Image

حكامها أدوات لتنظيم الإخوان.. تعز مدينة مكبلة بسلطة بلاطجة الإصلاح

كثر السؤال وغاب الجواب عن  الحاكم الفعلي لتعز التي تقع تحت سيطرة الشرعية، إلا إذا اختزلت الإجابة بحزب الإصلاح. أما الأشخاص فهم كثر، كل واحد من الإخوان دولة في مدينة لم تعرف الأمن والسلام منذ 11 فبراير 2011، كل قادة الانقلاب من مليشيا الإصلاح يحكمون بحسب المال والقوة العسكرية التي تدين له بالولاء. 
 
حمود المخلافي، عبده فرحان، خالد فاضل، الجبولي وآخرون، جميعهم أسقطوا تعز لصالح تنظيم الإخوان الدولي. 
 
 الحوثي الذي جاء تعز محتلا يرفع شعار محاربة القاعدة بشكل مباشر أو غير مباشر لعب دورا كبيرا في تمكينهم من السيطرة على تعز والحصول على قرارات جمهورية  جعلتهم يتوغلون في مفاصل الدولة حينما ارتدوا ثوب المقاومة والتحرير. وما حرروا شيئا سوى بسط سلطلتهم العسكرية وفرض إرادتهم على تعز والمحافظين المتعاقبين عليها وممارسة الابتزاز والتهديد، وهو ما دفع بالبعض إلى الاستقالة. 
 
 حكموا تعز من الإصلاح كثر، إلا أن عبده فرحان الذي لقبه بن لادن (سالم) كاسم حركي في التنظيم سطع نجمه في سماء الحالمة  كحاكم ومتحكم بالمدينة. لا صوت يعلو فوق صوت الإخوان باعتباره مرشد الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) في تعز وعضوا بارزا في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين بالعالم، وشارك في الحرب بأفغانستان مع حركة طالبان، التنظيم المقرب لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. 
 
 لذا ظهر كقوة مسيطرة ومتحكمة بمصير المدينة وسكانها، يقف خلفه تنظيم مصنف كجماعة إرهابية على المستوى الدولي. أخليت الساحة لسالم بعد أن تم خروج أبو العباس ومغادرة حمود المخلافي ليستثمر في مطاعم بتركيا وتبني مشاريع  في ظاهرها إنسانية ولصالح تعز.  وهي في الواقع جمع الأموال لتسليح الحشد الشعبي ذلك اللواء الذي شكل في جبل حبشي قوامه 2000 مسلح خارج سيطرة وزارة الدفاع. وأصبح سالم مستشارا لقائد محور تعز، وبدعم من الإصلاح والقاعدة اعتبر الحاكم العسكري السري لمحافظة تعز يتحكم بالمؤسستين العسكرية والأمنية ويستولي على الدعم العسكري المقدم من التحالف للجيش الوطني في تعز، ويقوم بتخزينه في مخازن حزب الإصلاح.
 
عندما خطط الإخوان للسيطرة على تعز أكبر محافظة من حيث الكثافة السكانية، تمكنوا من ضرب وخلخلة  الجيش. وتحصل مدرسون على قرارات جمهورية في مناصب قيادية عسكرية، وآخرون عينوا من حزب المقر شكل جيش وصل كخالد فاضل قائد المحور دون قرار.
 
ومثله أبوبكر الجبولي قائد اللواء الرابع مشاة جبلي. لذا تجدهما يلتزمان كليًّا بالتوجيهات الصادرة من رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح، محمد اليدومي وليس من وزارة الدفاع، وهو ما فرض سلطة أمر واقع إخوانية وأصبحت السلطة المحلية خاضعة لسطوتهم لا يستطيع المحافظ نبيل شمسان ومن قبله من المحافظين السابقين أن يخطوا خطوة واحدة دون حصولهم على الضوء الأخضر.  
 
في الواقع، حكام تعز عبارة عن أدوات يسيرهم التنظيم الدولي للإخوان المسلمين لا يختلفون عن الحوثي في ارتهانه لإيران. وحتى تبقى أدوات اللعبة بأيدهم فهم يغيرون حكام تعز بين فترة وأخرى مادامت الدولة تعيش أضعف حالاتها، حتى لا يرتفع صيتهم ويبقون في تبعية دائمة للمحرك الرئيسي في قطر وتركيا. 
 
تعز وقعت تحت حصار الحوثي لثمان سنوات وتفرغ الإصلاح في شن حروبه. تمزقت الوحدة بين الفصائل المناهضة للحوثيين حيث وجهوا أسلحتهم نحو بعضهم. 
 
تمثل تعز نموذجًا للاقتتال الداخلي بهدف فرض الهيمنة العسكرية على مدينة تعز، وذلك عندما أجبرت كتائب أبو العباس السلفية على الخروج من المدينة أوائل 2019، وبعد عملية الاغتيال التي استهدفت الجنرال عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع والسيطرة على اللواء ومركز عملياته في ريف الحجرية التي أصبحت بعد الحمادي مرتعًا لمعسكرات تدريب المليشيات غير النظامية التابعة للإصلاح وإعلان تشكيل محور طور الباحة بقيادة أبو بكر الجبولي، الذي يقود اللواء الرابع مشاة جبلي منذ 2016.
 
تحققت أهداف الإخوان في بسط السيطرة على تعز وريفها والتربع عليها كحكام مليشاوية بقوة السلاح، وليس مهما من يحكم تعز بل من ينفذ توجيهات الإخوان. 
فلا غرابة أن نسمع يوما أن الطفل المراهق غزوان المخلافي أو شيخان الدبعي هم حكام لهذه المدينة التي أصابها الإخوان في مقتل.