Image

لهذا لا نتفاءل بفك الحصار عنها .. تعز منطلق التهريب إلى الحوبان بمباركة جنرالات الإخوان

قليلا ما يبدي أبناء تعز تفاؤلهم بالهدنة الأممية وفتح معابر تعز طريق القصر الحوبان. تشاؤم سببه حسابات أخرى لدى كبار هوامير الفساد، كانوا حوثة أو متخاذمين معهم من الإخوان.
يقول اقتصاديون إن فتح المنافذ يعني تلاشي عمليات التهريب التي تدخل المليارات من الريالات في تجارة رابحة وفرها الحصار المفروض على المدينة لتجار الموت. تلك الارباح الخيالية التي يحققها الحوثة والإصلاح نتاج فارق العملة ما بين تعز المدينة وتعز الحوبان؛ الأمر الذي جعل كل شيء يصل إلى مدينة تعز يهرب، من مشتقات نفطية وغاز ومواد غذائية.
 
وعندما دخل جنرالات الحرب في تجارة الموت، توسع التهريب ليشمل أسلحة وذخائر قدمها التحالف لتحرير تعز.
يقول عسكريون لـ"المنتصف" ان عمليات التهريب ما بين مدينة تعز والحوبان شكلت حجرة عثرة أمام استكمال التحرير الذي كان كلما تقدمت القوات الحكومية تخرج قيادة عسكرية عبر إعلامها الإخواني بمبررات واهية  لتوقف التقدم والعودة إلى نقطة البداية وتمكين الحوثي من استرداد ما تم تحريره، لتظل المعركة في الجبهة الشرقية تراوح مكانها ما بين مدرسة محمد علي والتشريفات دون أي انتصار يذكر.
 
ومثل التهريب أحد عوائق التحرير بعد تورط عسكريين في تهريب السلاح للميليشيات، في ظل عدم قدرة السلطة المحلية عغى فرض نفسها باعتبار المحافظ رئيس اللجنة الأمنية المشرفة على النقاط العسكرية التي أصبحت في ظل سلطة الأمر الواقع للإصلاح  رهن جنرالات الحرب وقيادات عسكرية  محسوبة على الإخوان عملت على تهريب أسلحة وذخائر التحالف وسلمت للمليشيات صفقات مدفوعة الثمن.  
ويؤكد عسكريون أن اللواء 35 بقيادة الشهيد عدنان الحمادي شكلت نقاطه العسكرية جدار صد حالت دون تمكن هوامير الفساد من تهريب السلاح أو المواد الغذائية والمشتقات النفطية وضبطت عددا من الشحنات وهي في طريقها إلى الحوبان. وبعد اغتيال الحمادي تغير وتبدل كل شيء، وصارت للمهربين محطات تهريب في وضح النهار. لا أحد يعترض طريقهم وكل شيء يتم بأوامر عليا تصل إليهم، لإخلاء سبيل مركبات تكون بعض الأحيان تحمل أسلحة وذخائر ومشتقات نفطية. ولم يعد التهريب مقتصرا فقط على الأدوية والسجائر .
 
و يضيف اقتصاديون أن التهريب ليس وليد اليوم، ولكنه أصبح أكثر بشاعة واستغلالا؛ حيث يتم تهريب مادتي البترول والديزل من مناطق الشرعية إلى مناطق سيطرة المليشيات الحوثية عبر طرق تؤمنها نقاط أمنية وعسكرية محسوبة على الإخوان. تصل هذه المواد النفطية إلى مناطق معلومة في تعز، وبعدها يتم شحنها عبر سيارات نقل وشاحنات إلى الحوبان تعز وإلى دمنة خدير، لعل أبرز مناطق العبور هي خط البيرين هجدة بعدها يتم تهريبها وبرعاية رسمية من الجهات التي تشرف على النقاط الأمنية المنتشرة في عموم الطرق الرئيسية والفرعية. يصل بعض هذه الكميات إلى مدينة العين في المواسط وبعضها إلى حوبان قدس وعن طريق العين ـ فضاحة دمنة خدير وطريق العين ـ الطاهرين جرنات ـ دمنة خدير وطريق العين أو حوبان قدس ـ بني يوسف ـ الخضراء سامع ـ دمنة خدير، ويتم تحصيل جبايات في مختلف النقاط الموجودة على الطريق؛ حيت تفرض جبايات كبيرة على المهربين للسماح بمرورهم من السيارات والبوز التي تعمل على تهريب هذه المشتقات لمناطق سيطرة الحوثيين 
بنقلها بواسطة دراجات نارية بعد تفريغها في صفايح بلاستيكية سعة عشرين لترا. 
وتقدر الكميات المهربة يوميا بأكثر من 300 ألف لتر، الأمر الذي خلق أزمة مشتقات نفطية في المدينة وأنعش السوق السوداء في الحوبان.
 
يقول ناشطون إن تزايد حركة التهريب في الآونة الأخيرة عبر تعز باتجاه مناطق وجود مليشيات الحوثي
كان نتاج رعاية قيادات عسكرية إخوانية ترتبط مع الحوثي بمصالح مشتركة سهلت من عمليات التهريب وزادت في تضييق الحصار على المدينة، والذي تحول من حصار يخنق أبناء تعز إلى حصار إثراء الفاسدين بالمال الحرام، وأصبح التحرير لا يعنيهم بقدر ما يعنيهم أن تظل المنافذ مغلقة.
 
اليوم، وبعد أن أدى مجلس القيادة اليمين الدستورية، هل آن الأوان لقطع شريان التهريب مع الحوثي وتجفيف منابع في تعز؟! 
إننا اليوم اكثر تطلعا إلى إحداث تغيير حقيقي في تعز، بعد أن أصبحت مرتعا للفساد والفاسدين. ودون ذلك، سوف تظل الكدينة محاصرة ونقطة انطلاق المهربين بشكل يصعب إيقافه. ولن ينفع الندم بعد فوات الأوان.