محمد العماد سخرية.. لا "هوية" ولا "عمارة قرآنية"

11:35 2022/03/14

بعد سقوط حكومة باسندوة ودخول مليشيات الحوثي، فقد الإنسان اليمني موقعه ومكانته لتغيير ملامح الحياة السياسية بشكل جذري، في ظل انهيار القوى السياسية اليمنية بكل مكوناتها واختلافاتها الفكرية بأسلوب أشبه ما يمكن وصفه بالاستسلام للحوثيين، متخلين عن نهجهم السياسي ومكتفين بموقف أشبه ما يكون بالمتفرج. لتحل محل المؤسسات الدينية العمارة القرآنية، ومحل الهوية الوطنية الهوية الايمانية بولاية الفقيه باعتبارها المحرك الرئيسي للحوثيين.
تلك العمارة التي باتت اليوم تتلقى  مبالغ مالية كبيرة لاستمرار سمومها بحق الشعب، فتخصص لها 30 في المائة من أموال الزكاة ومن الضرائب الخاصة بالشركات، لتكشف شركة كمران حجم الأموال المخصصة لدعم قناة هزيلة بادائها.
قناة الهوية هي الوجه الآخر لقناة المسيرة، وجميعها تخضع للمؤسسات الإيرانية، متخذة من مهرج أشبه ما يمكن وصفه بالإعلامي المسخر للاستهتار بكل ما هو وطني وقومي، وهو اختيار دقيق لشخصية إعلامية لم يكن لها وجود فاعل قبل ظهور الحوثية.
خرج العضو البرلماني أحمد سيف حاشد متسائلا كيف لمحمد العماد الحصول على قناة وصحيفة وعمارة عرفت بالعمارة القرآنية، وهو المتسكع  على حد وصفه أمام أبواب المسؤولين بحثا عن دعم صحيفته التي عجزت أن تحظى بإقبال جماهيري لكونها صحيفة تفتقر ألى المهنية.
وأكد حاشد في منشوره أن محمد العماد كان يقف على باب مكتبه بشكل شبه يومي، مطالبا بدعم صحيفته بمبلغ مائة ألف ريال لتتمكن من الاستمرار .
فمن كان يبحث عن مساعدات ودعم بمائة ألف ريال، كيف له أن يمتلك قناة وصحيفة وإذاعة ومجمع لإدارتها، والمعروف بالعمارة القرانية؟! وهل هي بالفعل مملوكة لمثل هكذا صحفي يفتقر إلى فن التعامل مع ضيوفه ليظهر على الهواء مباشرة وهو أشبه بالمهرج،  متجاهلا كيف يدار الحوار مع من دعاهم لمناقشة قضايا سياسية واجتماعية؟!
أستبعد أن يكون ما يقوم به العماد ناتجا عن قناعة تجسد روح الإعلام الساخر والناقد؛ فهو يمارس أسلوب "طلبة الله"، بما أنه على استعداد لتأدية المهام دون الالتفات إلى خروجه عن أخلاق الإعلامي وعدم الاهتمام بما يلاحظه الجمهور من أداء يفتقر إلى ثقافة الحوار مع الضيف.
يجعل المتابع لمثل هكذا إذن أن يتساءل من هو الذي يقف خلف العماد، خاصة أن برامجه تظهره كشخصية مستخدم يلعب دورا، لا باعتباره إعلاميا يمتلك قناة وصحيفة وإذاعة يحرص على إظهارها بمظهر يحفظ لها مكانتها ويحفظ موقعه كمدير وصاحب مجمع إعلامي نزيه يبحث عن الحقيقة، لا التمسخر والسخرية بضيف فرض عليه حضور مثل هكذا قناة.
يدرك المتابع لوسائل الإعلام المدعومة من طهران أن الملاك الحقيقيين لتذلك المجمع الإعلامي الفاقد لروح الإعلام باعتباره رسالة يؤمن بالنقد البناء، ليس العماد؛ العماد موقعه والدور المنوط به ليس أكثر من كومبارس يؤدي دور بطولي بشكل هزيل.
فالإعلامي لا يمارس أسلوب الابتزاز ولا يمشي وخلفه جماعات مسلحة ولا يستخدم ثقافة التهديد والوعيد للقضاة.