تعز اليوم الموقف والقرار

12:18 2022/10/28

يبدو واضحا أن تعز سوف تمر بمعترك رهيب. فهناك من يريد تكرار سيناريو الحجرية المشؤوم بصورة أو بأخرى. وبوادر ذلك المعترك واضحة من خلال التكليفات غير الرسمية في ظل احتقانات متعددة الأقطاب. هذه التكليفات ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب. وهناك سيناريو آخر يقول إن المراد هو الاغتيال السياسي والإحراق الجماهيري لتلك الشخصيات من خلال إعطاء تكليفات خارج القانون والدستور.
 
إن المعترك الراهن يتطلب قرارات حكيمة وتوافقية، وليس وضع الألغام والخناجر المسمومة وضرب فلان بعلان.
 
تعز اليوم موقفها موحد ضد عصابة الحوثي الإرهابية، وهناك من يريد رمي حجر في ما يعتقده مياهاً راكدة لكي يعيد حسابات وأحقادا قديمة تساعد الحوثي على البقاء والاستقواء. فما يربطه بتلك العناصر من علاقات جيوسياسية وأمنية هو أكثر من علاقات المشرفين الجدد من المنضمين للصف الجمهوري. 
 
والمطلوب أن يتم توحيد ذلك الصف لا تمزيقه في حسابات إن أصابت فهي لنا وإن خابت فهي مسؤولية غيرنا.
 
إن القرار اليوم يجب أن يكون أكثر حصافة، فضعفاء الأمس سياسيا في تعز تغير موقفهم وتغيرت حاضنتهم، وموقفهم أصبح موازيا تماما لمحرضي الأمس، إن لم يكن أفضل، وذلك لما حدث من متغيرات كثيرة في القناعات والمواقف. 
 
وهنا لا ىتحدث عن أصحاب الدفع المسبق في الفيس بوك، بل أتحدث عن ابن و بنت تعز الذين أدركوا ألاعيب السياسيين والحزبيين، خصوصا المتطرفين، ومن يزعمون أنهم ناصريون ويساريون، فيما الحقيقة تقول بأنهم الوجه الآخر للتيارات الدينية المتطرفة.
 
إن متخذ القرار مازال يلعب بطريقة الماضي ولا يدرك أنه حتى في كرة القدم تطورت خطط اللعب والمناورات وأصبح يفضل اللعب المفتوح والمكشوف. أما أساليب اللعب في مربعات ضيقة أو تحت الطاولة فقد عفى عليها الزمن. والناس تعلمت أساليب وطرق اللعب من النظيف وغير الرياضي.
 
إن الحسابات اليوم أصبحت تدار بأجهزة دقيقة الحساسية، كما أنها تعدت أسلوب المخافسة.
ان تعز عانت كثير خلال السنوات العشر الاخيرة وعلينا جميعا تجنيبها الصراعات و الحروب و الاقتتال والمؤامرات من تحت الطاولة او من فوقها.
 
فيها ما يكفيها و التفرغ للعدو المشترك وهو عصابة الحوثي الارهابية.