الأوغاد !
لا تزال الضربات الأمريكية تنهال بشراسة على المدن اليمنية- كأنها القيامة- ولا تزال الخسائر تتوالى لحظة بعد أخرى، خسائر البنى التحتية والمنشآت اليمنية والمصانع والمطارات و بالتالي انهيار كامل للاقتصاد اليمني اكثر وأكثر. وفي المقابل يتباهى الحوثي بغزواته المكوكية، و الذريعة غزة، بينما اليمن تحترق..
الوغد الحوثي يتباهى انه جعل لليمن سيادة وعزة، فأين هذه السيادة والعزة وقد جعلت اليمن مسرحًا مفتوحًا لصراع الجبابرة وتصفية حساباتهم على أرضنا، و فتحت الباب على مصراعيه والسماء من كل جانب لكل القوى الإقليمية والدولية لتقصف اليمن وتدمره، ومؤخرًا دخل لاعب-أقصد قاصف- جديد على الخط، "اسرائيل" ولا ندري ماذا تخبئ لنا الأيام القادمة من كوارث سببها الحوثي المعتوه.
وبين قصف امريكي- إسرائيلي شرس وعربدة الحوثي الماجنة، يظل الواقع اليمني الإنساني أشد قساوة، وأكثر حرقة من غزة نفسها، يزداد مأساوية يوما بعد آخر، يسلب من المواطن اليمني كرامته وعزته وحياته وعجزه عن مواجهة كل هذا الصلف .
لم تعد الحرب في اليمن مجرد صراع على السلطة بين حوثي وشرعية، بل صار الأمر اكثر تعقيدًا، وتحوّلت إلى حرب طويلة الأمد، خرجت عن السيطرة مع دخول متصارعين دوليين إلى المشهد، بأجنداتهم الخاصة.
وصلنا لأقبح وأبشع مرحلة. في تاريخ اليمن، لوثها وحطمها ذيل إيران "الحوثي" داخليًا ، وخارجيًا استجلب الأغراب والدخلاء والأوغاد لتدمير الحاضر ولضياع وقتل المستقبل.
ورغم كل هذا الشتات وسكاكين الغدر والقتل والقصف تنهال على اليمن من كل حدب وصوب، لم نسلم من طعنات الأشقاء أيضًا، فطعنات القريب أشد وطأة ونزفا من الغريب. فبكل بجاحة ، ها هو التكتل العربي يطالب التحالف بالضغط على البريطانيين والامريكيين لغزو اليمن. وكأننا كان ينفقصنا هذا التكتل الوغد الذي لا نتشرف أن يمثلنا كيمنيين وكعرب لأنه "عار".
حقًا، لا أدري أي عروبة تلك التي تجعل دماءنا بنظر بعضنا البعض كعرب رخيصة جدًا حد الوجع!.. ولا أدري اي قومية عربية تلك التي حولت حميتهم العربية واستنكارهم لرماد تذروه الرياح وهم يرون يمننا قد صار مرتعًا للأوغاد الأجانب. ولم نعد بحاجة لأوغاد عرب ليزيدوا النار اشتعالا. نعم انتم عرب أوغاد اخجلوا قليلًا، لكن ورغم كل شيء، ورغمًا عنكم سيعود اليمن اقوى مما كان حينها ستندمون على مواقفكم هذه الرخيصة.