Image

بفتح مطار صنعاء.. فشل مفاوض الشرعية في تحقيق مكاسب من اتفاق الهدنة الأممية

 بفتح مطار صنعاء أمام رحلات المسافرين إلى الأردن، تكون مليشيا الحوثي حققت مكاسبها من الهدنة الأممية؛ بينما اكتفت الحكومة الشرعية بالخروج بتصريحات تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الارهابيين لتنفيذ ما تبقى في الهدنة فيما يخصها، كفتح المعابر ووقف تام لإطلاق النار في كافة الجبهات، وهو ما لم تلتزم به مليشيا الحوثي منذ أكثر من شهر على سريان الهدنة

لقد أفضت تحركات المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى أكثر من عاصمة عربية، بينها عدن، إلى تنفيذ الشق المتعلق بالشرعية في السماح بدخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة وتسيير أول رحلة إلى مطار عمان وبجوازات صادرة عن مليشيات الحوثي، بينما شلت تحركاته باتجاه الضغط على الحوثيين لتنفيذ بقية نقاط الهدنة، والتي يراها محللون سياسيون أنها جاءت في خدمة الحوثي الذي أخذ منها ما يريد فيما الشرعية لم تحقق شيئا سوى الرضوخ لمطالب المليشيات متذرعة بحسن النوايا.

 ويؤكد سياسيون لـ"المنتصف" أن المليشيا استطاعت أن تحول مسار الهدنة من شقها الإنساني إلى السياسي دون أن تقوم بأي مبادرة تعطي رسائل أنها مع إنهاء الحرب والوضع الإنساني في اليمن جراء الحرب وما تبعه من إغلاق المنافذ وعدم صرف الرواتب من إيرادات ميناء الحديدة.

وأشار سياسيون إلى أن عودة الحديث عن تفاهمات بفتح طرق في تعز كتصريح عبدالله سلطان شداد، عضو لجنة الأسرى التابعة للشرعية ولجنة المعابر حول انتظارهم للحوثيين تسمية الطريق الذي سيتم فتحها لمرور المدنيين من وإلى مدينة تعز، واعتباره الطريق الآمن والأقل خطورة على المدنيين وما يدخل من وإلى المدينة من بضائع تجارية وإغاثية، كخطوة

للجلوس على طاولة واحدة لتحديد الآلية التي تؤمن ذلك الطريق والآلية التي يتم من خلالها فتح بقية الطرقات الرابطة بين المدينة والمديريات وبين المحافظة والمحافظات الأخرى. ما هو إلا حديث للاستهلاك الإعلامي الهدف منه امتصاص غضب الشارع في المناطق المحررة وجعلهم يعيشون أحلاما غير قابلة لأن تتحول إلى حقيقة على أرض الواقع، منوهين إلى أن الامم المتحدة معنية بتنفيذ الاتفاق دون انتقاص عبر مبعوثها الأممي الذي عمل على تجزئة الاتفاق وتنفيذ ما يحقق مكاسب للحوثيين دون أن يمارس اي ضغوطات تذكر في أن يتم تنفيذ فتح المطار مع المنافذ في وقت واحد؛ إلا أن تجزئة الحل يعطي الحوثيين مساحة واسعة في الابتزاز لتنفيذ ما يبقى من هدنة يرى سياسيون أنها سوف تمدد الى اجل غير مسمى بحيث يكون الحوثي هو الكاسب والشرعية هي الخاسرة لدعم امتلاكها أدوات الضغط والقدرة على التفاوض بعد أن رهنت قرارها على التحالف، وهو ما يُلحظ من خلال استقبالها الترحيبات بوصول أول رحلة من مطار صنعاء الدولي إلى العاصمة الأردنية عمان نصرا على المستوى السياسي والإنساني لا ينعكس أثره على المحافظات الواقعة تحت سيطرة الشرعية.