Image

السخرية وحدها غير كافية.. كيف تعاطى اليمنيون مع دعوة الحوثيين إلى التبرع لحزب الله؟

موجة من التهكم والسخرية اللاذعة والانتقادات الحادة في اليمن تجاه حملة تبرعات نظمها المتمردون الحوثيون الموالون لإيران تحت يافطة دعم حزب الله والذي يعاني أزمة مالية من مفاعيل الحصار الأمريكي على إيران.
 
ومن المفارقات الدعوة إلى التبرع لحزب الله في لبنان، وفي ظل ظروف قاسية جداً.. في بلد مثل اليمن يعاني من مضاعفات الانقلاب والحرب المستمرة للسنة الخامسة، ومن آثار أكبر أزمة إنسانية في العالم طبقا لتقارير الأمم المتحدة، ويرزح معظم سكانه تحت مستوى خط الفقر، بينما الملايين تتهددهم المجاعة وفقا لتقارير الوكالات الأممية الإنسانية.
 
التبرعات المالية التي راح يجمعها المتمردون الحوثيون، لحزب الله، من مواطنين فقراء وسكان معدمين وموظفين لا يستلمون رواتبهم منذ ثلاث سنوات وقذفت بهم الحرب والتداعيات الاقتصادية الخطيرة إلى ما دون الفقر والعوز، قوبلت بكثير من التسخيف والإدانات اللاذعة.
 
ومن المفارقات أيضا، أن الحملة ترافقت مع تصاعد وتجدد أزمة العلاقة بين وكالات إغاثة أممية (برنامج الغذاء العالمي) والانقلابيين الحوثيين المتهمين بسرقة وإعادة توجيه المساعدات الإنسانية والإغاثية بعيدا عن مستحقيها الأشد احتياجا وتضررا، وتهديد البرنامج بتعليق أعماله وتقديم المساعدات في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية الموالية لإيران.
 
 
 
 
ويرى هؤلاء أن المليشيات تظهر تبعيتها للمشروع الإيراني "على حساب شعب مسحوق؛ أفقرته عصابة من اللصوص والنهابة، بينما تحول معظم رموزها ومشرفيها وقياداتها المحلية والأدنى إلى تشغيل وإدارة السوق السوداء للوقود والمشتقات والغاز المنزلي والمضاربة بالعملات".
 
وتذكر تعليقات ومداخلات بأن كل هذه المعاناة ومضاعفاتها جاءت "بعد استنزاف مقدرات ومدخرات البنك المركزي السيادية والصناديق الحكومية المستقلة ذات الطبيعة الاجتماعية مثل التأمينات والمتقاعدين والضمان" وغيرها، من قبل الحوثيين الذين يحملون التجار أعباء وواجبات مالية وإتاوات من كل نوع تنعكس في النهاية على شكل زيادات متراكمة في أسعار السلع والبضائع والخدمات ليتحملها كاهل المواطن المسحوق بالنتيجة.
 
وبينما اعتبر البعض الحملة تندرج في إطار الدعاية والاستعراض الانتهازي، رأى آخرون أن القيمة الدعائية والسياسية هي الغرض من وراء التصريح والمجاهرة الزائدة بالتبعية لإيران والعلاقة مع حزب الله، كأدوات بيد المشروع الإيراني ووكلاء محليين لطهران في صراعاتها وحروبها بالوكالة ضد دول المنطقة.