Image

تعز المدينة التي لا نعرفها.. مرتع الإرهاب وقطاع الطرق

تعز المدينة التي لا نعرفها، كل شيء فيها تغير. أصبحت مرتعاً للقتلة وقطاع الطرق وإرهاب الإخوان.
 
يقول محمد عبدالله: في تعز تشعر بأنك غريب لم تعد بين أهلك وإخوتك، بل وسط عصابات مسلحة تثير الرعب والخوف. لا تأمن على روحك ومالك، وهو ما دفع بالعديد من النازحين أن يفضلوا العيش في تشرد على أن يعودوا إلى منازلهم التي غادروها مكرهين، بسبب حرب الحوثي وقصفه المتواصل على إحياء المدينة. 
 
أما صلاح خالد فيقول: بعد تفكير طويل عدت إلى بيتي في منطقة الكمب تمنيت لو أني لم أتخذ هذا القرار، شعرت وكأني أعيش في سجن كبير أو في مدينة أشباح. السكان غير السكان، أغلبهم قدموا من قرى سامع وجبل حبشي تابعين لمليشيا الإصلاح، جعلوا من المنطقة ثكنة عسكرية واحتلوا منازل المواطنين بالقوة. 
 
ويضيف: جوارنا مساكن لمليشيا الإصلاح على اعتبار المنطقة منطقة تماس مع عصابة الحوثي. كل يوم نسمع قوارح وإطلاق رصاص وانفجارات لا تدري من يطلق على من. وفي الصباح لا تجد لما حصل ليلا أي أثر، فقط إرهاب العائدين وإجبارهم من قبل عناصر الإخوان على النزوح مجددا من منازلهم التي تؤويهم، بعد أن ضاق الحال بكثير من الأسر ولم تعد تستطيع مواجهة قساوة الحياة ودفع الإيجارات لمنازل مستأجرة في مناطق النزوح. حتى الخدمات والمساعدات حرموا منها العائدين، والهدف جعلها منطقة طاردة لمن يفكر بالعودة إلى منزله.  
 
بدوره، يقول صادق العديني إن الحياة في تعز تتوقف بعد الساعة السادسة مساء، حيث تبدأ حياة البلاطجة والمحببين، قبل المغرب يجب أن تكون قد أخذت ما تحتاجه للبيت، فمن الصعب أن تأمن على ابنك أو على نفسك من أن تكون ضحية طلقة رصاص أو عملية ابتزاز، خاصة وأن الأمن شبه غائب على المدينة  وإن وجد، لا يستطيع مجابهة العصابات المسلحة التي تنتشر في الحارات والأزقة. 
 
ويضيف: الحياة في تعز أصبحت تبعث على الخوف والرعب، والأطفال أغلبهم حبيسو المنزل إذا أمنت من البلطجة والعصابات فلا تأمن من قصف وقذائف الحوثي التي تتساقط فوق رؤس الأبرياء. لهذا تعز لا تحتاج إلى تحرير، بل إلى تعزيز الأمن والاستقرار، وبعدها يمكن الحديث عن تحرير ما نبقى من يدي مليشيا الحوثي.
 
أما اليوم فإن العصابات الإخوانية لا تقل خطرا عن عصابة الحوثي، وجميعهم قتلة، وعليه يجب أولا تخليص المدينة من المسلحين والسلاح المنفلت وإحداث تغيرات في الجهاز الأمني والعسكري بالمواطن لا يثق بهم بل ويعتبرهم أس المشكلة وما آلت إليها تعز اليوم بعد ثمان سبع سنوات من حرب الحوثي وتحرير مناطق من قبضتهم. وللأسف سلمت تلك المناطق إلى مليشيات أخرى مارست نفس سياسة القمع الحوثي على المواطن.