Image
  • Image
  • 10:33 2022/06/08

مليشيا الحوثي سرقت الأموات وأجهزت على الأحياء

لم يسلم منهم شيء. جماعة آتية من خارج سياق التاريخ والجغرافيا والزمان والمكان، لتستقر في قلب القرن الحادي والعشرين. جاءت محملة بإرث قرون من السلب والنهب، متبعة قتاوى إئمة ظلمة حكموا صعدة وما حولها وجعلوا من أرض اليمن طولا وعرضا وقفا لهم. فإمامهم عبد الله بن الحمزة ترك لهم كل رصيد إجرامي عبر فتاواه التي كانت من الإجرام بحيث فاقت فتاوى ابن تيمية بحق المخالفين. لقد قتل ذلك الإمام الظالم الغشوم وأباد وسبى ونهب وعاث في الأرض فسادا وجعل من أرض اليمنيين كلهم وقفا له. فجاء هؤلاء مستندين على ركام من المظالم ليعتمدوا عليها كشرعنة لهم. أخذوا يبحثون في الأوقاف عن مسودات من مئات السنين تجيز لهم النهب والسلب. وفي مال الوقف وجدوا الغنيمة الكبرى. حيث لا يعتبرون تلك الأوقاف ملكا للدولة بقدر ما يعتبرونها إرثا لهم من إمامهم عبد الله بن الحمزة وعليهم أن يستعيدوه. 
 
جماعة لا تؤمن بالدولة حتى وقد استولت عليها، بقدر إيمانها بأنها جماعة لصوص ينهبون كل ما يقع تحت أيديهم. حتى إذا أجهزوا على الأحياء وسرقوا منهم حتى قوت يومهم، اتجهوا نحو الأموات في شره ونهم لابتلاع حتى اللحود التي تضمهم. فالمقابر مستباحة هي أيضا بالنسبة لهم، ولا حرمة لشيء عندهم. فهم مغول هذا العصر كما يصفهم العديد من السياسيين.
 
وفي آخر تقليعات هذه الجماعة الظلامية، في استحواذها وسطوها على الأموات والأحياء، استولت قيادات حوثية نافذة على أكبر مقبرة في مدينة ذمار، وشرعت في البناء عليها، في سياق عمليات النهب التي تمارسها بحق أراضي الدولة والمواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقالت مصادر محلية إن قيادات حوثية استولت على مساحة قدرها 28.368 متراً مربعاً من مقبرة العمودي، كبرى مقابر مدينة ذمار، وبدأت في البناء عليها وتشييد محال تجارية.
وطبقاً للمصادر، فإن السطو على المقبرة الواقعة على الشارع الرئيس بمدينة ذمار (شارع صنعاء) جاء تمهيداً لإنشاء مشروع استثماري للقيادي في مليشيا الحوثي مهدي المشاط رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" والقيادي عبدالمجيد الحوثي المعين رئيسا لما تسمى "الهيئة العامة للأوقاف"، بتواطؤ من القيادي محمد البخيتي محافظ الحوثيين بذمار.
 
كما أن المليشيا الحوثية لم تكتف بالسطو على المقبرة وانتهاك حرمتها بتشييد محال تجارية وإنما ستقوم ببناء شقق سكنية بملحقاتها من دورات مياه وصرف صحي فوق القبور.
 كما أنها لم تلتفت إلى الأحكام القضائية الصادرة عام 1995 والتي تمنع أي استحداثات أو تغيير على مقبرة العمودي في مدينة ذمار التي أوقفها "العلامة عبدالله بن محمد العمودي" منذ مئات السنين.
ولاقت جريمة السطو الحوثية على مقبرة العمودي حالة استياء وسخط وانتقادات واسعة من قبل الحقوقيين والناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتصاعدت مؤخراً في ذمار والمحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين عمليات النهب والبسط والتملك لعقارات وأملاك الأوقاف لصالح قيادات حوثية نافذة على مرأى ومسمع الجميع.
غير أن مقبرة العمودي في ذمار ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي تستولي عليها مليشيا البطش والنهب، فقد استولت أيضا على مقابر في تعز وإب  وغيرهما من المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
 
كما قامت مليشيا الحوثي العام الماضي بنهب اجزاء واسعة من مقابل منطقة السمكر و ووادي جديد و الهشمة و الستين بمديرية التعزية بمحافظة تعز.