Image

مهندس أيلول: الشهيد القائد علي عبدالمغني (مفتتح)

ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﺛﻢ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﻭكأﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺶ ﻳﻮماً ﻭﺍﺣﺪﺍً، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺶ 20 ﻋﺎﻣﺎً ﺛﻢ ﻳﻤﻀﻲ ﻭكأﻧﻪ ﻋﺎﺵ ألف ﻋﺎم.
 
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﻴﺴﺖ إﺫﻥ ﺑﻄﻮﻟﻬﺎ ﻭﻋﺮﺿﻬﺎ، ﻭﻻ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺠﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻌﻈﻴﻢ.
 
ﻭﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﺬﻱ أﺗﻘﺪﻡ ﺑﺨﺠﻞ أﺿﻊ ﺯﻫﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ، ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺩﺍﺋﻤﺎ: "ﺍﻟﻌﹹﻤﹿﺮ ﻻ ﻳﻘﺎﺱ ﺑﺎﻟﺴﻨﻴﻦ ﻭإﻧﻤﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻨﻌﻪ (الإنسان) ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ”.
 
ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺑﻄﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ﺷﺎبٌ ﻳﻤﺎنيٌّ أﺳﻤﺮ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻓﻲ الثانية ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻛﻼﻣﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺭﺍﺋﻌﺎ، ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺘﻪ ﺍﻟﺤﺎﺋﻄﻴﺔ.
 
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ أﻟﻤﻊ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﺫﻛﺎءً ﻭعقلاً، ﻗﺎﺩﺭاً ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺪﻯ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﺰﻣﻼء. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﻪ ﻛﻼﻣﻪ ﻭﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ: “ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻐﺪ ﻭﻫﻢ ﺍلأﻣﺲ، ﻭﺍلأﻣﺲ ﻣﻀﻰ ﻭﺍﻟﻐﺪ ﻗﺎﺩﻡ”. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﻣﺰ ﺑﺎلأﻣﺲ إﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩية ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ، ﻭﻳﺮﻣﺰ ﺑﺎﻟﻐﺪ إلى ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﺘﺰﺍً ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭلكن ﺩﻭﻥ ﻏﺮﻭر.
 
من صفحة مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام (ملف مهندس أيلول)