مشكلة إنتحار الشباب

02:44 2022/02/16

عندما تكون الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية في أي مجتمع من المجتمعات مستقرة كلياً أو نسبياً فإن نسبة المشاكل الاجتماعية والجنائية تكون ضئيلة وتقل تلقائياً وبالعكس عندما تكون تلك الأوضاع غير مستقرة ولا أمنة فإن نسبة تلك المشاكل تكون عالية وتزداد وتتكاثر بصورة كبيرة....
والمشاكل التي عانى منها المواطن اليمني في السابق كانت مشاكل طبيعية ولا تختلف كثيراً عن ما كان يعانيه المواطن في أغلب الدول العربية ولكن تغير الأوضاع وتوالي الأزمات ودخول الوطن اليمني في حرباً عبثية غيرت طبيعة ونوعية المشاكل التى يواجهها الشعب اليمني وطرق ووسائل مواجهتها.....
وتعد فئة الشباب من أبرز الفئات التي تتعرض لأصعب المشاكل المعقدة في اليمني
فقد تفردت هذه الفئة في مواجهة بعض المشاكل الخاصة بسن منتسبيها دون غيرها وأهم ما كانت تعانيه هذه الشريحة في السابق مشاكل الفراغ والبطالة والتسرب من الدراسة وغلاء المهور وصعوبة الزواج وغيرها من المشاكل الطبيعة والمعتادة والتي بدأت تتزايد وتشتد قسوتها منذ أحداث الربيع العربي لتصل إلي ذروتها في الأعوام الأخيرة الحالية التي يشهد فيها الوطن حرباً طاحنة....
فبعد مرور ما يزيد عن سبعة أعوام من الحرب الكارثية التى أدت إلى إنسداد أبواب ومجالات الحياة وصعوبة الأوضاع المعيشية وقساوة الطبيعة بدأت مشاكل الشباب تخرج عن طبيعتها المعتادة وتتحول الي جحيم مأساوي والى عمليات كارثية هالكة لا يمكن تدارك من يقع في شباكها ولهذا أصبح مكون الشباب بعاني من مشاكل عدة أهمها عدم القدرة على إكمال الدراسة وتوقف عمليات التأهيل  وتوقف عمليات التوظيف نهائياً وانعدام فرص العمل نهائياً وعدم القدرة على الهجرة والعمل خارج الوطن وعدم القدرة على الزوج وعدم القدرة على توفير متطلبات الحياة الأساسية....
وبسبب هذا الوضع الكارثي المعقد وهذه المشاكل المتراكمة فقد الشباب تطلعاتهم بالمستقبل المشرق والحياة الكريمة فانخرط بعضهم في جبهات القتال واستسلم البعض لليأس وأصيب البعض بالاحباط والبعض بالامراض النفسية وقرر الفريق الأضعف منهم الهروب من المواجهه والذهاب للانتحار الذي يظنه منفذاً له من ظلم وقساوة وشدة وصعوبة هذه الحياة التي يموت فيها فقراً وجوعاً وخوفاً وقهراً وذلاً ....
والخلاصة أن أطراف الصراع التى تُصدر للشعب اليمني وفي مقدمتهم الشباب الموت والهلاك اتضح أنها كانت تستخدم الشباب وأهدافهم وطموحاتهم وتطلعاتهم للاستهلاك الإعلامي لا غير فهاهم اليوم يستخدمونهم وقوداً لحربهم ويتخلصون منهم بمجرد إصابتهم أو اعاقتهم  ويستغنون عن أسرهم بمجرد استشهادهم وهاهم يشاهدونهم في اسوى مراحلهم بدون أن يكلفوا أنفسهم حتى بالسؤال عنهم أو التحدث عن همومهم 
أو مواساتهم في أحزانهم أو تعزية أسر من قتل أو أنتحر منهم ...