انهيار نصف ولاية الفقيه

12:22 2022/10/28

ما يجري في إيران حاليا من اضطراب واحتجاج كبيرين ليس أقل من ثورة شعبا وانتفاضة جيل الشباب الذي يشكل منه أقل من عمر أربعين عاما ما نسبته ستين بالمئة.
 
ما أقلق النظام الإيراني ليس التظاهرات والصيحات وقص شعور شابات ونسوة إيران البطلات فحسب إنما جن جنونه عندما شاهد بام عينه انهيار أركان نظرية ولاية الفقيه بأركانها الدينية وركائزها الفكرية لدى الأجيال الجديدة من التلاميذ والطلبة في مدارس إيران التي ظن النظام أن عقيدة الخميني تداعت وأحلام الإمبراطورية الفارسية التي أرسى دعائمها الخميني والذي قال في جواب لمراسلة فرانس برس وهو على متن الطائرة إير فرانس عندما سألته إلى أين أنت ذاهب وماذا ستفعل؟ أجاب بلا أدنى لبس العرب حكموا إمبراطورية والعثمانيون حكموا أيضا إمبراطورية والآن حانت لحظة تاسيس الامبراطورية الفارسية.
 
المنطقة العربية والعالم على أعتاب مرحلة جديدة فسقوط هذا النظام العنصري الطائفي الحاقد الساعي لتقويض دور الأمة العربية وإغراقها في حروب وصراعات وميلشيات بات اليوم يترنح تحت رفض الشعوب الإيرانية له لم يعد في طهران والمدن الإيرانية معتادا خروج رجال الدين بعمائمهم أخذوا يخلعونها في الشارع خوفا من الشعب، أحد نواب البرلمان الإيراني يصرح ويحذر كل أطراف النظام بأنه إذا سقط النظام سوف يشنقوننا جميعا إصلاحيين ومتشددين لا فرق.
 
نحن أمام مشهد إيراني دراماتيكي يحمل مفاحات وتغير معطيات مع نطور تكتيكات المحتجين وأساليبهم الباهرة وخصوصا شجاعة نساء إيران منقطعة النظير.
 
النظام يبحث الآن عن عدو خارجي لإشعال جبهة ونزاع معه ولا يخدمنا أن نتورط بهذا النزاع ولكن توفير دعم إعلامي وحقوقي للناشطين الإيرانيين والمعارضة الإيرانية بات مطلبا ملحا فهذا الحكم سقط في نظر شعوب إيران ونظام الولي الفقيه نمر من ورق مع تصاعد عزلته الدولية وإخفاق استعادة الاتفاق النووي والعالم الآن يتلضى بنار وتداعيات حرب أوكرانيا وخصوصا ملف الطاقة.
 
فالسياسة كما قال عنها يوم كيسنجر هي سلسلة من المقايضات فلم لا نقايض ملف الطاقة برحيل أسوء وأكثر نظاما سياسيا أجرم بحق العرب والمسلمين استهدف عقيدتهم واستنزاف ثرواتهم...
 
إنها في لحظة القرار الفرص تلوح مثل البرق يقتنصها المنتبهون والأذكياء.
* كاتب وأكاديمي من العراق أستاذ القانون والنظم السياسية في جامعة الأخوين في أفران المغربية