فلسطين والعرب .. تضحيات جسيمة ومواقف خالدة ..!!

04:38 2022/05/26

كم يصاب الإنسان بالدهشة والذهول وهو يشاهد بعضاً من أتباع وعملاء المشاريع التوسعية الخارجية والمحسوبين على العروبة ' وهم يتطاولون على العرب ويتهكمونهم بالألفاظ البذيئة ' ويزايدون عليهم بشأن القضية الفلسطينية ' وهم في غرف الفنادق الراقية في اسطنبول والدوحة وفي منتجعات أوربا ' وفي نفس الوقت يمجدون ويعظمون أسيادهم وأولياء نعمتهم من غير العرب ' لدرجة تجعلك تظن بأن دبابات وقوات وجيوش أسيادهم قد شارفت على تحرير فلسطين وأن المسألة مسألة وقت لإعلان التحرير الكامل ..!! 
 
وكم هو مؤسف أن نشاهد أتباع وأدوات المشاريع الخارجية وهم يقدحون ويشتمون ويتطاولون على القومية العربية ' ويمجدون ويعظمون أسيادهم وأولياء نعمتهم ' لدرجة جعلتهم يهاجمون العرب ويتهمونهم بأنهم من خذلوا وخانوا وغدروا بالعثمانيين ' لمجرد أنهم ثاروا ضد استبداد وتسلط وعنجهية السلاطين العثمانيين الذين أذاقواهم كل صنوف وكؤوس الظلم والبطش والقمع والارهاب ' لهذه الدرجة من الانحطاط والتبعية والعمالة وصل الحال بهم ..!! 
 
رغم أن التاريخ يؤكد بأن احتلال اليهود لفلسطين قد تم خلال العهد العثماني' وأول مستوطنتين يهوديتين تم إنشاؤهم خلال ذلك العهد في فلسطين وهما بيتكح تكفا وريشون لتسيون ' بل لقد تم تسريب ألآف الدونمات من أراضي فلسطين لليهود خلال العهد العثماني وتحمل الطابو العثماني ' ولكن الأتباع يحاولون تزوير وتزييف التاريخ ' وتحميل العرب مسئولية كل ما حدث ويحدث ' وكأن العرب هم من سلم فلسطين لليهود ' وهم من كانت السلطة والقوة بأيديهم ' متناسين حجم التضحيات الكبيرة جداً التي قدمها العرب في سبيل فلسطين منذ استقلالهم وتحررهم من الاستعمار العثماني والغربي ' فالعرب هم وحدهم من خاضوا الحروب ضد اسرائيل والقوى الغربية الداعمة لها ' والعرب وحدهم من قدم الألاف من الشهداء والجرحي في سبيل فلسطين ..!! 
 
وما حرب 67م ' و73م ' وما سبقها من من الحروب وما تلاها من الحروب العسكرية والاستخباراتية والاستنزافية المتكررة على الحدود المصرية والأردنية والسورية واللبنانية إلا نماذج للحروب المستمرة التي خاضها العرب في سبيل فلسطين ' وما الحروب الاقتصادية والضغوط السياسية الكبيرة التي تمارسها القوى الغربية على القيادات والحكومات العربية إلا نماذج للمواقف العربية القوية الداعمة للقضية الفلسطينية ' وما مؤامرة الربيع العربي التي ركب موجتها أتباع وأدوات المشاريع الخارجية التوسعية المعادية للهوية والقومية العربية بهدف القضاء على القيادات والأحزاب القومية العربية الداعمة والمؤيدة للقضية الفلسطينية إلا واحدة من المؤامرات والدسائس الكثيرة التي تحاك ضد العرب بهدف اضعافهم وتمزيقهم من خلال إثارت الحروب والصراعات فيما بينهم ' وقد تمكنت مؤامرة الربيع العربي من تدمير واضعاف عدد من الدول العربية ' من خلال الزج بها في اتون حروب وصراعات داخلية أهلكت الحرث والنسل ودمرت مقوماتها وأمكانياتها كدول فاعلة ومؤثرة ..!! 
 
وإذا بمن ركبوا موجة تلك المؤامرة وساهموا في تدمير وتمزيق أوطانهم خدمةً للمشاريع الخارجية التوسعية المعادية للأمة العربية يتشدقون اليوم بالدفاع عن فلسطين ' من خلال تمجيد وتعظيم أسيادهم في الخارج ' ولكن لا يعدوا ذلك مجرد تطبيل ومزايدة ومتاجرة بالقضية الفلسطينية ' فلم يشهد التاريخ بأن أحداً غير العرب قد خاض الحروب من أجل فلسطين ' أو أن أحداً غير العرب قد قدم الألاف من الشهداء والجرحى من أجل فلسطين ' أو أن أحداً غير العرب قد تعرضوا للحروب الاقتصادية والضغوط السياسية والمؤامرات والدسائس من القوى الغربية من أجل مواقفهم الثابتة بشأن القضية الفلسطينية ورفضهم الدائم لتقديم أي تنازلات يمكن أن تضر بالقضية الفلسطينية ..!! 
 
لذلك ...... 
ليس من حق أحد أياً كان أن يزايد على العرب بشأن قضيتهم المركزية وهي القضية الفلسطينية ' فالمزايدة بالخطابات والتصريحات لا مجال أبداً لمقارنتها بخوض الحروب والمعارك والتضحية بالالآف من الشهداء والجرحى وتحمل التبعات الاقتصادية والمؤامرات السياسية الجسيمة ' ومن يظن بأن العرب يواجهون فقط إسرائيل فهو مغفل وسطحي ' فكل القوى الغربية بما فيها العظمى تقف بكل قوة بجانب إسرائيل ' والدليل على ذلك ها هم المزايدون والمتاجرون بالقضية الفلسطينية من غير العرب لم يتجرأوا على إطلاق طلقة رصاص واحدة ضد إسرائيل ' وإنما يستغلون القضية الفلسطينية لتحقيق مصالح سياسية وأطماع توسعية على حساب السيادة العربية والأمن القومي العربي ..!! 
 
لذلك .... 
نصيحتي لكل الأخوة العرب لا تنجروا خلف الحملة المسعورة التي تستهدف القومية والهوية العربية ' والتي تزايد وتتاجر بالقضية الفلسطينية لمصلحة مشاريع توسعية خارجية ' وعلى جميع العرب الإلتفاف حول المشروع القومي العربي ، فهو المشروع العقلاني الصادق والمدافع القوى عن القضية الفلسطينية دائماً في كل الظروف والأحوال ' كما أن العواطف والانفعالات الوقتية لن تجدي نفعاً في دعم القضية الفلسطينية ' فكم نحن في أمس الحاجة لتفعيل العقل العربي علمياً وتكنولوجياً لمواجهة العقلية الاسرائيلية المتطورة في المجالات العلمية والتقنية والتكنولوجية ' وتفعيل السياسة العربية لمواجهة السياسة الاسرائيلية ' وتفعيل الإعلام العربي الهادف لمواجهة الاعلام الاسرائيلي ' والعمل الجاد على إصلاح البيت العربي من الداخل من خلال التحرر من كل التعصبات المذهبية والطائفية والحزبية ' وفي الأخير لن يستعيد الحق الفلسطيني أحداً غير العرب طال الزمن أو قصر ..!!