Image

لماذا على ألمانيا إعادة التفكير بمهمتها العسكرية في منطقة الساحل؟

 الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو والمظاهرات المناهضة للغرب في النيجر، تثير مزيدًا من التساؤلات حول المهمة العسكرية الألمانية في منطقة الساحل. لكن هناك أيضا أصوات مؤيدة للبقاء، خصوصا في ظل استفحال الدور الروسي هناك.

في ضوء التطورات الأخيرة في مالي ودول الساحل المجاورة بغرب أفريقيا، أصدرت سيفيم داغديلين تقييما قاسيا لتواجد القوات الألمانية هناك. فعضوة البرلمان الألماني (بوندستاغ)، والمتحدثة في شؤون العلاقات الدولية ونزع السلاح في كتلة حزب اليسار، صرحت لـ DW بأن "نشر القوات المسلحة الألمانية (هناك) يتحول أكثر وأكثر إلى كارثة تامة، إذ لم يتم تأمين سلسلة الإنقاذ ولا تأمين الحماية الكافية من الجو"، مضيفة: "مواصلة ترك الجيش الألماني هناك هو عمل "غير مسؤول".

في الواقع، وعلى خلفية التمديد الدوري لتفويض الجيش الألماني "بوندسفير" ضمن بعثة الأمم المتحدة في مالي (مينوسما) فإن البرلمان الألماني (بوندستاغ) أصدر قرارا بنوع من الانسحاب المشروط من المهمة، يقول فيه: إذا لم تعد رعاية وحماية الجنود الألمان مضمونة بشكل كافٍ، فينبغي "اتخاذ تدابير لتعديل المساهمة الألمانية بما في ذلك نهاية المهمة". وهكذا فإن القرار يترك مجالا للمناورة بخصوص تشديد الإجراءات التي يتعين اتخاذها وتقييم الوضع في منطقة الساحل.

الأعلام الروسية تخاط في واغادوغو

في غضون ذلك، ينصب الاهتمام في المنطقة على أصغر دولة في الساحل: بوركينا فاسو، التي يحكمها الانقلابيون منذ بداية العام، والتي شهدت انقلابا آخر في نهاية سبتمبر/ أيلول. ومع هذا الانقلاب أصبح إبراهيم تراوري رئيس الدولة الجديد، ولا يُتوقع إجراء انتخابات ديمقراطية حتى عام 2024 على أقرب تقدير. والهدف المعلن هو الوقوف في وجه الإسلاميين، الذين - على الرغم من الحكومة العسكرية التي استمرت تسعة أشهر - يسيطرون الآن على مساحة تشكل حوالي 30 بالمائة من البلاد.

من أجل تحقيق ذلك الهدف، لا يستبعد تراوري إقامة تحالفات جديدة مع روسيا مثلا، وهناك أيضًا تعاطف بين السكان. وفي عطلة نهاية الأسبوع التي أعقبت الانقلاب، قال الحسن، وهو خياط في العاصمة واغادوغو، لوكالة الأنباء الفرنسية إنه "يخيط الأعلام الروسية فقط". مضيفا: "كانت هناك بعض الطلبيات الكبيرة".

نقاشات حامية داخل حكومة الألمانية

المجلس العسكري، الذي تولى السلطة إثر انقلاب عسكري في مالي، يحافظ أيضا على اتصالات جيدة مع روسيا – وقد اتصل القائد أسيمي غويتا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع بشأن شراكة مكثفة. كما وعد بوتين دولة الساحل الفقيرة بتقديم 300 ألف طن من الأسمدة الصناعية كهدية. أما موقفها من ألمانيا والدول المشاركة في قوات الأمم المتحدة؛ فلا تزال حكومة باماكو فاترة، الأمر الذي جعل التعاون أكثر صعوبة خلال العام الماضي.

 

في ظل هذا الوضع المتوتر، هناك أيضًا دعوات متزايدة داخل الائتلاف الحاكم في ألمانيا (حكومة إشارة المرور) لإنهاء المهمة في مالي؛ على الأقل في أقرب وقت ممكن. وقد أدلى جو فاينغارتن (من الحزب الاشتراكي الديمقراطي) وماركوس فابر (من الحزب الديمقراطي الحر) مؤخرًا لصحيفة "فيلت" بتصريحات مماثلة. لكن وزيرة الخارجية أنالينا بربوك (من حزب الخضر) متمسكة باستمرار المهمة.