Image

دليلة ابنت الشقب عروس زفت إلى المشفى

بينما كانت تستعد لتزف إلى عش الزوجية ، متجهة نحو منزل فارس أحلامها وشريك حياتها ، رسمت في مخيلتها حياة السعادة التي ستعيشها مع زوجها التي ستزف إليه ، حولت الغام المليشيات الحوثية فرحة دليلة إلى مأتم ابدي وتم زفها إلى المسشفى بدلا من بيت الزوجية .
 
دليلة عبده أحمد واحدة من نساء  كثيرات سرقت الغام المليشيات الحوثية حياتهن وسعادتهن وحولتها إلى جحيم أبدي يرافقهن طيلة حياتهن . 
 
في يوليو من العام 2018م وبينما كانت تستعد للانتقال من بيت والدها إلى بيت زوجها والفرح يبدوا على وجنتيها تسلل المسلحون الانقلابيين إلى قريتها واشتبكوا مع الأهالي والجيش وتم إجبار الحوثيين بعدها على الانسحاب ، وبعد انسحابهم قرر أهالي دليلة زفها بسرعة قبل عودة الاشتباكات لكن الغام الانقلابيين الحوثيين كانت لها  بالمرصاد وأمام منزل اسىرتها لتسرق منها فرحتها وتحول السعادة إلى جحيم .
 
داست دليلة لغم حوثي تركوه  أثناء تسللهم وقبل انسحابهم من القرية ، ووقعت دليلة واثنتين من بنات عمها ضحية وحشية 
الانقلابيين ، فقدت دليلة إحدى  قدميها تماما أثناء الانفجار وتضررت الآخرى بشكل كبير ليتم بتره في المستشفى وتصبح بدون قدمين. 
 
مأساة دليلة وتحول فرحها إلى حزن تتذكرها والوجع يتعصر قلبها،  والدموع تسيل على خديها فتشرح وجعها بحرقة بالقول : لم استطيع ان استوعب كيف تحول فرحي إلى حزن وماتم،  وكيف تم زفي إلى المستشفى،  إلا في المستشفى نفسها .
 
بعد جريمة الحوثيين المرعبة عانت دليلة من ألم رجليها ولم تستطع التحرك بدونهما وطرقت كل الأبواب لعلى وعسى أن تجد من يقوم بمساعدتها لتجاوز ماساتها ، وبعد جهد كبير تمكنت دليلة من السفر إلى الأردن لتركيب أطراف صناعية على نفقة أطباء بلا حدود وبقت هناك ستة أشهر ، عادت بعدها إلى اليمن بساقيين صناعيين يساعدانها على المشي ولو بشكل بسيط .
 
رغم حصولها على أطراف صناعية في الأردن وتكفل منظمة أطباء بلا حدود ذلك إلا أن المعاناة لاتزال ترافقها ، حيث أنها تحتاج إلى تبديل الساقين بشكل سنوي ، بسبب نمو جسمها وعدم ملائمتهما للنمو .
 
تكابد دليلة ضروف الحياة وتكافح لأجلها ، حيث أنها تعيش إلى جانب والديها الكبيرين في العمر واختها التي تعيل طفلتين،  لكنها رغم ماساتها تكافح لأجل أبويها ونفسها عبر كشك صغير جوار مستشفى النقطة الرابع  تكفلت به إحدى المنظمات .
 
في الشقب حيث الموت يترصد أبنائها نساء ورجال وأطفال وشيوخ لافرق بين أحد ، وزعت المليشيات الحوثية الموت في كل أزقتها وحصدت الغامهم وقناصيهم أرواح كثيرة من النساء والرجال .
وتحولت الشقب إلى جحيم لأبنائها حيث تعرضت لانتهاكات بالجملة نالت النساء نصيبا كبيرا منه ، وكشف قبح الحوثيين وجرمهم حيث تعرضت 10 نساء للقتل خارج إطار القانون ، وأصيبت 112 أمرأة ، فيما تسببت الغام الحوثيين في أصابت 8 نساء وتعرضت ارجلهن للبتر. 
 
وبحسب تقارير حقوقية فإن أكثر من 7 الف انتهاك ارتكبها الحوثيين بحق المواطنين في منطقة الشقب بصبر الموادم خلال ستة أعوام ، وتنوعت الجرائم بين الاخفاء القسري والاختطاف والقتل والقنص وتفجير المنازل وتهجير المواطنين .