أيها الموت: هذا أنا.

09:28 2022/01/09

الاسيف عبدالله الدهمشي                                              
 
فجأة، ينقطع التواصل..
كتب محمد ناجي أحمد سيرته ورحل
اختتم معاركه وحده، خاض معركته الأخيرة مجرداً من كل سلاح، بما في ذلك سلاح المعرفة اغتالته الآيادي الآثمة.
وهي تتقن فن الموت.
تلقى وحده منذ 27 ديسمبر 2021م الرصاص من كل القتلة، وبكل الأسلحة التي تتقن الموت، ولا تأبه للحياة.
محمد ناجي أحمد، الصديق الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، وتصدى للزيف، ودعاني الآن إلى رحلته لأكتب عنه بكل الزهو الذي ختم به أيامه منتصراً بقلمه للوطنية اليمنية كما جسدتها ثورتا سبتمبر وأكتوبر.
محمد ناجي أحمد..
رفيقي الذي جاءني مختلفاً ومخالفاً وصادقاً مع النفس بكل عنفوان الصدق وقوة العزيمة، قال كلمته ومات..
راجعته في مواقف وآراء كثيرة، ولصداقتي به اعتبار يقف به عند تقدير المراجعة دون التراجع عما صدر عنه من مواقف وآراء وظل صديقي، أحترم حريته، ويقدر اختلافي معه ومخالفتي له.
وقد قتلوه، 
والموت عندنا يسير على قدميه، ولا يتردد في ركوب دراجة نارية، أو تجاهل لحالة مرضية أو إهمال قاتل في مستشفى، ذهب إليه وعاد منكسرا أو من طبيب يغلق هاتفه في وجه أقارب المرضى.
قتلوك يا محمد،
كلهم قتلوك يا محمد
كلهم قتلوك، وقد شاركت بعجزي عن العون في القتل العمد مع سابق اصرار وترصد..
رحلت مقتولاً،
ورحلت مزهواً، وقد قلت كلمتك: هذا أنا..
أيها الموت.. هذا أنا..
رحلتَ وقد سرقوا منك الكلمات،
وكان الغداء الأخير إعلاناً مرئياً في كل الأيام وعلى شاكلته جاءت سيرة الرحيل..
هذا أنا..
يغفر لي يا صاحبي أني أحببتك حتى وأنا أنتقد بعضاً من جموحك فيما كنت تسميه: المعرفة معركة في وجه الزيف والتزييف.
عمراً مضى بنا يا محمد في رحلة من اللقاء والفراق بين طرابلس ووادي المدام ثم صنعاء..
كم كنت كبيراً وأنت تطرق كل باب إلى المعرفة، وكم كنت كبيراً وأنت تغالب ظروف الحياة لتنتصر المعرفة..
وكم كنت كبيراً وأنت تنتصر للمعرفة وحدها، وتفتح لها في محيط الظلام ألف باب،
ولقد قلتها، ومت
ولم أقلها بعد وسأموت،
فيا أيها الموت.. 
هذا أنا..
يامحمد
أعزي رفيقة دربك جميلة 
ثم أعزي نفسي 
واقول لأولادك 
ورثتم عنه مجدا تضاءل معه اقزام الأسماء المزيفة 
من رايات الطوائف