Image

روسيا والغرب.. هل ينتقل الصراع إلى الفضاء؟

المواجهة الروسية الغربية انطلاقاً من ساحتها الأوكرانية تنذر بتصعيد متعدد الوجوه والأشكال، فبعد جدل احتدم كثيراً بشأن اتهامات موسكو لكييف بالتخطيط لاستخدام «قنبلة قذرة»، بدعم من جهات غربية، ونفي الغرب هذه الاتهامات، بل واتهام موسكو بأنها تخطط لذلك، اعتبرت موسكو أمس أن الأقمار الصناعية الأمريكية والغربية قد تصبح أهدافاً مشروعة إن شاركت في مساعدة الجيش الأوكراني في الحرب.

مسؤول كبير في الخارجية الروسية قال إن الأقمار الصناعية التجارية التابعة للولايات المتحدة وحلفائها قد تصبح أهدافاً مشروعة لروسيا إذا شاركت في الحرب في أوكرانيا. وأبلغ قسطنطين فورونتسوف، نائب رئيس دائرة حظر الانتشار النووي والرقابة على التسلح بوزارة الخارجية الروسية، الأمم المتحدة أن واشنطن وحلفاءها يحاولون استغلال الفضاء لفرض الهيمنة.

وأضاف: إن استخدام الأقمار الصناعية الغربية لمساعدة المجهود الحربي الأوكراني «توجّه شديد الخطورة»، وقال إن «البنية التحتية شبه المدنية ربما تصبح هدفاً مشروعاً لضربة انتقامية».

زيارة استخبارية

ولا تنفي واشنطن مساعدتها كييف عسكرياً واستخبارياً، لكنها تؤكد عدم انخراطها مباشرة في الصراع. وذكرت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية، نقلاً عن مصدرين لم تكشف هويتيهما، أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ويليام بيرنز سافر إلى أوكرانيا في وقت سابق من الشهر الجاري.

ولم يكشف المصدران عن مزيد من التفاصيل، إلا أن مسؤولاً أمريكياً قال إن بيرنز أكد التزام الولايات المتحدة بتوفير الدعم لأوكرانيا، بما في ذلك استمرار تبادل المعلومات الاستخباراتية. وأشارت (سي إن إن) إلى أن زيارة بيرنز جاءت في الوقت الذي تتزايد فيه مخاوف الولايات المتحدة من أن روسيا قد تتجه إلى استخدام سلاح نووي في حربها.

محادثات السلام

التصعيد الروسي الأمريكي لا يتوقف، وهو يثير مخاوف عدة، نظراً لكونه بين دولتين نوويتين. وجدد الكرملين أمس اتهامه لكييف بأنها انسحبت من مفاوضات السلام مع موسكو في مارس بناءً على «أوامر» واشنطن، في وقت «كان قد تمّ التوصل إلى توازن صعب جداً».

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن «النص كان في الواقع جاهزاً (...) ثم فجأة، اختفى الجانب الأوكراني عن الرادارات، وقال إنه لم يعد يريد متابعة المفاوضات».

وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين اعتبر أن «رفضاً من هذا القبيل للاتفاقيات التي سبق أن تم التفاهم عليها حدث بشكل واضح بناءً على أوامر من واشنطن».

قصف مسيّر

ميدانياً، ذكرت السلطات الأوكرانية أن المنطقة المحيطة بكييف تم استهدافها في ساعة مبكرة من صباح أمس، بضربات جوية روسية.

وقال الحاكم أوليكسي كوليبا على «تلغرام»، إن إحدى البلديات تعرضت للقصف، دون أن يذكر اسم البلدة المتضررة. وأضاف أنه قد تم نشر خدمات الإنقاذ في المكان.

وقال سلاح الجو الأوكراني إن الجيش الروسي في جنوب أوكرانيا أطلق أكثر من 20 طائرة إيرانية مسيّرة قبل منتصف الليل بساعتين.

وأضاف أنه قد تم إسقاط 19 من الطائرات المسيّرة، معظمها فوق منطقة أوديسا.

وفي الوقت نفسه، قال ميخائيل رازفوزاييف، الحاكم الذي عينته القوات الروسية في شبه جزيرة القرم: إن هناك محطة كهرباء تعرضت لهجوم بطائرة مسيّرة، واشتعلت النيران في أحد المحولات خلال الهجوم الذي تم شنّه ليلاً في سيفاستوبول، إلا أن المحول لم يكن متصلاً بالشبكة في ذلك الوقت، بحسب ما قاله رازفوزاييف.