تجربة هاشمية تهامية.. الإهداء لحافظ مطير وأقياله

04:30 2020/02/21

تهامة بلاد الصالحين من خلق الله على مرّ التاريخ.
 
مجتمع هذَّب أكثر النزعات والنعرات قبحاً، مثل الهاشمية..
 
ليس في تهامة تجمّع إلا وفيه تحلق حول عبد صالح، قال إنه من بيت النبي لكنه لم يطلب سلطة ولا جاهاً..
 
نزعت منه تهامة عنجهية القرشية المكية، التي وجدت لها في جبال اليمن شهوة اجتماعية للتسلط فأصبحت حاكمة في صعدة وصنعاء وذمار.. أما في تهامة فقد هذَّبتها وحولتها برداً وسلاماً..
 
للعلم، النعرة الهاشمية التسلُّطية استعلت في صعدة وحجة وصنعاء وذمار، أما في عمران، مثلاً، فقد أبقتها القبيلة "هجر" تستخدمها حين تشاء كيفما تشاء.. وتجربة مأرب تجربة مختلفة.
 
حين خافت حاشد وبكيل من سقوط نفوذها على الدولة ركزت "سيداً" بين الناس لتعيد هي مكانتها ثم تأكل السيد كما تسميه فترده "أجيراً"..
 
لذا كانت "ظُلَيْمَة" فعلاً مثل سد يأجوج ومأجوج، حين تفتح للهاشمية تسقط صنعاء وحين تغلق يعود للناس قرارهم وينتهي كهنوت الحكم..
 
أما تهامة فقد أنتجت تجربة أخرى من "أبناء النبي"، توزعوا أولياء صالحين في كل شبر بتهامة، لا يبحثون عن سلطة ولا يقرون بالأفضلية المكتوبة، كل منهم هو بعمله يقرر إن كان فاضلاً أم لا..
 
أقطاب الروح الصوفية، محبو النبي وآله لا تنطلي عليهم أكاذيب هاشمية القبيلة الحاكمة، ولا يتجندون في صراعاتها..
 
لا يقبلون بالحوثي ولا بهيلمان القاعدة والإخوان، وما نتج عنهم من ألوان خدّاعة تدّعي الليبرالية وهي أصلاً موقف أيديولوجي..
 
لا تدري ماذا يعرف عن هذه التجربة، وهذا الواقع عيال الصراعات الجبلية بين قيفة رداع وظليمة حجور؟
 
ماذا تعرفون عن اليمن؟ التي ليست هي صنعاء وصعدة وصراعاتهما؟
 
هذا العقل العاثر الذي يدَّعي الجمهورية وهو لا يفقه منها شيئاً..
 
مثلاً، ستطالبون بتفجير كل قبة في تهامة، بحُجة صراعكم مع الهاشمية؟
 
أيوه.. قولوا لنا إذاً: ما رأيكم بجرائم الحوثي اليومية بحق حيس والفازة؟
 
ماذا تقولون لزبيد وبيت الفقيه والحسينية؟
 
هي مناطق عائلات ملقبة بالأهدل وحجر والحضرمي وعشرات من هذه الألقاب..
 
وإلا أنتم مع الجرائم الأخرى التي تفجِّر القبور والمشاهد بوعي تقول إنه سلفي، وهو أقرب للقاعدة.
 
محاربة السلالية تبدأ بالتحرُّر منها، أما من يتنمَّر على الناس بحجة أنه يحارب الهاشمية، وهم هاشميون، فهذا مصاب بعُقدة نقص، يريد نصيباً من التسلُّط المتاجر بالأعراض..
 
للعلم، صوفية العثمانيين هي من أخضعت تهامة لهم، وكان الهاشمي التهامي جندياً مع السلطان الذي بعدها سلمه للهاشمي الإمامي، فألغى وجوده وحوَّل أرضه أرض خراج إلى أن قامت الجمهورية.