الواسعة لم تكن الأولى من نوعها، إذ سبقتها حملة مشابهة طالت عددًا من المقربين من قيادات الصف الأول في المليشيا، ما أثار موجة من التكهنات حول دوافع هذه الإجراءات الصارمة، خاصة في ظل التكتم الشديد الذي يحيط بأماكن اعتقالهم والظروف التي يخضعون لها.
ورغم عدم صدور بيان رسمي من جهاز الأمن الوقائي الحوثي يوضح أسباب هذه الاعتقالات، فإن توقيتها يتزامن مع حالة توتر ملحوظ داخل أروقة الأجهزة الأمنية التابعة للمليشيا، ما يشير إلى احتمالية وجود صراعات داخلية أو إعادة ترتيب لصفوف القيادات في ظل ضغوط متزايدة على الجماعة.
وبحسب المصادر يتوقع الحوثيون ردًا إسرائيليًا على إيران بعد الهجوم الصاروخي الضخم الذي شنّته إيران ردًا على اغتيال قادة فلسطينيين ولبنانيين. وتملك الحركة معلومات عن قائمة تصفية للقيادة الحالية وقد تم استبدال معظم القادة بأشخاص من أقاربهم من الدرجة الأولى للحفاظ على سلامتهم مما ادى إلى أن
الحملة الجديدة تعكس، وفق مراقبين، حالة الإرباك والاستنفار التي تسود أوساط مليشيا الحوثي في الآونة الأخيرة، وربما تمثل جزءًا من محاولاتها للسيطرة على أي تحركات قد تشكل تهديدًا لاستقرار الجماعة من الداخل.