الانفلات الأمني بمدينة تعز يثير مخاوف المواطنين

10:52 2022/03/04

أصبح الانفلات الأمني بمدينة تعز وصفاً خاصاً بها وعنواناً بارزاً لأهم أحداثها وأخبارها.
وهذا الانفلات ناتج عن عدد من العوامل والأسباب، أهمها غياب مؤسسات الدولة وضعف السلطة التنفيذية وعدم مهنيتها، وترهل وهشاشة الأجهزة الأمنية وعدم تخصصها، وعشوائية بعض الوحدات والمكونات العسكرية وفوضوية بعض المجاميع المسلحة التابعة لها، وعدم قدرة القيادة العسكرية على ضبط الخارجين عن النظام من أفرادها، وغياب الإجراءات القانونية الرادعة بحق العابثين بالمدينة ونظامها.
 
فعند التأمل لأعمال وممارسات هذه المجاميع العشوائية التي أدخلت المدينة في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، فإننا سنشاهدها تتنافى مع أعمال وبطولات أولئك المقاتلين المرابطين في النسق الأول للجبهات القتالية الذين يقدمون التضحيات المتواصلة، سواء بأرواحهم ليرتقوا شهداء إلى خالقهم أو بأجزاء من أجسادهم  ليعيشوا في عالم الإعاقة الكلية أو الجزئية فيما تبقى من حياتهم.
 فما نشاهده ويشهده الواقع أن العديد من المجاميع المسلحة التي تبدأ سيطرتها من النسق الثاني الذي يتوسط مواقع القتال وخطوط المواجهة ومواقع الحياة وبداية الحركة إلى وسط المدينة، وجهاتها الأمنية تمارس أعمالاً فوضوية وعدوانية وضارة بالمدينة وسكانها ومخالفة للأهداف والمبادئ والقيم التي أنشئت من أجلها؛ فأغلب المشاكل المدنية والجنائية تتم من قبل أفرادها، وأغلب الكوارث والأعمال الاستغلالية وغير القانونية تتم من قبل عناصرها، وأغلب منازل المواطنين النازحين محتلة ومغتصبة من قبل منتسبيها، ولا يمكن لمواطن استعادة منزله إلا بدفع مبالغ خيالية تفوق قدرته وإمكانياته، ولا يمكن لمواطن حفر الأرض التابعة له والشروع بتأسيس مسكن له إلا بدفع الملايين من الريالات للمجاميع التي تقع الأرض في نطاق سيطرتها، ولا يمكن لأصحاب المحلات التجارية المغلقة فتح وتأجير محلاتهم إلا بعد دفع مئات الآلاف من الريالات لقيادات وأفراد المجاميع المسيطرة.
 
فعلى أيادي هذه المجاميع والمليشيات المسلحة يتعرض المواطنون في المدينة للانتهاكات ولأصناف وأنواع الابتزاز والاستغلال وفرض الإتاوات والجبايات.
والمشكلة الأساسية هنا تكمن في عدم وجود توجه لتخليص المدينة من هذا الانفلات، ولا يوجد بوادر لتفكيك هذه المجاميع المسلحة التي تفوق قوتها كل القوات، وترعب بأعمالها اعتراض بعض القيادات، وتسكت بجبروتها الأصوات المرتفعة والمعترضة لتلك السلوكيات، وتستخدم لتحقيق أهدافها كل الخيارات، وفي مقدمتها الرصاص الحي وأصوات الرشاشات.