Image

مهاجرون بين الشكوك والانتظار في كاليه.. "لا أعرف أين تقع رواندا"

منذ أقل من أسبوعين أعلنت المملكة المتحدة توقيعها اتفاق غير مسبوق مع رواندا لإرسال طالبي اللجوء إلى هذه الدولة، في محاولة لردع محاولات العبور من شمال فرنسا. وأعرب المهاجرون عن تخوفهم من هذا القرار.

بصمت شبه مطلق تقف أجساد متعبة تحمل وجوها بأعين غلب عليها النعاس، إلى جانب طريق فرعي على أطراف مدينة كاليه شمال فرنسا، وفيما يمشي شاب نحيل ممسكا بعبوتي مياه، ينتظر خالد برفقة أصدقائه قدوم جمعية محلية توفر لهم مستلزمات الاستحمام.

الانتظار جزء أساسي واعتيادي من الحياة اليومية في مخيمات كاليه العشوائية التي تضم حوالي 1,500 مهاجر (وفقا لأرقام المنظمات)، سواء من أجل الحصول على الطعام والمساعدات التي تقدمها الجمعيات، أو من أجل الفرصة المناسبة للعبور إلى بريطانيا. لكن هذا الانتظار بات أشد ثقلا منذ إعلان المملكة المتحدة، في 14 نيسان/أبريل الجاري، التوقيع على اتفاقية تنوي بموجبها إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا، الدولة الواقعة في شرق أفريقيا.

"توقفنا عن محاولات العبور بانتظار معرفة المزيد"

"نشعر بالإحباط"، يقول خالد البالغ من العمر 22 عاما فيما يقف وسط مجموعة من حوالي 20 شابا سودانيا، "نبحث عن أي معلومة جديدة حول هذا الاتفاق، فمنذ سماعنا عن ذلك توقفنا أنا وصديقي عن محاولة العبور إلى بريطانيا عبر الشاحنات. سوف ننتظر لمعرفة ما إذا كانت السلطات سترسلنا بالفعل إلى رواندا".

خلال حديثه مع مهاجرنيوز، ينكسر صمت المشهد فيما تتوالى أسئلة الشباب واستفساراتهم تارة، واستنكارهم لهذا القرار غير المسبوق تارة أخرى، "جميعنا مر بإيطاليا أو مالطا، حيث لدينا بصمات مسجلة هناك، فلا أمل من طلب اللجوء في فرنسا. نريد بدء حياة جديدة في بريطانيا"، في إشارة إلى اتفاقية دبلن التي تنص على إرسال طالب اللجوء إلى أول دولة أوروبية يصل إليها.

على بعد أمتار قليلة، يصل عشرات من عناصر الشرطة محصنين بدروعهم حاملين هراواتهم السوداء في مشهد يثير الرهبة في النفوس، لكنه بات أيضا أمرا اعتياديا في كاليه، يشهده خالد كل 48 ساعة. فالشرطة تأتي صباحا لإخلاء المكان وفي غضون دقائق يعود المهاجرون إلى المكان نفسه لإمضاء ليلتهم.

تحت سماء كاليه المتلبدة بالغيوم، تجوب الريح الباردة المدينة المطلة على مضيق دوفر البحري غير آبهة باقتراب فصل الصيف، حيث يعيش المهاجرون ظروفا متردية وغالبا ما يبقون لأشهر طويلة قبل تمكنهم من العبور، إما عن طريق القفز والاختباء في الشاحنات التجارية المتجهة إلى بريطانيا، أو عبر قوارب صغيرة في بحر المانش تكلف حوالي ألفين دولار للشخص الواحد عن طريق مهرب (على عكس الاختباء في الشاحنات الذي لا يكلف أموالا لكنه غالبا ما يكون أقل ضمانا ويتطلب محاولات فردية عدة دون مهربين).