Image

مليشيا الحوثي تُسكت "صوت اليمن"

لم تمرّ على الصحافيين أيام كهذه، لا بهذه الخطورة، ولا بهذا الرعب، منذ أن عرف اليمن الصحافة، إلا في عهد مليشيا الحوثي الإرهابية التي تواصل حربها على الصحافة والصحافيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها وخنق أي صوات مغاير لصوتها، وما سبق ذلك من ممارسات حوثية قمعية متصلة بالاقتحامات والترويع والاختطافات التي تطال الناشطين والصحافيين في مختلف محافظات اليمن.
ورغم ما تشهده الإذاعات الخاصة العاملة في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية من أوضاع صعبة أمام الممارسات القمعية المسلحة للحوثيين، والانهيار المالي والاقتصادي الذي أثر على دعم الشركات المعلنة لعمل الإذاعات، تواصل المليشيا الحوثية ابتزاز ملاك تلك الإذاعات؛ تارة بدفع إتاوات مالية، وتارة أخرى بإجبارهم على بث زوامل المليشيا ومحاضرات قائد الانقلابيين وعدم السماح لهم ببث الأغاني، وما إلى ذلك من ابتزاز بعنوان مختلفة.
فبعد أيام من السماح لإذاعة "صوت اليمن" للبث، بموجب حكم قضائي من إحدى المحاكم التابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية في صنعاء، أقدمت المليشيا الحوثية، اليوم، على إغلاقها ونهب جميع محتوياتها دون أي مبرر.
مدير الإذاعة مجلي الصمدي، وفي سلسلة منشورات له على حسابه في "فيسبوك"، أكد أن مليشيا الحوثي اقتحمت، اليوم، مقر إذاعة "صوت اليمن" في شارع الزبيري، وقامت بنهب معدات وأجهزة الإرسال الخاصة بالإذاعة، مؤكدا انقطاع بث الإذاعة جراء عملية الاقتحام والنهب.
واضاف الصمدي أن مليشيا الحوثي قامت بكسر أبواب الإذاعة والصعود من على أبواب العمارة مثل اللصوص، حسب تعبيره.
وقال الصمدي في منشور آخر: "الحوثي سرطان منتشر، لا تصدقوا من يقول إنه مدري ايش ومدري ايش.
سرطان خبيث. أقول هذا بعد الاعتداء على إذاعة (صوت اليمن) المستقلة بعد تواجدها أكثر من 8 سنوات وكسرها وسرقتها بكل أريحية، بعد حصولنا على قرار قضائي، وسرقتهم لحياة الناس ورواتبهم وحقوقهم".
وأضاف: "لو كان الحوثي دولة وسلطة حقيقية ما حصل اللي حصل لي اليوم بصنعاء من قبل وزارة يديرها وزير حاقد ومريض"؛ في إشارة إلى المدعو ضيف الله الشامي.
وفي منشور يغلب عليه القهر، قال الصمدي: "أنا مواطن مقهور.. مقهور في صنعاء ومنهوب وما نفعني حتى القضاء". 
وأضاف: "أدعو جميع الناس والصحفيين والحقوقيين والناشطين وجميع وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والمؤسسات الرسمية والمجتمعية في الداخل والخارج وجميع أنحاء العالم في كل أنحاء الأرض، إلى إدانة العدوان السافر الذي قامت به قوات تابعة لوزارة إعلام حكومة صنعاء وقسم شرطة النصر بحدة، صباح اليوم، ضد مبنى إذاعة صوت اليمن وكسر أبوابها ونهب أجهزتها".
وكانت مليشيا الحوثي أغلقت في يناير الماضي، ست اذاعات مجتمعية بينها صوت اليمن، تحت مبررات واهية منها عدم دفع ضرائب.
يذكر أن إذاعة "صوت اليمن" حصلت على حكم قضائي، الأسبوع الماضي، من محكمة الصحافة التابعة لمليشيا الحوثي يسمح لها بمعاودة البث وعدم اعتراضها.
وقالت نقابة الصحفيين اليمنيين، في حينه، إنها تلقت بلاغا من مالك إذاعة صوت اليمن مجلي الصمدي، يفيد فيه بـ"إغلاق إذاعته بطريقة غير قانونية  من قبل سلطة الأمر الواقع بصنعاء (الحوثيين)، حيث اقتحمت عناصر أمنية (حوثية) للإذاعة، وقامت بإغلاق البث بذريعة استخراج تصاريح العمل، ودفع مبالغ مالية".
وأدانت النقابة "هذه الإجراءات التعسفية المقيدة لحرية الرأي والتعبير"، مطالبة "بسرعة إعادة بث هذه الإذاعات، وإيقاف كافة الاجراءات غير القانونية"، محملة جماعة الحوثي "كافة المسؤولية عن هذا التعسف".
حالة لا يحسد عليها العاملون في المجال الصحفي في اليمن عامة، وفي مناطق سيطرة مليشيا الحوثي خاصة؛ حيث تصاعدت المخاوف بقوة لديهم، مع استمرار الاعتقالات والاغتيالات والأحكام بالإعدام التي طالت العشرات منهم.
إلى جانب كل ذلك، تمارس مليشيا الحوثي إرهابا وتحريضا بحق الصحافيين، عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام الحكومية التي سيطروا عليها، واعتبار من يخالفهم "عميلاً"، وفي أحيان "مناصراً للدواعش".